إجراءات الزواج في الجزائر

إجراءات الزواج في الجزائر

يخضع زواج الجزائريين بالأجانب إلى إجراءات جد معقدة بسبب القوانين التنظيمية المنصوص عليها في المادة 31 من قانون الأسرة، وتتولى وزارة الداخلية كل الصلاحيات في الموافقة أو الرفض وفق القرار الصادر بتاريخ 11 فيفري 1980 والذي ينص على إبرام الزواج بوجود رخصة من مصالح الوالي، وبين كل الإجراءات والمعارك الإدارية يجد الجزائريون الذين تعرفوا على أجنبيات وربطوا علاقات حب أو مصالح بينهم أنفسهم في متاهات إدارية وأمنية جد معقدة تصل في بعض الأوقات إلى المتابعات القضائية وبتهم تمس بأمن الدولة كالتستر على جاسوسات أو مجرمات أو هاربات أو تاجرات مخدرات وغيرها في حال عدم اتباع الإجراءات اللازمة دون الإخلال بأدق التفاصيل.

وقد يتساءل الكثير ممن يودون الارتباط بأجنبيات عن الإجراءات اللازمة لعقد الزواج على التراب الجزائري، فلا يجدون أجوبة صريحة بل تواجههم العقبات والمشاكل فيستغرق الزواج على الأقل بين 4 إلى 8 أشهر وفي بعض الأحيان لا يحصلون على الرخصة إلا بعد سنة أو لا يحصلون عليها نهائيا، إضافة إلى جملة من المشاكل والتعقيدات التي تتبع ملف طلب الفيزا، علما أن أغلب الشباب هدفهم الوحيد هو الإقامة في بلد الزوجة الأوروبية أو الأمريكية، وتلعب التحقيقات الأمنية من طرف الشرطة أهم حلقة في زواج الجزائريون بأجنبيات.

وحسب بعض الشهادات فان القنصليات ذاتها والإدارة الجزائرية ومصالح الحالة المدنية تبخل بالمعلومات الصحيحة على الشباب وتجعلهم”يدوخون ” بين المكاتب والمصالح وقسم الشرطة و الولاية دون الوصول إلى نتيجة خاصة إذا تعلق الزواج بأوروبية وبالخصوص فرنسية، فالسفارة الفرنسية تشدد الإجراءات الإدارية حول زواج الجزائريين بالفرنسيات لدواع أمنية واجتماعية لمحاربة زواج “الوثائق” أو ما يسمى الزواج الأبيض.

شهادة كفاءة الزواج للزوجة والفيزا أكبر عقبة

يروي بعض الشباب أدق التفاصيل حول تجاربهم الخاصة، بينهم شاب يدعى حمزة نجح في معركة إدارية كبيرة للزواج من فرنسية وحقق حلمه في الهجرة إلى فرنسا، يقول أن أبسط غلطة أو سهو يفقدك الحلم في بلوغ أوروبا فإجراءات الحصول على ترخيص الزواج من فرنسية يقتض قدومها إلى الأراضي الجزائرية بناء على شهادة إيواء ترسل إليها أو استخراج وثيقة استقبال من الفندق لإقامتها لمدة لا تقل عن 15 يوم، ترسل هذه الوثيقة إلى المرأة الأجنبية للحصول على فيزا إلى الجزائر، وبعد الاتفاق معها على المجيء إلى الجزائر يجب أن تحضر معها جواز السفر، بطاقة التعريف، الكثير من النسخ الأصلية لشهادة الجنسية الفرنسية، صور شمسية، شهادة العزوبة أو الطلاق أو شهادة وفاة الزوج السابق وشهادة الميلاد، ووصل دفع فواتير الكهرباء والغاز والإيجار تحمل اسمها وعنوانها، وتحضر معها شهادة طبية وتحاليل الدم تؤكد سلامتها من الأمراض المعدية والمتنقلة جنسيا، وبعد وصولها إلى التراب الجزائري يقوم الشاب بأخذها من تلقاء نفسه إلى مركز الشرطة كأمر قانوني وإجباري، حتى لا يتم متابعته فيما بعد بجريمة التستر على جاسوسة أو هاربة من العدالة، حيث تطلب منها الشرطة إجراءات روتينية كجواز السفر وسبب قدومها إلى الجزائر ومدة إقامتها وغيرها من الأسئلة، وعلى الشاب أن يتعامل برفق مع المرأة الأوروبية ويصطحبها في نزهات ليروح عليها حتى تتحمل وتوافق على مشقة الإجراءات الإدارية المتعبة، وبعد ذلك يتجه الطرفان إلى مقر الدائرة وليس الولاية وبالضبط إلى مكتب الشؤون العامة لطلب ملف الزواج المختلط والحصول على استمارة تملأ وتصادق عليها في البلدية، وتكوين الملف التالي:

شهادة ميلاد الطرف الجزائري النسخة الكاملة رقم 12، شهادة ميلاد المرأة الأوروبية، نسخة من بطاقة التعريف للطرف الجزائري ونسخة من جواز السفر للطرف الأجنبي لتبيين التأشيرة التي دخلت بها إلى الجزائر، شهادة العزوبة للجزائري، أربع صور شمسية لكلا الطرفين، بعدها يقوم مكتب الشؤون العاملة بالاتصال بمصلحة الشرطة الأقرب من مقر الإقامة وبعد يومين أو ثلاثة أيام يستدعى الطرف الجزائري مع المرأة الأجنبية للقيام باستجواب رسمي، مع إيداع ملف آخر على مستوى مركز الشرطة يتمثل في شهادة ميلاد رقم 12 النسخة الكاملة، شهادة ميلاد الزوجة المستقبلية، النسخة من بطاقة التعريف الوطنية للطرف الجزائري، نسخة من جواز سفر الطرف الأجنبي، شهادة العزوبة لكلا الطرفين، ويرسل الملف إلى المديرية العامة للأمن الوطني بالعاصمة للموافقة على الزواج المختلط ويستغرق ذلك حوالي ثلاثة أشهر، وبعد الحصول على الرخصة تأتي إجراءات كبيرة خاصة بالطرف الأجنبي تتم على مستوى السلطات الأجنبية في القنصليات تسمى شهادة كفاءة الزواج بالنسبة للمرأة الأجنبية وهو بمثابة ترخيص بالزواج للطرف الأوروبي خاص بدولته لنسخ الزواج في السجلات الفرنسية مثلا.

وللحصول على هذه الشهادة المهمة يتم الاتصال بالقنصلية الفرنسية عنابة أو وهران أو الجزائر لآخذ موعد إيداع الملف، ويتم استدعاء الطرف الجزائري على مستوى القنصلية والطرف الأجنبي في بلدية إقامتها، وبعد التحقيقات تحصل الزوجة المستقبلية على الرخصة للزواج المختلط وتعلق الرخصة على جدار البلدية في فرنسا مثلا لمدة عشرة أيام حتى لا يعترض أحد على هذا الزواج سواء من الأفراد آو وكيل النيابة، و يعقد القران بتوفر الرخصتين الجزائرية والأجنبية، ويتحصل الشاب الجزائري على دفتر عائلي باللغة الفرنسية وعقد الزواج بالفرنسية وشهادة حضور الزوجة لتسهيل عملية نسخ الزواج في فرنسا.

تقوم الزوجة بأخذ نسخة من الدفتر العائلي وعقد الزواج بالفرنسية، شهادة ميلاد الزوج باللغة الفرنسية مدون عليها تزوج مع …في ..مع وضع تاريخ الزواج، شهاة ميلاد الزوجة، نسخة من بطاقة التعريف للزوجة لتبيين الجنسية، نسخة من جواز سفر الزوجة ونسخة من تذكرة الطائرة لغرض الزواج في الجزائر يرسل الملف في ظرف مستعجل إلى وزارة الشؤون الخارجية المصالح المركزية للحالة المدنية مكتب الشؤون المغربية مع إرفاق الملف بنسخة من شهادة كفاءة الزواج بالنسبة للزوجة وفي حال عدم إرسال هذه الوثيقة يعتبر الطرف الجزائري قد خالف القانون مما يجعله ينتظر أكثر من سنة لتسوية نسخ الزواج وأحيانا لا يتم نسخه لأسباب لا توضحها السلطات الأجنبية مما لا يمكن الطرف الجزائري من الحصول على فيزا الزوج.

ويعاني الكثير من الشباب الجزائري من تعقيد إجراءات الزواج بالفرنسيات وتشديد التحقيقات الأمنية، فحسب أحد طالبي رخصة الزواج بفتاة فرنسية تعرف عليها عبر الانترنت فإنه تعرض إلى استجواب بوليسي من طرف السلطات الفرنسية في القنصلية بالجزائر العاصمة حيث سألوه عن أدق التفاصيل وعن كيفية تعرفه عليها طلبوا منه ما يثبت نية زواجه بها فعلا، وقد أظهر لهم الكثير من الرسائل القصيرة وتسجيلات الفيديو والصور التي تؤكد علاقته بها منذ فترة طويلة ولحد الآن لم يتمكن من نسخ الزواج في فرنسا.

جزائريون يتزوجون بأجنبيات على التراب التونسي في أربعة أيام

قد تطول الإجراءات في الجزائر ومع الفرنسيات بصورة خاصة لكن هناك تجارب الارتباط سهلة ولا تستغرق سوى أربعة أيام، لكن مع جنسية أمريكية، فقد تحدث أحد الشباب من ولاية غليزان عن تجربته الخاصة في الزواج من أمريكية تعرف عليها، وعقد قرانه في تونس، حيث توجه من غليزان إلى عنابة على متن الطائرة ثم تنقل إلى تونس العاصمة على متن سيارة أجرة إلى المكان المسمى باب فرنسا، حيث يوجد الكثير من الفنادق وتم الحجز عن طريق الانترنت بمنطقة الحمامات، يقول هذا الشاب أن الشعب التونسي طيب وقد وجهه أناس طيبون لاستكمال إجراءات الزواج والحصول على شهادة كفاءة الزواج، وينصح بإحضار الكثير من شهادة الميلاد رقم 12 وشهادة العزوبة، وقد اتجه مع رفيقته الأمريكية إلى السفارة الأمريكية في تونس لاستخراج وثيقة الكفاءة وتكاليفها لا تتعدى 35 دولار أمريكي، ثم يتجه الطرف الجزائري إلى القنصلية الجزائرية بحي “مونبليزير”حيث توجد القنصلية مصطحبا الوثائق التالية شهادة ميلاد رقم 12 لا يهم بالعربية أو بالفرنسية مع شهادة كفاءة الزواج بالنسبة للزوجة المستخرجة من سفارتها، شهادة العزوبة الخاصة بالطرف الجزائري نسخة من جواز السفر للطرفين ويتم الحصول على شهادة الكفاءة الخاصة بالجزائري في ظرف 40 دقيقة .

بعدها يتم الذهاب إلى طبيب عام من أجل استخراج شهادة للطرفين تثبت عدم إصابتهما بإمراض خطيرة ومعدية، تكلف الشهادتان حوالي 40 دينار تونسي، بعدها وأخر خطوة هي الذهاب إلى كاتب عدل، مرفقين بشهادة ميلاد رقم 12 الخاصة بالرجل وكفاءة الزواج لكلا الطرفين، نسخة عن جواز السفر للطرفين مع شهادة ميلاد أصلية للزوجة مترجمة بالعربية أو الفرنسية وتقدر تكاليف الزواج حوالي 140 دينار تونسي مع حضور شاهين يفضل أن يكونا جزائريي الجنسية، ففي منطقة باب فرنسا يوجد الكثير منهم ويشهدون دون مقابل فقط أن يكون من يطلبهم للشهادة لبقا معهم ويصطحبهم للعشاء، أما آخر خطوة هي الحصول على عقد الزواج من أجل إجراءات الانتقال مع الزوجة إلى بلدها حيث تكلف عملية إرسال عقد الزواج عن طريق البريد السريع 70 دينار تونسي حيث يقوم كاتب العدل بتوثيق الزواج في المحكمة التونسية ووزارة الخارجية التونسية ويمنحك نسخة بالعربية خاصة بالزوج ونسخة باللغة الخاصة.

 

إعادة نشر بواسطة محاماة نت 

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.