الأحداث وصحيفة السوابق
لا توجد أسرة في المجتمع لا تعاني من مشاكل الأبناء على مختلف صورها، ولكن المشكلة الكبيرة هي جنوح الأبناء نحو الجريمة سيما في مرحلة ما يعرف بالمراهقة، وهذه أخطر المراحل العمرية ويجب الانتباه لها باعتبار أن الشاب الصغير يمتص سلوكياته من المحيط الذي حوله سواء كان المدرسة أو الحي أو غيره.
والمراهق أو الحدث في القانون هو الذي لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره أو الذي أتم الخامسة عشرة من عمره ولم يبلغ الثامنة عشرة، وتقع من بعضهم سلوكيات متمردة وعدوانية تعود بالضرر عليهم وعلى المجتمع، مثل المشاجرات أو السرقة أو الاعتداء على الممتلكات وغيرها من السلوكيات المرفوضة، ومن المتفق عليه أن ترك الأبناء يختلطون بالمنحرفين يجرهم إلى الانحراف.
لذا، في حالة وقوع الحدث في تصرفات يجرمها النظام يحاسب عليها وتصدر في حقه أحكام بالسجن، ولكن التساؤل الذي يثور في أذهان أولياء الأمور هو مدى انعكاس هذه القضايا على مستقبل أولادهم وهل ستصبح علامة سوداء في ملف أبنائهم؟
النظام السعودي أعطى أملا للعودة إلى المستقبل الصحيح لأصحاب القضايا الصادرة في حقهم عقوبات شرعية من الأحداث، بمعنى أن من تصدر في حقه أحكام قضائية فإنها تسجل في صحيفة الحالة الجنائية ولا تسجل في صحيفة السوابق، وصحيفة الحالة الجنائية لا تمنع في المستقبل من الاندماج في المجتمع وأن يتحول هذا الصغير إلى مواطن صالح يكسب ويعمل في الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص، وهذا ما حدده قرار ولي العهد وزير الداخلية رقم 365 وتاريخ 21/1/1432هـ.
ولكن الذي يجب أن ننوه إليه قبل وقوع الفأس بالرأس هو موضوع التربية التي للأسف تجاهلها الكثير من الآباء حتى أصبح أبناؤهم نقمة ومصدر قلق لا ينتهي، مع الاعتبار أن هذا الولد هو الذي يمثلك أمام الناس وهو الذي يعطي انطباعا عن شخصك ونوعية ثقافتك وتربيتك، لذا احرص أن تبني مستقبل ولدك بيدك.
عبدالله قاسم العنزي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً