الأخطاء الطبية والمسؤولية عنها (وفاة أم وجنينها)

الأخطاء الطبية والمسؤولية عنها!? وفاة ملتبسة لسيدة وجنينها

إعادة نشر بواسطة محاماة نت

لم أكن أعرف انه سيأتي يوم واستشهد ببيت شعر سمعته عندما دعتني إحدى الزميلات (الطبيبات) منذ ايام الجامعة لحضور حفل تعارف كلية الطب البشري في جامعة دمشق, وهو يدل على أهمية الطبيب ودوره في معالجة جراح الناس حتى النفسية منها:.

طبيب طبيب ملاك مجيب وبلسم حب لجرح عجيب‏

لكني اكتشفت غير مرة أن هذا البيت لا ينطبق على كل من امتهن الطب, بل على العكس تماما, قد يكون لجوء مريض ما الى طبيب تنقصه الخبرة الطبية الكافية, قد تسبب وبالاً واشكالات كثيرة على المرضى خاصة أن بعض الأخطاء في عالمالطب لاتقبل القسمة على اثنين , القصة التي بين ايدينا خير دليل على ذلك.‏

زوج الفقيدة : الطبيبة رفضت نقلها إلى مشفى حكومي لعدم قناعتها به.. فتوفيت مع الجنين!!‏

سلفتها :كانت تضحك وفي غاية النشاط ولا يبدو عليها التعب‏

فؤاد الصالح :تركت خلفها ثلاثة أطفال وزوجاً عاجزاً‏
د. تركاوي:لماذا جاءت إلى المستشفى إذا كانت حياتها ستتعرض لخطر الموت?‏

مدير المشفى :الموضوع برمته لايستحق الاهتمام ..!!‏

الطبيبة المعالجة :الأمر عادي‏

ويحصل كثيراً..‏

طبيب القلبية :كل مريض يجري عملاً جراحياً معرض للخطر!!.‏

جاءت ولم تعد‏

خرجت السيدة صباح اليوسف 29 عاما من قريتها الصايد 40كم شرق حمص, وقصدت مدينة حمص لتطمئن على وضعها ووضع الجنين. وهي لا تنوي أن تتأخر على أولادها الثلاثة الذين تركتهم عند (حماتها).. لكن الموت كان ينتظرها في حمص فكان ان تأخرت على أولادها إلى الأبد.‏

إلى هنا قد يظن القارىء أن وفاتها قضاء وقدراً, فربما تكون قد توفيت بحادث سير أو نتيجة سكتة قلبية أو أي شيء آخر.. لكننا سنصاب ويصاب القارىء وكل من سمع القصة بالذهول وستكثر الاسئلة في الاذهان عندما نعرف أن يد القدر هيأت لها اطباء تنقصهم الخبرة الطبية ليساهموا في تعجيل حدوث الوفاة في مشفى المالك بحمص.‏

وفي التفاصيل التي رواها لنا السيد منيب الصالح زوج السيدة صباح قال: جئت برفقة زوجتي صباح يوم الخميس 7/9/2006 الى مدينة حمص وقصدنا عيادة الدكتورة (أ.م.أ) وبعد أن فحصتها اخبرتها بأنه يجب أن تضع مولودها اليوم, فاقترحنا عليها أن نذهب الى مشفى الوليد وهو مشفى حكومي خاص بتوليد النساء وبأمراض الاطفال.. لكن الدكتورة رفضت اقتراحنا رفضا قاطعا لعدم قناعتها بالمشفى المذكور, وقد قالت لنا: ربما يعيدونكم هناك الى البيت كي يحمى الطلق, وارتأت أن نذهب الى مشفى المالك.‏

وفعلا ذهبنا الى المشفى, وقد توقعت أن يتم اجراء عملية قيصرية لزوجتي لأنها تأخرت عن موعد ولادتها حوالى ستة ايام.. لكن الدكتورة حاولت ان تساعدها لتلد بشكل طبيعي وخاصة وان ولادات زوجتي السابقة كانت طبيعية وفي المنزل.. فأعطتها تحريضاً, وهي لم تستجب له مباشرة لكنها وبعد حوالى الساعة استجابت فنزلت مشيا على الدرج الى غرفة العمليات حيث كان رأس الجنين قد ظهر, لكن الدكتورة أحست أن الولادة الطبيعية لن تتم كما توقعت فقامت بفتح البطن, وكل هذا دون معرفة زمرة الدم حيث تمت معرفتها بعد حوالى ثلاثة أرباع الساعة لأنه لم يكن في المشفى من يقوم بتحليل الدم لمعرفة الزمرة, وبعد ذلك خرجت احدى الممرضات وهي تبكي فسألتها: ماذا جرى? قالت: ما في شي..! ثم راحت تصرخ: نزيف.. نزيف. عند ذلك قامت الدكتورة باستدعاء د. (م. ا) مدير المشفى وهو ايضا مختص بتوليد وجراحة النساء. ولأن وضع زوجتي اصبح صعبا قرروا اعطاءها دماً فبعثوني الى بنك الدم واحضرت ستة اكياس دم, وفي حوالى الساعة الرابعة والنصف خرجت زوجتي من غرفة العمليات, وجلست مع الدكتورة وشرحت لي الوضع فسألتها عما اذا كانوا قد اخذوا صورة ايكو للبطن بعد العملية فأجابت نعم..!! ونحن لم نلحظ أنهم اجروا لها صورة كهذه, واذا كان كلام الدكتورة صحيحا فلماذا لم يتصرفوا وفق ما رأوا في الصورة حيث انتفخ البطن الى درجة كبيرة, وهذا دليل وجود سائل?!..‏

وهكذا كانت زوجتي تنتقل من سيىء الى أسوأ, وفي حوالى التاسعة والنصف طلب المشفى سيارة اسعاف من المشفى الوطني لنقلها الى هناك ففي مشفى المالك لا توجد غرفة عناية مركزة, وقد ارتطم وجه زوجتي بالارض وهم يحاولون انزالها عن السرير لأن احد عناصر المشفى الوطني مريض بالديسك ولم يتمكن من حملها جيدا مع الممرضات فخرج الدم من انفها, وكانت علامات الموت بادية عليها, وفي المشفى الوطني قالوا لنا: لقد فارقت الحياة في مشفى المالك..!.‏
كانت نشيطة وبكامل حيويتها‏

السيدة فاطمة النداف سلفة المرحومة صباح قالت:‏

في المشفى ظن الجميع أني انا الولادة لأن صباح كانت تضحك وكانت نشيطة جدا ولا يبدو عليها أي تعب, وبعد دخولها غرفة المخاض بفترة قصيرة عرفنا ان وضع الجنين بخطر, وكنا نرى الممرضات يخرجن وهن مرتبكات حتى ان احداهن كانت تبكي, أي إن وضع الأم والجنين خطير, وخلال الحديث الذي جرى بيني وبين الدكتورة في الغرفة التي تم تخصيصها لنا ذكرت لي مساوىء وعيوب المشافي الحكومية.‏

والطفلة توفيت أيضاً‏

أما اخ الزوج السيد فؤاد الصالح فقال: لقد توفيت زوجة أخي وابنتها بسبب اخطاء كثيرة تاركة ثلاثة اطفال لليتم وزوجاً عاجزاً يمشي على عكاز لأن احدى رجليه معطوبة, لكن ولكي يتعلم الآخرون ويعرف الجميع أن ارواح الناس ليست رخيصة لماذا لا يتم ابداء اهتمام اكبر بحياة المرضى سواء في المشافي العامة أم الخاصة, فهل يعقل ان يتم نقل المرضى في حال تعبهم الى مشاف اخرى لعدم وجود غرفة عناية مشددة. فقد نقلت زوجة اخي الى المشفى الوطني والطفلة التي انجبتها الى مشفى البر والخدمات الاجتماعية بحمص, وتم النقل للسبب نفسه وهو عدم وجود منفسة في مشفى المالك, وهنا يتبادر الى الذهن سؤال نضعه برسم الجهات التي تعطي تراخيص لاحداث مشاف خاصة: أليس من الضروري أن يكون احداث غرفة عناية مشددة شرطا آخر يضاف الى شروط اعطاء الرخصة?.‏

وللاستفسار عن وضع الطفلة وسبب وفاتها اجرينا اتصالا مع د. نادر الاحمد الاختصاصي بأمراض الاطفال فقال: عند وصولي الى المشفى كانت الطفلة تعاني من تعب شديد, ربما بسبب الاختلاط الذي حصل للأم, فأجرينا لها انعاشا وتنبيها رغاميا لأنها غير قادرة على التنفس وحدها, وقد تم نقلها الى مشفى جمعية البر والخدمات الاجتماعية بسيارة اسعاف, وهي تحت المراقبة, وقد أخذت حقها من العناية, لكنها توفيت في اليوم الثاني لأنها كانت متعبة جدا.. وقد عرفنا أن سبب وفاة الطفلة هو أذية دماغية بسبب نقص الاكسجة..!.‏

ملاحظة: يبعد مشفى البر عن مشفى المالك مسافة لا بأس بها, أي إن المريض المنقول بين المشفيين قد تزداد حالته سوءا حتى ولو كان تحت المراقبة في السيارة التي تنقله..!!.‏

في مشفى المالك‏

عندما يسمع أي مواطن بكلمة مشفى يتخيل بناء ضخما مجهزا بأحدث الاجهزة, وكادرا طبيا كبيرا, لكن وعند زيارتنا لمشفى المالك التقينا بمديره وعرفنا ان عمر المشفى ثلاث سنوات فقط وهو عبارة عن ثماني غرف بسعة خمسة عشر سريرا وفيه اربع حاضنات للاطفال الحديثي الولادة, وغواصتان.‏

وعندما سألناه عن قصة وفاة السيدة صباح قال: لا أعتقد أن المشفى قصر أو أهمل المريضة ولا ابنتها, ومن المعروف أن حالات كثيرة مشابهة تحدث في المشافي الحكومية, لكن هناك يتم التعتيم على الموضوع, وان نسبة حدوث وفاة في حال حصول تمزق رحم -كما حصل مع السيدة صباح- لدى النساء تبلغ 90%, وبما أنها لم تكن مريضتي فلم أتدخل.‏

صحيح أني دخلت غرفة العمليات وبمجرد رؤيتي للمريضة عرفت أن رحمها قد تمزق, ولا أعرف ان كانت الدكتورة تعرف زمرتها أم لا, وهي لم تفارق الحياة عندنا في المشفى, وقد تم نقلها الى المشفى الوطني لعدم وجود منفسة لدينا, ثم إن الاسعاف السريع لا ينقل مريضا فارق الحياة, وانما يتم نقله لتقديم العون له.‏

أسئلة اخرى طرحناها على مدير المشفى فكان يقول: لا أعرف..! ويرى أن الموضوع برمته لايستحق كل هذا الاهتمام فما حصل هو اختلاط خلال الولادة وهذا كثيرا ما يحدث لكننا سنعرف فيما بعد وخلال حديثنا مع الدكتورة انه شاركها خياطة الجرح بعد العملية.‏

الموضوع عبارة عن اختلاط عادي..!‏

أصرت الدكتورة التي اجرت العملية الجراحية على أن ما حصل عادي جدا, وهو عبارة عن اختلاط يحدث مع اي امرأة في حالة الولادة.‏

بالاضافة الى انه لا يستحق كل هذا الاهتمام, وهي لم تقصر بحق المريضة أو تهملها فقد عملت بالاصول الطبية النظامية وبقيت برفقتها حتى اللحظات الاخيرة.‏

وقد روت لنا ما حصل قائلة: راجعتني السيدة صباح وهي بوضع صحي سيىء فقد فات على موعد ولادتها نحو 15 يوما, أي إن حملها اصبح حملا مديدا ما أدى الى حصول تكلس في المشيمة ونقص في السائل الامنيوسي حول الجنين, وتراجع في وزنه, وقلة في نبضات القلب, وتسمى هذه الحالة ب (تناذر ما بعد النضيح) وهذه الامور مثبتة في الكتب الطبية في حالة الحمل المديد, والمريضة لم تراجع اي طبيب خلال فترة الحمل إلا في بدايته, وقد كانت تتعرض لمخاض غير فعال منذ 15 يوما, وبعد فحصها عرفت أنه لا بد من أن تلد خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الساعات, فذهبت معها الى المشفى الذي اختارته, وهناك خلال الولادة الطبيعية التي حاولت مساعدتها بها أحسست أن الجنين غير مساره وأن شيئا غير طبيعي قد حصل وبالتحديد في طور الانقذاف, إذن, هناك اختلاط فارتأيت فتح البطن وكان رحمها قد تمزق في الجهة اليسرى وتمت السيطرة على التمزق ولم يحصل نزف للمريضة وكنت قد استدعيت مدير المشفى لمساعدتي في اجراء العمل الجراحي وفعلا استجاب وشاركني في خياطة الجرح وبعد العملية بقيت برفقة المريضة ونقلنا لها دما, وعندما ساءت حالتها استدعينا طبيب القلبية فقام بفحصها قبل نقلها الى المشفى الوطني حيث اصبحت بحاجة الى منفسة وفي مشفى المالك لا يوجد منفسة.‏

من ضمن الاطباء الذين احضرتهم الدكتورة شقيقها الطبيب الجراح (ن.أ) وقد وافق الدكتورة على كلامها ووصفها للحالة, وعندما سألناه عما اذا كانوا قد صوروا المريضة صورة ايكو بعد العملية قال: نعم لقد قمت أنا بتصويرها بعد ساعة ونصف ولم ألحظ وجود سائل في بطنها إلا ضمن الحدود الطبيعية المعقولة..!.‏

وقد لخص لنا وفاة المريضة قائلا: حصل لها صمة رئوية كبيرة قد تحصل بعد أي ولادة.‏
بين الخطأ والاختلاط‏

د. عدنان تركاوي مختص بتوليد وجراحة النساء وهو من ضمن اللجنة الثلاثية التي شكلت للبت في وفاة السيدة صباح, فرق بين الخطأ الطبي والاختلاط قائلا: الخطأ عند طبيب لم يأخذ احتياطاته اللازمة أما الاختلاط فهو عند حدوث أي مشكلة بالرغم من اخذ الاحتياطات الكاملة.‏

وتحصل وفيات خلال العمل الجراحي في كل دول العالم المتطورة.. ويصنف تمزق الرحم من الناحية الطبية بأنه اختلاط.. لكن في حالة السيدة صباح لم تكن خياطة الرحم جيدة ما أدى الى نزف المريضة بعد العملية الجراحية, وهذا يدل على نقص كبير في الخبرة الطبية لدى من أجروا العمل الجراحي.‏

تابع د. تركاوي حديثه بطرح سؤالين جوهريين الأول عن الفرق بين الولادة في المنزل والولادة في المشفى?.‏

فإذا كانت حياة المرأة ستتعرض للخطر في المشفى فلماذا أتت اليه?.‏

أما الثاني فهو عن قضية تجهيز المشافي الخاصة بكل ما يلزم?.. فالمشافي المجهزة جيدا في حمص لا تتجاوز الاربعة, فأين دور وزارة الصحة ومديرياتها بخصوص هذا الموضوع?.‏

طبيب القلبية: الصحة الرئوية هي سبب الوفاة!!‏

د. عدنان عمور طبيب قلبية قال عندما سألناه عن قصة وفاة السيدة صباح: وصلت الى المشفى الساعة التاسعة والنصف مساء لاجراء استشارة طبية للمريضة صباح اليوسف لأنها كانت متعبة جداً,وعند فحصي لها تبين أن المريضة متهيجة أي تقوم بحركات عشوائية ذات اليمين وذات الشمال,ومتغيبة الوعي,وهناك شحوب في وجهها وازرقاق في شفتيها وأطرافها فلم أستطع أن أجس النبض ولا يوجد ضغط بل هناك تسرع قلب شديد,واستبعدت أن تكون حالتها هذه بسبب النزف مع أنها نزفت كثيراً,وكانت تعاني من اضطراب في الجهاز الدوراني القلبي الوعائي فالمريضة مصدومة وانذار الصدمة سيىء جداً وقد تحدث عند أي مريض.‏

باختصار كان تشخيصي المبدئي لحالة المريضة تعرضها لصمة رئوية وهي بحاجة الى غرفة عناية مركزة على الفور,والمريضة لم تفارق الحياة في مشفى المالك وإنما بعد وصولها الى المشفى الوطني بنحو ربع ساعة.‏

تقرير الطبيب الشرعي واللجنة الطبية‏

بعد أن تقدم أهل المريضة بشكوى لمعرفة سبب الوفاة تم تشكيل لجنة طبية شملت طبيبي النسائية د. عدنان تركاوي ود. سعيد عيسى والطبيب الشرعي عطا الله عباس ومماجاء في تقرير تلك اللجنة أنه وفي نهاية التمزق الذي حصل بقيت فتحة قطرها 1,5 سم لم تشملها الخياطة بحيث يمكن ادخال الأصبع فيها وكان التمزق يشمل القطعة السفلية بشكل معترض وبطول نحو 12 سم وممتد للجانبين الأيمن والأيسر,يتصل به تمزق آخر من الناحية اليسرى ويتجه نحو الأسفل ليشمل كامل عنق الرحم وجزءاً من المهبل, وشوهدت خثرات كبيرة تمتد على جانبي الرحم وهذا يؤكد بقاء النزف واستمراره بعد انتهاء العمل الجراحي علما أن وزن الجنين كان حوالى 2200غ.‏

وبالنتيجة تبين أن الوفاة ناجمة عن الصدمة النزفية إثر تمزق رحم ناجم عن تحريض وحدوث مخاض شديد وعسير إضافة لاستمرار النزف من مكان التمزق بعد العمل الجراحي, ما يعني أن هناك نقصا في الخبرة في إجراء العمل الجراحي المذكور والمراقبة بعد الجراحة والتأخر بفتح البطن مرة اخرى.‏

أخيرا:‏
وبعد كل ما سبق وخلال جمعي للمعلومات الخاصة بالموضوع وسماعي لقصص كثيرة تحدث في المشافي الخاصة أو العامة خلصت إلى نتيجة مفادها أن أي طبيب لا يتمنى إلحاق الضرر بمريضه ولكن بالمقابل إن ارواح الناس أمانة في عنق أي طبيب يجري عملاً جراحياً حتى ولو كان بسيطا.‏

وفعلا كما جاء في الأمثال العالمية ( من حسن حظ الأطباء أن الشمس تسطع لنجاحهم والأرض تخفي اخطاءهم).‏

إن ما دفعني إلى متابعة الموضوع التناقضات التي لمستها في كلام كافة الاطراف المعنية ( الأطباء والأهل) وعندما يكون هناك تناقض يعني أن هناك حقيقة غائبة لكن الحقيقة واضحة في تقرير اللجنة والطبيب الشرعي.‏

قبل أن أنهي العمل بموضوع ( وفاة السيدة صباح) وصلتني شكوى أخرى وهي حادثة وفاة لمريض من قرية الشنية ( غرب حمص) جاء لإجراء عمل جراحي للغدة الدرقية في أحد مشافي حمص لكنه توفي فور تخديره, حيث تم ادخال انبوب التنفس في المري بدلاً من إدخاله في مجرى التنفس فكان أن اختنق المريض هذا ما عرفه أهل المريض لكنهم وعملاً بمبدأ ( إكرام الميت دفنه) تراجعوا عن الشكوى التي تقدموا بها ضد طبيبي الجراحة والتخدير لأنهم قالوا لهم : يجب تشريح الجثة وربما يتم إرسال بعض الأعضاء إلى دمشق لمعرفة سبب الوفاة وهكذا لن يتم تسليم الجثة قبل خمسة أىام وربما أكثر.‏

وهكذا تقع أخطاء طبية كثيرة يقف الأهل عاجزين حيالها فيطويها الزمن لكنها لا تنسى بل تصبح حكايا مأساوية تروى كلما حصل ما يشبهها.‏

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.