الاهمية القانونية لمعاينة افرازات جسم الانسان في التحقيقات
إن أماكن وجود الأثار المادية سواء أكانت ظاهرة أو خفية تكون في محل وقوع الجريمة أوعلى شخص الجاني أو المجني عليه أو الأدوات المستخدمة في ارتكاب الجريمة.
فعند جمع الأثار الظاهرة كالبقع الدموية الموجودة على السلاح مثلا تؤخذ له عدة صور ثم يرفع دون انطباع أي بصمة عليه و ذلك بمسكه من نهاية الماسورة أو من أسفل مقبضه ثم يوضع في علبة ، أما إذا كان الأثر صغير فيستحسن رفعه بملقاط .
أما الأثار الخفية و التي لا تراها العين المجردة كآثار البصمات التي يتركها الجاني أو أثار بقع الدم المغسولة من أرضية الحجرة فيتم إظهارها بالاستخدام الأشعة فوق البنفسجية أوتحت الحمراء أو العدسات المكبرة أما إذا لم تغسل هذه البقع سوءا كانت دموية أو منوية أو لعابية أو كانت غير حيوية ( بول، قيء، عرق) فيتم معاينتها على النحو التالي:
أولا: البقع الدموية :
يمكن العثور على البقع الدموية عادة في مكان ارتكاب الجريمة و على كل شيء له علاقة بها مثل الأرض ، الجدران ، الأبواب و مقابضها ، النوافذ ، قطع الأثاث ،أسرة و كراسي كما يمكن العثور عليها على الثياب الجاني أو جسمه لا سيما تحت الأظافر ، داخل الحذاء وقد تتواجد البقع الدموية في هذه الأماكن حتى بعد غسل الثياب و الأحذية ، كما يمكن العثور على البقع الدموية على جسم الضحية كالأيدي و الأظافر ، و الألبسة الداخلية و الخارجية كما يمكن العثور عليها على الأسلحة المستعملة في الجريمة كالعثور على سكين أو على إطارات السيارات و في صناديقها .
و يعتبر لون البقعة الدموية من أهم العلامات المميزة لها بحيث انه يحدد الوقت الذي مضى على خروجها من جسم الضحية ، فإذا كان لون البقعة احمر قرميدي فهذا يدل على أن البقعة حديثة ، أما إذا كانت ذو لون بني داكن فهذا يدل على أن البقعة لم يمض عليها وقت طويل، أما إذا كانت ذو لون بني مسود أو اسود فتعتبر البقعة قديمة .
و في حالة العثور على البقع الدموية في مكان ارتكاب الجريمة فانه يتم رفعها على النحو التالي:
ـ البقع السائلة: تسحب بواسطة محقن بدون إضافات.
ـ البقع الرطبة: تسحب بواسطة الارتشاف على ورق نشاف.
ـ البقع الجافة: إذا كانت البقعة موجودة على سطح أملس ترفع بواسطة الكشط ، و إن كانت موجودة على أشياء صغيرة يمكن قص حامل الأثر ، أما إذا كانت موجودة على أشياء كبيرة فيمكن اخذ انطباع لها بواسطة ورقة نشاف بعد تبلليها بالماء .
و بعد رفع البقع الدموية فإنه يجب الإجابة على العديد من الأسئلة منها :
1)هل البقعة المفحوصة هي بقعة دموية ؟
2)إذا كانت بقعة دموية فهل هي لإنسان أم حيواني ؟
3)إذا كانت لإنسان فمن هو صاحبها ؟
4)ما هو مصدر الدم، هل هو جرح، تمزق غشاء البكارة، إجهاض، رعاف، نزف ؟و يتم كل ذلك مجهريا .
ثانيا:البقع المنوية:
إن التلوثات المنوية من أهم الأثر المادية في الجرائم الجنسية كالاغتصاب ، الزنا ، اللواط وأماكن تواجد التلوثات إما أن تكون على المجني عليها أو المجني عليه و إما أن تكون على الفاعل أو الجاني لية و إما في مكان الحادث و ذلك على السرير و الأغطية ، الأرائك أو الابسطة على الأرضية ، فرش السيارة التي ارتكبت فيها الجريمة .
و تختلف طريقة رفع البقع باختلاف مكان العثور عليها و ذلك على النحو التالي :
ـ رفع البقع المنوية الموجودة في مكان الحادث :
1)إذا كانت على أشياء ثابتة لا يمكن نقلها :
1ـ 1) البقع الرطبة ترفع بمسحها على قطعة قماش ثم تجفف جيدا .
1ـ 2 ) البقع الجافة ترفع بالكشط بواسطة سكين نظيف و تجمع في أنبوبة عينات .
2 ) إذا كانت على أشياء يمكن نقلها مثل الملابس فتحرز كما هي .
ـ رفع البقع المنوية الموجودة في المجني عليها أو المجني عليه ، تؤخذ بشكل دائم مسحتين في حالات إدعاء الاغتصاب أو اللواط و أخذهما قبل الفحص المهبلي أوالشرجي
و من أهم الأسئلة المطروحة في هذا المجال :
1)هل البقعة منوية أو لا ؟
و يتم معرفة ذلك كما يلي :
و بعد العثور على البقع المنوية يجب الإجابة على السؤال التالي :
2)هل البقعة المنوية إنسانية أم حيوانية ؟
3)لأي شخص تعود البقعة المنوية ؟
و تعود الأهمية الجنائية لفحص البقع المنوية :
ـ إثبات واقعة الجرائم الجنسية ( اغتصاب ، اللواط ،…) ، و ذلك بإثبات وجود السائل المنوي عند المجني عليه .
ـ التعرف على المجرمين في الجرائم الجنسية و يكون ذلك عن طريق بصمة الحامض النوويADNللسائـل المنوي الذي يرفع من على ملابس المجني عليها أو المجني عليه
ثالثا: اللعاب:
قد تتواجد أثار اللعاب على جسم المجني عليه في شكل عضة أو على أعقاب السجائر أوالأكواب الزجاجية أو على الطوابع البريدية فعند رفعها ترسل هذه العينات إلى المختبر الجنائي ليتم فحصها لمعرفة هل هي بقع لعابية أم لا، و بعدها يتم البحث عن جنس صاحب البقعة اللعابية هل هي لذكر أم أنثى ، و في الأخير هل تعود هذه البقع اللعابية إلى المشتبه فيه أم لا و ذلك بعد اخذ عينة من هذا الأخير ومقارنتها بواسطة تقنية الحمض النووي مع البقعة الأولى .
رابعا: العرق:
يمكن الحصول عليه في مسرح الجريمة من خلال مناديل اليد أو في بعض الثياب الداخلية فكل إنسان رائحة عرق تميزه عن غيره و هذا ما يسهل من عمل الكلاب البوليسية.
خامسا : القيء:
إن وجود القيء في مسرح الجريمة له أهمية كبيرة في تكييف الجريمة المرتكبة ففي جريمة التسميم قد يؤدي مفعول السم إلى تقيؤ الضحية قبل الوفاة لذلك يتم رفع القيء من مسرح الجريمة ليتم فحصه و معرفة ما إذا كان للجاني أو المجني عليه
اترك تعليقاً