التحديات البيئية في دولة الإمارات
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
أدى التطور الاقتصادي السريع بدولة الإمارات إلى مواجهة تحديات بيئية مهمة ناتجة من التزايد في النمو السكاني، وزيادة الطلب على الطاقة والمياه، والتطور العمراني السريع المصاحب بمستوى عالي من انبعاثات الغازات الدفيئة.
أبرز التحديات البيئية
تواجه البيئة الطبيعية في وقتنا الحاضر تحديات هائلة ، بفعل التطور السريع، وآثار تغير المناخ والاحتباس الحراري. وتعد حماية البيئة ، والتنمية المستدامة من الموضوعات الرئيسة التي تجد اهتماماً كبيراً من حكومة دولة الإمارات.
وفقًا للتقرير الصادر من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) في 2010، صنفت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالميًا من حيث امتلاك أكبر بصمة بيئية، حيث أن البصمة البيئية هي مقياس عن مدى استدامة الدولة عبر مقارنة استخدام الموارد الطبيعية لكل شخص والتي يعبر عنها باستخدام الوحدة الإنتاجية الحيوية للأرض “الهكتار العالمي”.
تشمل التهديدات البيئية الرئيسية التالي:
الأنواع الدخيلة التوسعية
الأنواع الدخيلة التوسعية هي أحد العوامل الرئيسة للآثار السلبية للتنوع الحيوي بدولة الإمارات، حيث دخلت أنواع عديدة إلى المنطقة نتيجة زيادة النشاط التجاري، ومن خلال التجارة غير المشروعة في الأنواع الضارة. تم إدخال بعض النباتات التي يمكنها تحمل درجة الحرارة والملوحة المرتفعة بالدولة بغرض استخدامها في زراعة الغابات وتنسيق الحدائق داخل المدن، وتم إدخال بعض الأنواع الأخرى على أنها ممتلكات شخصية.
من المتوقع أن تتسبب الأنواع الغريبة في إحداث عواقب وخيمة على الحياة البرية بصفة خاصة والبيئة بشكل عام. يوجد العديد من الأنواع المهاجرة والحيوانات البرية التي تنتشر في مناطق معينة بالدولة، وتشتمل هذه الأنواع على السلاحف البحرية، والأطوم، والطيور الجارحة والقروش.
وتتعرض هذه الأنواع، مثل بقية الحيوانات البرية الأخرى لمخاطر متعددة تهدد وجودها.
البصمة الكربونية
على أساس نصيب الفرد، تعد بصمات الطاقة والمياه وثاني أكسيد الكربون بدولة الإمارات من أعلى البصمات حول العالم ، حيث إن المناخ الحار والجاف يتطلب كمية كبيرة من الطاقة واستيراد بضائع عديدة التي لا تستطيع الدولة إنتاجها.
موارد مائية محدودة
تعد موارد المياه العذبة الطبيعية بدولة الإمارات نادرة ومحدودة بالمياه الجوفية. ولذلك تلجأ الحكومة بشكل متزايد إلى المياه المحلاة (تحلية مياه البحر) والتي يتم الحصول عليها من خلال استخدام الحرارة الزائدة الناتجة عن توليد الكهرباء. وقد أثر ذلك على البيئة البحرية من خلال صرف مياه البحر المركزة بشكل متزايد إلى الخليج العربي ، وغير ذلك.
الصيد الجائر وفرط استغلال الثروة السمكية
تواجه الحياة البحرية عددًا من التهديدات مثل الصيد الجائر للأسماك. تتأثر الأنواع البحرية بما في ذلك الأسماك والشعب المرجانية أيضًا بشكل متزايد بسبب تغير المناخ. تعتمد دولة الإمارات على الثروة السمكية كمصدر رئيسي للغذاء ولكن الضغط على البيئة البحرية آخذ في الازدياد.
اطلع على الدليــل التوجيهــي لاستزراع الأحياء المائيــة لدولــة الإمارات العربيــة المتحــدة.
توليد النفايات
تعتبر نفايات الفرد في دولة الإمارات من أعلى المعدلات في العالم، ومعظمها ينتهي في مكبات القمامة. ودفعت هذه الضغوط الحكومة لاتخاذ إجراءات سياسية فعالة، ووضع سيناريوهات واستراتيجيات منسقة، للحد من أي تأثير سلبي كبير علي البيئة ،وحماية التنوع الحيوي، والنظام البيئي.
لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلى موضوع الصرف الصحي وإدارة الفضلات في صفحة البنية التحتية.
التلوث الهوائي
يشكل الحفاظ على نظافة الهواء المحيط ،ضمن المعايير المطلوبة، أحد التحديات الرئيسية التي تواجه هيئات البيئة في الدولة. ينتج التلوث بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية، والانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود للحصول على الطاقة والمياه والنقل والأنشطة الصناعية.
تدهور الأراضي والتصحر
تلعب العوامل البشرية المتمثلة في زيادة عدد السكان ،والتغير في نمط النظام الاجتماعي وأنظمة الاستهلاك ،دورًا رئيسًا في زيادة تدهور الأراضي والتصحر. ويعتبر الجفاف والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية من العوامل الرئيسة المسببة للتصحر.
يسهم الضغط المتزايد على الموارد الطبيعية والموارد المائية والزحف العمراني على الأراضي الصالحة للزراعة ، بجانب الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة وفرط الرعي في تدهور التربة.
تعتبر دولة الإمارات أيضًا من بين دول الأراضي القاحلة في شبه الجزيرة العربية، والتي شاركت في مكافحة التصحر لسنوات عديدة.
من ناحية أخرى، تلعب الظروف المناخية في دولة الإمارات مثل ارتفاع درجات الحرارة، والتبخر، والرطوبة النسبية، وانخفاض متوسط هطول الأمطار دورًا رئيسيًا في تدهور الأراضي ،والنظم البيئية الهشة التي تتسم بكساء نباتي ضعيف وتربة متآكلة.
وقد تسببت العوامل البشرية والمناخية التي ذكرت أعلاه في تآكل التربة. كما تسببت الرياح في تآكل التربة مما يؤدي إلى عواصف ترابية تعتمد قوتها على شدة الرياح.
يكون تأثير هذه العوامل بالغاً في المناطق ذات الكساء النباتي المتدهور وربما تآكل التربة بفعل الرياح. وهذا له تأثير كبير على حركة مكونات التربة وقدرتها على التنقل من مكان إلى آخر، مما يؤدي إلى زحف الرمال وتكوين الكثبان الرملية. هذه الكثبان أو الرمال المتحركة قد تزحف على الأراضي الصالحة للزراعة، والمنشآت المدنية والطرق العامة، وأحيانًا تتسبب في ضررها.
ويحدث التآكل أيضًا عن طريق المياه بسبب جريان المياه السطحية، أو نتيجة تأثير قطرات المطر على التربة.
ويزداد تأثير التآكل نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة وجريان المياه، حيث أن المياه تعمل على تآكل التربة، وترسيب مكونات التربة الناعمة في مواقع أخرى.
تتشكل الأخاديد والوديان، وتزداد في الحجم مع مرور الوقت. يؤدي فقدان حبيبات الطين اللين والفيضانات إلى انتشار الرمال الوعثاء ( السريعة الانهيار) على الطبقة السطحية من التربة، مما يؤدي إلى تكوين طبقة رملية وعثاء سطحية معرضة للتآكل بفعل الرياح.
كما أدت التغيرات المناخية، وفترات الجفاف المتكررة إلى انخفاض وتدهور المراعي الطبيعية، مما أدى إلى زيادة أعداد حيوانات الرعي لكل وحدة مساحة، الأمر الذي أدى بدوره إلى اختفاء النباتات الرعوية المفضلة، وانتشار نباتات أقل استساغة.
وبسبب الرعي المكثف، أصبحت الأراضي شبه عارية ،والغطاء النباتي متدهور، وكذلك التربة.
اترك تعليقاً