الحد من الطلاق
بداية أتصور أن هناك تغيراً اجتماعياً يتصف بالايجابية نحو المطلقات وهذا يعود لعدة أسباب منها: تغير المكانة الاجتماعية للمرأة وتعلمها وعملها واستقلاليتها المالية وارتفاع نسبة الطلاق بشكل مخيف فقد لا يخلو منزل من مطلقة وهذا يستدعي التدخل المؤسسي.
الأرقام أو النسب مريعة بل تصيب المستقرئ لها بالرعب.. إحصائية وزارة العدل الأخيرة تؤكد أن هناك “25 “حالة طلاق مقابل حالة زواج واحدة..! مما يعني معه أن الطلاق لم يعد مقتصراً على حديثي الزواج بل بات ينخر في عظام الأسر ذات البناء الهش رغم مرور السنين.. أتوقع أن تلك الإحصائية شملت مطلقات الزواج المؤقت مثل المسيار والمسفار وخلافه من أشكال الزواج الغريزي فقط.. مما قد يعتبرها المتخصصون إحصائيات شبه مضللة.
السؤال: هل الطلاق دائماً مشكلة أم أنه أحياناً حل..؟ الطلاق غالبا مشكلة وأحيانا حل.. سننظر للطلاق في إطار كونه مشكلة.
ارتفاع معدل الطلاق بين حديثي الزواج ربطناه بعدم تأهيل الجيل وعبنا تربيتنا لهم وأنهم غير مؤهلين لتحمل مسئولية الأسرة بكل تبعاتها الاجتماعية والنفسية والمالية.
ولكن كيف سنحلل الطلاق بين ذوي الخدمة الأسرية لزواج دام عدة سنوات قد تزيد على عشر بل وربما عشرين سنة؟..
الأسباب متنوعة ومتباينة بعضها موضوعي وبعضها كان يمكن علاجه لو وجدت مكاتب الاستشارات الأسرية.. تلك المكاتب التي يمكن أن تكون وسيلة لإرشاد الطرفين لآلية الحلول متى كانت هناك فرصة خاصة وأن الكثير من أسرنا يغيب عنها الحوار بشكل غير طبيعي.
تصوري الخاص أن الطلاق سوف يقل في السنوات القادمة مع ثبات حالة الحراك الاجتماعي ووضوح شكل التغير الثقافي عند الجنسين، ولكن ذلك يستدعي تدخل مؤسسي وتحمل الأسرة خاصة الأم في إعادة تربية الأبناء وفق منهجية جديدة تأخذ في الاعتبار تغير الأدوار داخل الأسرة بالإضافة للمتغيرات الاقتصادية.. مثلا الفتاة لن تنتقل من فله أسرتها إلى فلة الزوج بل إلى شقة صغيرة تتناسب مع إمكانيات الشاب الاقتصادية.. أيضا الزوج لن ينتقل إلى مكان مليء بالخدم بل هناك زوجة تعمل لها حقوق وعليها واجبات ولن يضيره أن يشارك في بعض المسئوليات داخل المنزل باعتبار أنها تشاركه أيضا المسئوليات خارج المنزل.. نحتاج إلى إعادة صياغة تفكير الطرفين نحو مفهوم الزواج والأسرة ومعنى المسئولية، مع تخليص الطرفين من شوائب ثقافة العيب السلبية التي ترفض مشاركة الشاب مع زوجته في بعض المسئوليات داخل المنزل وترفض مشاركة الزوجة زوجها بعض التبعات المالية بشكل طبيعي لا منة فيه في ظل التكامل بين الزوجين الحد من تدخل اسرة الزوجين في خلافاتهما.. ويبقى الأهم وهو تأسيس الشباب من الجنسين قبل الزواج على تحمل المسئولية بحيث لا تكون هشاشتهم الاجتماعية سبباً في ارتفاع الطلاق بينهم، مع تأسيس المكاتب الاستشارية لمساعدة المحتاجين في حال الخلاف قبل وقوع المحظور.. وهو أمر مهم وحيوي مع خلل بوصلة التوجيه الأسري.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً