الولاء الوظيفي وفقاً لنظام العمل السعودي

الولاء الوظيفي
منصور الزغيبي
 إن المرحلة الراهنة تستلزم العمل على جميع المستويات، خصوصاً من ناحية رفع جودة الخدمة المقدمة للمواطن والمقيم، وهذا يكون من خلال رسم معايير وقوانين تساعد على نهوض الموظف العام والخاص ورفع درجة «الولاء الوظيفي» لديه، والعمل على زيادة إنتاجيته وفعاليته داخل بيئة العمل، مما ينعكس أثره على الوطن والإنسان.

و«الولاء الوظيفي» يعرف بأنه «مستوى الشعور الإيجابي المتولد عند الموظف إزاء منظمته الإدارية والالتزام بقيمها والإخلاص لأهدافها والشعور الدائم بالارتباط معها والافتخار بالانتماء إليها». الفهداوي 2004.

إن التحدي الحقيقي أمام المسؤولين هو خلق بيئة عمل جاذبة في المنشأة، وتعميق «الولاء الوظيفي» لدى الموظفين وكسب ودهم، وتفعيل عناصر التحفيز بداية من المحفزات المعنوية حتى المادية، وتعميق الوعي الإداري والسلوك الحضاري لدى من يشرفون على الإدارات ومن يعمل معهم، واستقطاب العناصر البشرية المؤهلة والمميزة فكرياً وسلوكياً، وإزالة كل من لا يحقق معايير «مدونة قواعد السلوك الوظيفي» الصادرة بقرار رقم/ 555 وتاريخ 25-12-1437هـ. وهي تعتبر أحدث ما صدر في ما يتعلق بالموظف العام.

والمدونة تهدف إلى «تنمية روح المسؤولية لدى الموظف العام، ونشر القيم والمبادئ الأخلاقية المهنية لدى الموظف العام وتعزيزها والالتزام بها، وتعزيز ثقة المواطن بالخدمات التي تقدمها الدولة، ومكافحة الفساد بكل صوره، وتنمية ثقافة الموظف العام بأهمية الدور الذي يضطلع به، والأطر الأخلاقية التي يعمل في سياقها، وتعزيز القيم المهنية والأخلاقية في علاقة الموظف العام مع رؤسائه ومرؤوسيه وزملائه ومتلقي الخدمة»، وفقاً للمادة الثانية من المدونة.

وكذلك رسمت الواجبات العامة التي يجب على الموظف العام الالتزام بها تجاه الجمهور ورؤسائه وزملائه ومرؤوسيه وجوهر هذه الواجبات الاحترام، وكذلك نصت على محظورات يجب اجتنابها، كإساءة استخدام السلطة والنفوذ، والرشوة والتزوير، والاشتغال بالتجارة، وقبول المحسوبية وغيرها من المسائل المهمة وفقاً للمواد السابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة.

إن من أبرز الإشكالات التي تلاحظ على بعض الموظفين بشكل عام التأخر في إنجاز المهمات الوظيفية، كما أن الإنتاجية ضعيفة جداً، أو إعطاء الموظف المنجِز مسؤوليات أكبر من الصلاحيات، ورمي المهمات على المنجِز، وترك المهمل جانباً غالباً من دون أي إجراء موازٍ لمدى إهماله والأثر الذي ينعكس بسببه على بيئة العمل، والتعامل الحاد والجاف مع المراجعين، والتأخر المستمر، والغياب المتكرر، هذه كلها مؤشرات لضعف الروح المعنوية والولاء الوظيفي كذلك، وهما يحتمان معالجة هذه الأزمات بشكل مختلف عن جميع المعالجات السابقة، خصوصاً في ظل هذه الظروف الراهنة، ولتحقيق رؤية 2030. وذلك من خلال اختيار الأكفاء، ومنح الدعم المعنوي والمادي للمستحق، وإيقاع العقوبة كما يجب في حق من يخالف الأحكام الواردة في المدونة وفقاً للمادة السادسة.

خلاصة القول، من الضروري تعزيز قيم أساسية تساهم في تعميق «الولاء الوظيفي» عند الموظف العام والخاص، من خلال الإدارة بالحب، وكسب الموظفين بالحب والود والاحترام العالي وأنهم بشر وكائنات عاطفية ليسوا آلات جامدة، وإشعار الموظف بأنه جزء وعنصر مهم من المنظومة، وتعزيز العلاقات داخل المنشأة بين الموظفين بشكل صحي، والتعليم والتدريب المستمر للموظف من أجل تنمية معارفه ومهاراته، وتمكينه من خلال منحه صلاحيات مساوية لحجم مسؤولياته، ومنحه الأدوات الكافية لأجل إكمال الأعمال على أفضل وجه ينعكس إيجابياً على العمل وواقعه.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت 

Share

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.