دراسة وبحث قانوني هام عن العوامل المساعدة على الإجرام
المبحث الأول : العوامل الفردية للإجرام:
المطلب الأول : العوامل الفردية الفطرية
العوامل الداخلية التي تمثل التكوين العضوي للفرد تساهم في تكوين الشخصية الإجرامية سواء العوامل الوراثية أو تلك المكتسبة التي تساهم في طبع السلوك الفردي ومن هنا نستخلص بأن العوامل الفردية تتضمن العوامل الداخلية الوراثية من جهة ومن جهة أخرى عوامل داخلية فردية خاصة بالفرد ذاته.
*الفرع 1-الوراثة وأثرها في تكوين الشخصية الإجرامية:
تعتبر الوراثة الطبيعة الأصلية للكائنات الحية وهي القوة التي تعمل على التغيير أو التبديل نتيجة تأثير البيئة والتفاعل معها الوراثة تعمل على أن يتصف الخلق بخصائص السلف وتنقل الخصائص الوراثية عن طريق الكروموزومات وبدون الغوص في الخصائص الوراثية لان المهمة بالنسبة لعلم الإجرام هي العلاقة بين الوراثة والسلوك الإجرامي يعنى هل السلوك الإجرامي مرتبط بالوراثة وعند الحديث عن الوراثة نتذكر نظرية لامبروزو وما جاء به فيما يخص كروموزومات الأجرام الإشكالية تكمن في هل هناك اتصال يعني التنقل وما هو القابل للنقل أي التوريث هذه الإشكالية درست عبر الكثير من الطرق:
*طريقة النسب أو فحص أشجار العائلة: يعنى تدرس هذه الطريقة سلالة العائلة ويحسب عدد المنحرفين عبر الأجيال مثال دراسة عائلة ماكس جوك الأمريكية من قبل دوجدل في أواخر القرن19،الدراسة التي كانت في أول مرة على عائلة جوكس وعند فحصها1200 شخص من عائلته تبين ما يلي:
140 شخص مجرم: 07 في جرائم القتل-60 في جرائم السرقة-50 في جرائم الدعارة و23 في جرائم أخرى.
نتيجة : إذا كان علم الإجرام يعتمد على المنهج التجريبي في بحوثه فان موضوع بحثه كان يرتكز على الفعل الإجرامي وبتطور هذا العلم تغلغل داخل أعماق المجتمع لدراسة الجريمة محاطة بظروفها الاجتماعية.
وهذا تبين بأن12 بالمائة من أفراد هذه الأسرة هم مجرمون أقيمت هذه الدراسة على مقارنة مع عائلة أخرى وهي(جوناتان) وهو من رجال الدين اللذين اشتهروا بسمعة وبسلوك طيب وهكذا تبين من خلال هذه الدراسة العلاقة بين السلوك الإجرامي والسلالة العائلية لدينا دراسات أخرى طافت على عائلة ماكس جوك الأمريكية بحيث كان هذا الآخر مدمن على الخمر ومغرم بالنساء وزوجته لصة وبدراسة07 أجيال تبين أنها أنتجت:
*76 مجرم.
*146 متسولا.
*96 ولد غير شرعي.
*141 من البلهاء والمصابين بالزهري والأمراض العقلية.
*46 من العاقميين تناسليا.
كلفت هذه الأسرة خزانة الدولة ملايين من المصاريف القضائية ومن مصاريف السجون والعلاج في المستشفيات.
*طريقة الإحصائيات: هذه الطريقة قائمة على ملاحظة مجموعة من المجرمين لمعرفة كم من مرة يتصاعد فيها الإجرام(الدراسة قائمة على مجموعة من المنحرفين ونلاحظ درجة الانحراف… )ومدى تأثير الوراثة على ذلك.
*طريقة التوائم: مقارنة سلوك التوائم الحقيقيين والغير حقيقيين حيث أعطت المقارنة بأن التوائم الحقيقية لديهم نفس التكوين التسلسلي،فإذا كان تكوين أحدهم يدفع للفعل الإجرامي فان تكوين الثاني يدفع حتما إلى نفس السلوك فان الدراسة على التوائم الحقيقية أكدت على أن2/3 يتشابهون في سلوكهم بينما الدراسة المقارنة على التوائم غير حقيقية لا يتم نفس السلوك إلا بنسبة1/3 (واحد على ثلاثة)التشابه ليس فقط من هذا الجانب واكن من حيث نوع الجريمة وطريقة تنفيذها ومدى جسامتها ودرجة العود والدراسة التي كانت على التوائم أثبتت ذلك حتى وان كان هناك اختلاف فهو سطحي فقط.
والتوافق بين سلوك التوائم الناشئين من بويضة واحدة أمر يعزز القول بأثر الوراثة أي بانتقال الميول من السلف إلى الخلف على نحو واحد لا يؤثر عليه اختلاف البيئة.
ملاحظة:
الإشكالية المطروحة تتمثل فيما هو الشيء الذي يمكن نقله عن طريق الوراثة ويتسبب بالتالي في تشكيل السلوك الإجرامي راح لامبروزو إلى الحديث عن تنظيم أو ميل وراثي للإجرام وهنا يقول عن وجود أشياء خاصة لم تحدد بعدد دراسة سلالة الأسلاف أو تاريخ الأسرة تتضمن هذه الدراسة كافة نواحي السلوك الاجتماعي والجرائم التي اقترفها هؤلاء الأصول والدراسة التي كانت على رب العائلة من مدمني المسكرات وزوجته مقترفة السرقة شملت هذه الدراسة709 (سبعة)شخص يعنى سبعة أجيال وتم الحصول على النتائج التالية:
*202 محترفي الدعارة.
* 142 متشرد.
*77 مجرم ضمن جرائم مختلفة.
إضافة إلى هذا عدد منهم متسولين،نزلاء الملاجئ،وعدد آخر من المتصابين بأمراض عقلية وتناسلية ونستخلص إلى الحديث حسب ما قالته المدرسة البلجيكية De Graz فحسب رأيها ليست من الأفعال الإجرامية للأسلاف إلى الأجيال(سوء معاملة الآخرين… ) حديثا نتكلم عن (ضعف الميدان) وبالتالي عن علاقة وراثية ليست مرتبطة بكروموزومات الإجرام هناك علاقة فعلا ولكن ليست الكروموزومات هي التي تنتقل عبر الأجيال وإلا استطعنا استئصالها كما أن الهرمونات لها أثرها في طبع نفسية الفرد وبالتالي يمكن سلوك مسلك الجريمة حسب قولBenigno Di Tullio راح علماء الإجرام إلى محاولة إيجاد أو قياس العلاقة بين التكوين البيولوجي (الهرمونات) والتكوين النفسي يعنى التفسير العلمي أو بالأخص الطبي حول معرفة عدد الغدد ودرجة تأثير الهرمونات في الدم بحيث أن قلة أو عدم كفاية الغدد في الدم يمكن أن يؤثر على الحياة البسيكولوجية وبعض الأعراض الشكلية كما ستوضح لدينا من خلال دراسة بعض التجارب التي كانت من قبل علماء الإجرام.
القياس الأول يقول بمعيار حراري : يتحدد المزاجHypertituitaire بتطور الغير طبيعي أطراف الجسم:الوجه عريض ، قوة وكبر الرجلين واليدين، خطوط ظاهرة على الوجه ، الفك واسع وقوى،العضلات نامية،النسيج الخلوي شحمى،تكوينه العضوي بارز، قوة شريانه مرتفعة ومن الجانب البسيكولوجى علماء الإجرام يقولون بأن سلوكهم يتصف بالتحريض،ذكاء خارق للعادة،الاضطراب الدائم،يتصفون بالأنانية الشذوذ العقلي ، أما فيما يخص الطبيعة التي تطبع هؤلاء تتمثل في المعاملة الخشنة،برودة الأعصاب… بينما في مجال الأشخاص ذوى الطبيعة hypotituitaire بالنقص في النمو،راس صغير اسنان غير منظمة،الفك السفلي مطوق،اليدين صغيرين،العضلات ضعيفة، دائرة العينين دائرية قوة الضغط ضعيفة بسيكولوجيا،سلوكه حذر،التغيرات الفجائية،النمو النفسى العقلى ضعيف ليست لديهم ارادة… ومن جانب علم الإجرام هؤلاء الأشخاص يقترفون أعمال إجرامية ليست عنيفة مثل السرقة.
لدينا كذلك الدراسة المقارنة بين الطابعHyperthyroïdien الكثير الإفرازات الخاصة بالغدة الدرقيةHypothyroïdien والذي نقصد به قصور في الغدة الدرقية.
فبالنسبة للأول : الوجه والحاجبين كبيرين ، نظرات مليئة بالحقد والغضب ، ضخم،ذكاء غير عادى حيوى بينما الثاني يظهر بوجه قلة الذكاء والقابلية للفهم..وانطلاقا من هذه الأفكار الأول حيوى والثاني ضعيف يمكن علماء علم الإجرام من تحديد لانحراف Passionnels et non passionnels بحيث أن المجرم passionnels المجرم بالعاطفة يتصرف بتأثير قوة الهرمونات الموزعة في الدم مع الارتباط بالجو الحار.
*الطبع hyporathroidien المرتبط بالهرموناتGlandes Parathyroides يتميز بعضلات مؤثرة أسنان لا تستطيع هضم الأغذية(Atrophies)من الجانب البسيكولوجى يتعلق الأمر بأشخاص لديهم أفكار معينة حالات نفسية غامضة،عقلية صعبة.
*النمو المتطور لتيموس Thymus يعطى لنا شخص ذو جمال باهر،بسهولة يمكن أن يتعرضوا للأمراض التالية : أمراض الصدر،أغراض جنسية ثانوية،من الجانب البسيكولوجى هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى الشذوذ الجنسى عدم التقبل بالظروف الجديدة والأوضاع التي تسبب لديهم قلل هؤلاء يكون لديهم القابلية للإجرام الخفيف وفي بعض الأحيان الانتحار.
أما الحالة الخامسة فهي تأثير الكبسولCapsules Surrenales وهذا النوع من الطبيعة الإنسانية يتميز صاحبها بقوة الذكاء والفهم ذو ارادة قوية،يدافع عن نفسه بقوة، عضلات قوية،خشونة المعاملة مع الآخرين بينما عكس هذا الأخير أيHyposurrenalien يتميز بضعف الصدر عمر قصير،ضعف العضلات،ومن الجانب البسيكولوجى منهار.
الحالة السادسة تتمثل في النمو السريع والغير طبيعيGenetales Glandes يتميز صاحبها بقوة الصدر،الجهاز التناسلي ظاهر كثيرا،العضلات قوية،القوة الداخلية كثير الحركة لديهم قابلية للإنتاج الفني فالجرائم التي يمكن ارتكابها من قبل هؤلاء الأشخاص ذات طابع جنسي بينما الطابعHypogenetal يتبين كشخص مريض جنسيا نتيجة:الدراسة العلمية لعضوية الشخص ومدى تأثير التكوين العضوى على نفسية الفرد له ارتباط مع الدراسة في مجال علم الإجرام لأنه من خلال المعطيات العضوية التي تكتسب عن طريق الوراثة نحدد نوع الإجرام.
وهكذا نتوصل إلى كون الوراثة والصفات الظاهرية الخاصة بالشخص يمكنها أن تجدد نوعية الإجرام فالميل الإجرامي الموروث لا يكون إلا خللا في الغرائز الأساسية مثل غريزة البقاء،الاقتناء التناسل، القتالو الدفاع هذه الغرائز منبعها الجهاز العصبى المتصل بالداخل وهناك اتجاه علمى جديد لم يصل بعد إلى نتائج قطعية تتمثل في الخلل الموروث يتعلق بتركيب المخ نفسه أي في الفص الأوسط للمخ والذي ينظم العلاقة بين الجهاز العصبى المتصل بالخارج والجهاز العصبى المتصل بالداخل.
والتكوين الإجرامي الموروث قد يتخذ اتجاه محدد وقد يتخذ اتجاه غير محدد عندما يتخذ صورة ضعف في الذكاء أو خلل في الاستعداد الانفعالي أو العاطفي وفي هذه الحالة لا يمكن معرفة الاتجاه الإجرامي لدينا الوراثة المباشرة والوراثة الغير مباشرة وقد تكون من حيث النوع وراثة اتحادية أو تشابهية.
الوراثة المباشرة : هي التي تنتقل فيها الخصلة من الأب إلى الابن مباشرة.
الوراثة الغير مباشرة : هي التي يفصل فيها بين وارث الخصلة وبين مورثها له جيلان أو أكثر من سلالة النسل.
أما الوراثة الاتحادية فهي شبيهة بالمباشرة فإذا كان المورث مجرما فان الوارث أيضا يكون كذلك.
بينما الوراثة التشابهية لا تنتقل فيها الخصلة كما هي ولكن هناك ما يشابهها مثال عن هذا يكون المورث مصاب بمرض عقلى فيكون الوارث مختل نفسيا وسريع الانفعال.
وإذا قلنا بدور الوراثة في الإجرام فإننا لا ننكر دور التربية والبيئة وما يورثه الطفل هو الميل الإجرامي فابن المجرم لا يرث الجريمة ولكن يرث الميل الإجرامي إن الميل الوراثي هو الذي يحدد اختيار الصبي للبيئة التي يعيش فيها وتأثره بها.
الفرع الثاني: الجنس:
لقد أكد علماء الإجرام و الإحصائيات الجنائية بأن نوعية الجنس له دور في معرفة نوعية و كمية الإجرام. كذلك التميز يكون بين مختلف المجتمعات فاجرام المراءة في الغرب ليس مثل إجرام المراءة العربية التي لها عاداتها وأسلوب حياتها ، ولهذا في المجتمعات العربية إجرام الرجل يفوق إجرام المراءة إلا أن هذا لا ينفى وجود الظاهرة لدى النساء وفي الكثير من الأحيان أثناء التحقيق يظهر للمحققين بأن الدافع الأساسي الذي كان وراء اقتراف الفعل الإجرامي يعود لتأثير المراءة على الرجل.
وللإشارة أن المراءة تمر بمراحل تؤثر على نفسيتها(الحمل، الرضاغة، الحيضن) فتكون الانفعالات النفسية دافعة للإجرام ففي الكثير ما يترتب على هذا إرهاق عصبى ، جسمى… يؤثر على طريقة تفكيرها نظرا للتأثير الفيزيوجى وهكذا في مجال الإجرام تبدو أهمية الجنس المذكر أو المؤنث دور في تحديد ما يلي:
– العوامل النفسية باعتبار ما سبق ذكره أن المراءة بحسب الطبيعة التي تحكمها وفقا لعوامل فسيولوجية تدفع إلى العصبية.
النوعية والكمية: فمن الناحية الكمية دلت الإحصائيات على أن الجرائم المقترفة من قبل الرجال تبلغ 05 أضعاف جرائم النساء وهذا لا يعود إلى أن في غالب الأحيان المراءة قليلة الاحتكاك بالعالم الخارجي ولكن يزيد إجرام المراءة كلما تخلت عن الأعمال الداخلية لتخرج إلى الحياة المهنية.
هذا من حيث الكمية أما من حيث النوع فان إجرام المراءة يختلف عن إجرام الرجل لان المراءة لا تميل إلى استخدام العنف وكذلك قوتها العضلية لا تسمح بذلك فمن الوسائل المستعملة من قبل المراءة فقد لوحظة على أنها تستعمل السم، أو الحرق… وحتى في الجرائم الأخرى فهي تطبع بطابع الحيلة كالسب،التحريض وكثيرا ما تكون الرغبة في التزود بأشياء ثمينة من العوامل الدافعة للإجرام في الجرائم ضد الأموال كالسرقة من المحلات التجارية والمنازل… كذلك الغريزة الجنسية المرتبطة بالحب والغيرة قد تدفع هي أيضا إلى ارتكاب جرائم الزنا والجرائم الانتقامية.
الاختلاف بين إجرام الرجل واجرام المراءة يتمثل في نفسية كل منهما بحيث تمر المراءة بمراحل الحيض مثلا تجري بداخلها سموم تثير فيها نزعات الأنانية تعرضها لأزمات انفعالية وتقلبات مزاجية… تدفع دفعا شديدا إلى التاويل الخاطئ لحقائق الأمور… وهذا ما قد يتسبب في الإجرام ولكن هذه الحالات التي تمر بها المراءة يجب أن يكون لديها استعداد كامن للإجرام.
وكملاحظة أن أغلب جرائم النساء تتعلق بالأسرة مثل الإجهاض،قتل الأولاد الغير شرعيين خوفا من العار بعد الولادة وهكذا يكمن الاختلاف بين إجرام المراءة واجرام الرجل ونوعية الجنس لها دور في تحديد نوعية الجريمة والأساليب المستعملة في ذلك.
الفرع الثالث : السلالة:
السلالة تميز جماعة عن جماعة أكثر مما تميز فرد عن فرد فهي خصائص عامة تنطبق على مجموعة من الأفراد يتفقون في مميزات جثمانيه وعضوية ونفسانية مثلما تشمل السلالة شعبا بأكمله قد تشمل كذلك طوائف معينة داخل الشعب بأكمله موزعة على أقاليم وتكون كل طائفة ذات مميزات تختلف عن الطائفة الأخرى والانضمام إلى فئة أو جموعة معينة في الكثير من الأحيان ما تبينه خصائص كاشفة في الغالب تكون جثمانيه ظاهرية كشكل الرأس مثلا كما تضم خصائص نفسية داخلية عقلية معينة ويختلف طبع الفرد بحسب السلالة التي ينتمي إليها وهكذا كل سلالة تطبع.
بطراز معين وبأنواع معينة من الإجرام ومما يساهم في تكوين خصائص السلالة ظروف البيئة الجغرافية والاجتماعية التي تعيش فيها المجموعة من معتقدات وتقاليد وأحوال اقتصادية،فان تأثير الظروف يمتد إلى جميع أفراد السلالة وبالتالي تنتقل هذه الخصائص من الأسلاف إلى الاخلاف.
لدينا بعض المميزات الجثمانية التي يمكن بواسطتها معرفة الى أي سلالة ينتمي ذلك الشخص مثل لون الشعر والعينين،الطول… أحوال الطبع والمزاج وهذه الخصائص تصبح عوامل شخصية تتابع الشخص أينما ذهب وفي كل سلالة توجد الرذيلة والفضيلة ولا يعنى هذا أن جميع أفراد السلالة منحرفين واكن تؤكد دائما القول بأن العوامل المساعدة للإجرام توجد في كل سلالة بشرط أن تتلقى مع الاستعداد الفطري للإجرام يعنى هذا لا توجد عند جميع أبناء سلالة معينة والأبحاث التي كانت على السلالات أثبتت أن لكل سلالة نصيبها من الإجرام فراح hooton et verdun إلى ما يلي:
* أقصى جرائم القتل سجلت عند السود وشعوب البحر الأبيض المتوسط.
* التزييف والسرقة بدون كسر عند الشماليين.
* شعوب جبال الألب تطغى لديهم السرقة بالكسر.
* شعوب شرق البلطيق تطغى لديهم الجرائم الجنسية العنيفة.
أثبتت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن السود أكثر إجراما من البيض والصورة الغالبة لإجرامهم تتمثل في العنف والسطو والسرقة.
والدراسات التي كانت على البيض أثبتت بان لديهم قدرة ضعيفة على صد السود وتفسير هذا أرجعه البعض إلى كون السود أقل حظا من البيض على المستوى الاقتصادي وأن السود محرومين من المساهمة في كافة مظاهر الحياة الأمريكية
والسلطة العامة شديدة في قمع جرائم السود أكثر مما هي عليه مع البيض.
لم الإجرام تنقسم بالفرنسية Criminigie التي تنقسم إلىCrime والذي نقصد به وهو من أصل يوناني يقصد به خطاب-تفكير-أو بمعنى أخر العلاقة بين الأفراد فيما بينهم وبين الأفراد والعالم الخارجي يعنى الرابطة التي تربط الفرد بمجتمعه وكنتيجة نقول بأنه البحث عن أسباب وظروف ارتكاب الفعل الإجرامي.
لمعرفة شخصية المهتم وجانب الوراثة والصفات التي يمكن أن تورث للشخص لدينا عوامل فطرية أخرى غير مكتسبة تتمثل في الضعف العقلى وفي الكثير من الأحيان لا يفرقون بين الضعف والخلل العقلى ولهذا سندرس في النقطة الأولي الضعف العقلي وفي النقطة الثانية الخلل العقلى وتأثير هذه الأخيرة على الإجرام.
الفرع الرابع : الضعف والخلل العقلى:
نقصد بالضعف العقلى حالة تصاحب صاحبها منذ ولادته بحيث الملكات الذهنية تقف عند حد معين لا تصل إلى النضج الطبيعي للعقل ولهذا يطلق عليه في بعض الأحيان التخلف العقلى بالفرنسية Le troubles durables de linteligence et de la conscience وهذه الوضعية تفسر بأن صاحبها لم ينال قدر مستحق من الإدراك لكي يستطيع الوصول إلى درجة التمييز لدينا:(Lidiotre , Linbecilete) فكثيرا ما يلجأ هذا الشخص للسلوك الإجرامي في حالة عدم استطاعة التحكم في مشاكل وصعوبات الحياة ولهذا عند حجز هؤلاء في أماكن خاصة وتلقيهم العناية الطبية والنفسية الكافية من شأنها أن تمنع وقوع الجريمة ولكن نعود فنقول بأن هذا الرأي نسبي لان الضعف العقلى يقاس في الغالب بدرجة الذكاء أو بالقدرة على الإدراك كما أنه كثيرا ما يحدث الخلط بين الملكيات الذهنية للشخص وبين الاضطرابات النفسية ولهذا قد يكون الاضطراب النفسي هو السبب في الإجرام ويبدو في شكل ضعف عقلي أيضا اختبارات الذكاء لتحديد الملكات الذهنية يكون على المجرمين المقبوض عليهم وليس اللذين يفلتون من قبضة الشرطي ولهذا النتائج لا تكون حقيقية فهي نسبية والملاحظة التي نؤكد عليها بالنسبة للضعف العقلى كون بعض الجرائم تتطلب قدر معين من الذكاء يصعب على المنحرف ضعيف العقل أن يرتكبها وحول هذا الموضوع كانت عدة اختبارات منها تلك الاختبارات التي قام بها شذرلاند Sutherland وهو أستاذ في علم الإجرام (بجامعة اندبانا) بالولايات المتحدة الأمريكية ففي سنة1928 الى1929 قام باختبارات على ما يقرب175 شخص حيث توصل إلى:
* نسبة المجرمين في هذا المجال تتغير بتغير معدل وأساليب اختبارات الذكاء.
* مقارنة بين نسبة المجرمين ضعاف العقول مع الغير مجرمين ضعاف العقول فنجد1/2 وهي نسبة طفيفة.
* مقارنة بين عامة الناس فان نسبة المجرمين ضعاف العقول وبين الأفراد العاديين هي نفس النسبة
يعنى أن الضعف العقلي ليس واحد في الإجرام.
* سلوك المجرمين ضعاف العقول في السجن لا تختلف عن غيرهم من المسجونين.
* نفس النسبة أيضا بالنسبة لدرجة العودة إلى الإجرام بين ضعاف العقول والمجرمين العاديين.
* الجرائم المرتكبة من قبل ضعاف العقول تتمثل في الجرائم الجنسية أكثر من غيرها.
نتيجة:
انتهى الأستاذ (شذرلاند) إلى التأكيد بأنه فعلا الضعف العقلي كعامل من عوامل الإجرام له أهميته ولكن العلاقة بينه وبين الإجرام ليست وطيدة إلا أننا نعود فنقول بأنه عامل أساسي في بعض أنواع الجرائم خاصة لدى الأحداث اللذين لم يستطيعوا مواصلة دراستهم بسبب عدم القدرة على الاستيعاب وبالتالي يتولد نوع من عدم التكيف الاجتماعي ورفض للتغيرات الاجتماعية وغيرها.
ولهذا نصل إلى القول بأن الضعف العقل هو عامل نسبى للإجرام.
2.الخلل العقلي: يقصد بالخلل العقلي (الجنون) وهو مرض عصبي يتمثل في اختلال القوى الذهنية يؤدي إلى انحراف نشاطها عن النحو الطبيعي والأمراض العقلية متنوعة فقد تكون دائمة وقد تكون دورية أي منقطعة وقد يكون عقائدي وفي بعض الأحيان يصيب الإرادة دون التمييز وابراز خصائص الخلل العصبي هو الآلية الاندفاعية ولهذا سندرس حالات الجنون فيما يلي:
أ.الجنون العام: هذا النوع من الجنون يفقد الشخص قوة الذهنية للمريض يصاحب هذا الجنون شلل عام في المرحلة الأولي يستمر فترة طويلة يتصف المريض بقلة الانتباه واختلال الذاكرة أو فقدها وسوء تقديره للأمور وعجز إرادته عن التحكم في غرائزه وهذا ما يدفع المريض إلى ارتكاب سلوكات إجرامية لا تتفق مع سلوكه الذي يكون في الحالة العادية وفي الغالب الجرائم المرتكبة في حالة الجنون العام لا يذهب صاحبها إلى الخفاء ترتكب في وضح النهار مثل جرائم التخريب،الحرائق… الاعتداء على الأشخاص وجرائم العرض.
ب.الجنون الدوري(المتقطع): هذا النوع يصيب القوى الذهنية جميعها ولكنه يتخذ صورة نوبات تفصل بينها فترات يقظة تكون القوى العقلية أثناءها طبيعية واكن فجأة يقوم بارتكاب أعمال إجرامية دون أن يدرك فعلها أو نتائجها القانونية.
ج.جنون العقائد الوهمية(الفصام): هذا النوع يعبر عنه أيضا بالبار انويا Paranoia يصيب الإنسان في ناحية معينة من عقله ويتمثل في فكرة تسيطر على عقل الإنسان فيتخيل توازنه بالنسبة لهذه الفكرة فقط بينما يكون تفكيره سليم بالنسبة لباقي المواضيع وعادى تلك الفكرة الخاطئة قد تتولد عن شعور بالعظمة أو بالاضطهاد أو شعور بأن الآخرين لا يحترمونه الاحترام الواجب هنا تتولد لديه جرائم مثل جرائم السب والقذف جرائم الاعتداء على الأشخاص وجرائم الحرائق.
جنون الإرادة: يقتصر هذا المرض على قوة الإرادة دون ملكة التمييز وعبارة عن رغبات مكبوتة تثير قلق وعدم استقرار تسيطر على إرادة المريض دوافع شاذة تجعله لا يستطيع مقاومة ذلك يعنى يرتكب جرائم معينة مثل السرقة أو الحرق فنسميه جنون السرقة kleptomanie أو الحرائقpyromanie ولدينا كذلك جنون العظمة.
نتيجة: الخلل العقلي أشد خطورة من الضعف العقلي ويعتبر عامل إجرامي في بعض الحالات أو في بعض الجرائم الخلل العقلي يكون في بعض الأحيان سبب لامتناع المسؤولية الجنائية أو إنقاصها وفي بعض الأحيان لا تنعدم المسؤولية وهذا عند ارتكاب الفعل الإجرامي في حالة اليقظة ويتوقف تحديد المسؤولية بناءا على تقرير طبي التي تحدد نوع المرض واثره في الإدراك.
كيفية قياس القوى العقلية: قام(سترن)Stern بأبحاث متعددة حول قياس معايير الذكاء عن طريق اختبارات الذكاءMentel-Tests تتمثل هذه الاختبارات في رسوم وبيانات صور ونماذج وتمثلت أيضا في أسئلة عامة وكل مجموعة منها مناسبة لعمر عقلي معين أي أن تعد إحدى المجموعات بحيث تكون في متناول البالغين من العمر40 سنة للااجابة عليها هذا بالنسبة للمجموعة الأولى بينما المجموعة الثانية فهي بالنسبة للذين تكون أعمارهم35 سنة والفئة الثالثة للبالغين سن30 إلى 25 و20 و15 سنة وهكذا نستطيع تحديد العمر العقلى لأي شخص تعرض عليه هذه الاختبارات يعنى مقدار أو كمية الذكاء الذي يتمتع به.
تكون العملية حسابية بالشكل التالى:
قسمة العمر العقلى على العمر الزمني ونقوم بضرب الناتج في100 على100 مثال : شاب عمره20 سنة استطاع الإجابة على النماذج أو البيانات المعروضة على البالغين من30 سنة فيكون معدل ذكائه بالطريقة التالية: 0
30 X 100=150 %
20 100
والعكس من ذلك إذا كان الشاب المراد قياس عمره العقلى يبلغ من السن20 سنة واستطاع الإجابة على البيانات المعدة للبالغين في سن15 سنة فهنا نقوم بحساب العمر العقلى بالطريقة التالية:
15 X100 =75 %
20 100
21
وكنتيجة نصل إلى القول بأن إذا كان العمر العقلى يفوق120 % نقول بأنه يتمتع بقدر كافى من الذكاء بينما إذا كان أقل يتراوح ما بين120-90 فنقول بأنه متوسط الذكاء وما تحت90 بالمائة نقول بأنه منخفض الذكاء وهكذا نستطيع تصنيفهم بالطريقة التالية:
89 % إلى 50 % يعتبرون الحمقى أو المتسرعين.
40 % إلى 25 % بلهاء أو الأغبياء.
24 % من المعتوهين.
وبمعرفة مقدار الذكاء نستطيع أن نفرق بين الناس وهم فئات نستطيع تصنيفهم من حيث:
1-مقدار الذكاء: عباقرة وهم نادرة ، ثم متوسطوا الذكاء وهم الأغلبية الساحقة، ثم لدينا ضعيفى الذكاء اللذين لا يستطيعون التأقلم مع التطورات التي تحدث في المجتمع وهنا لدينا : البلهاء
الحمقاء والمعتوهين.
2-من حيث نوع الذكاء : ينقسم الأشخاص هنا الى03 أنواع:مفكرين لديهم القدرة على الابتكار والتفكير وفنانين لديهم ملكية التذكر والخيال،مهنيين يبذلون نشاط لمضاعفة إنتاج المجتمع.
من حيث مدى الذكاء : هنا ينقسم الناس إلى فئتين الأولى تتميز أفرادها بذكاء عام يشمل جميع الإمكانات العقلية،والفئة الثانية تتصف بذكاء خاص يكون على بعض أو إحدى الإمكانات الذهنية.
الفرع الخامس : الأمراض العصبية والنفسية:
المرض العصبي يتمثل في خلل يصيب الجهاز العصبي فيؤدي إلى انحرافه عن النشاط الطبيعي،وهذه الأمراض متعددة تظهر في أربعة أوجه:الهستيريا،الصرع ، اليقظة النومية،النورستانيا…
الهستيريا: اختلال يصيب الجهاز العصبي ينتج عنه اضطراب في عواطف المريض ورغباته وضعف في سيطرة إرادته على ما يصدر عنه من أفعال وتصرفات الهستيريا مرض ينتشر في وسط النساء أكثر من الرجال ويكون السبب في الكثير من الجرائم،كجرائم القتل العاطفية،والسرقة من المحلات الكبيرة وجرائم البلاغ الكاذب.
الصرع : حالات يفقد فيها المريض القدرة على التحكم في وعيه ويتعرض لدوافع لا قدرة له على مقاومتها فتحمله على ارتكاب الجرائم،وفي معظم الأحيان يقترن الصرع بأعراض بدنية تظهر على المصاب مثل التشنج،الشعور بالاختناق،ولكن يوجد نوع أخر من الصرع لا تظهر فيه مثل هذه الأغراض مثل الصرع النفسي Psychique Epilepsie وفي كلتا الحالتين يتسبب الصرع في ارتكاب جرائم مختلفة وقد أكد (لامبروزو)على أن معظم المصابين بهذا المرض هم(مجانين نفسيا).
اليقظة النومية: مرضية تظهر في كون المريض يقوم أثناء النوم ببعض الأفعال تطبيقا لما قد يعرض له من صور ذهنية وذلك دون أن يحسن ماذا بفعل،ولا تكون له القدرة على التحكم في أفعاله أثناء النوم،وعندما يصحو لا يتذكر ما قام به أثناء النوم وهذا ما يؤدي إلى ارتكاب عدة جرائم أثناء فترة اللاوعي باعتبار أن في تلك الحالة يكون الشخص في حالة نوم مرضى لا يدرك فيه أفعاله.
النورستانيا: تعتبر النورستانيا ضعف يصيب الجهاز العصبي يؤدي إلى إنقاص السيطرة على أعضاء الجسم وهذا ما يؤدي إلى إضعاف الإرادة فلا يقوى المريض على مقاومة دوافع الجريمة فكلما كانت الفرصة لذلك ارتكب فعله نتيجة لضعف إرادة والمقاومة.
الأمراض النفسية: نقصد بالأمراض النفسية أو الشذوذ النفسي الخلل الذي يصيب القوى العقلية النفسية مثل الغرائز،العواطف،ويؤدي إلى انحرافها عن النشاط الطبيعي وبالتالي لارتكاب الجرائم والغالب أن هذا الشذوذ يجعل شخصية المصاب به غير متلائمة مع القيم أو المعايير الاجتماعية فنجده يرفض ما يعرض عليه المجتمع من أسلوب معيشي معين وهذا ما يؤدي بالشخص إلى ارتكاب أفعال مغايرة لقيم المجتمع الذي يعيش فيه وهذا ما يسمى بالسلوك المحظور المضاد للمجتمع فالشذوذ النفسي له صلة وثيقة بالإجرام ويتمثل في حالة السيكوباتي حيث يتميز هذه الحالة بخصائص أهمها:
1-العجز عن التحكم في غرائزه: يعجز المريض عن التحكم في غرائزه فإذا كانت له الرغبة في إشباع غريزة معينة فلا يستطيع عدم تلبيتها ودون أن يقيم النتائج أو خطورة ذلك.
2-سلوك اجتماعي منحرف: السيكوباتى غالبا ما يتميز بسلوك عدائي للمجتمع كالكذب والغش ومخالفة الوعد بعيد عن المسؤولية ولا يتأثر بالمدح والشتم ومن خلال تصرفاته تظهر بأنها غير منطقية فقد يسرق وهو غنى لمجرد اللذة في السرقة،الكذب لمجرد اللذة في الكذب … الخ وبالرغم من ذلك فهو يحلب الغير من خلال تصرفاته وكذلك يجلب إعجابهم وصداقتهم.
3-الأنانية: من الصفات الملاحظة على السيكوباتى تتمثل في الأنانية فهو أناني بطبعه،تظهر الأنانية منذ طفولته المبكرة،وهذه الأنانية تميز تصرفاته حتى مع أسرته،أهله، أولاده وزوجته تصرفات السيكوباتى إذا كانت عليها نوع من الوفاء… الخ فهي من قبيل المظهر فقط لإضفاء على نفسه قدرا من التكبر.
الفشل في التجاوب الوظيفي:
نتيجة عامة: هكذا تكون للأمراض العصبية والنفسية دور في خلق عدم التوازن في شخصية الفرد وهذه الأخيرة لها صلة وثيقة بالإجرام وتعتبر الأمراض النفسية والعقلية والعصبية حالات مرضية خطيرة لها صلة وثيقة بالإجرام ومن أهم الأمراض العقلية تتمثل في:الهوس،الصرع،بارانومى أما الأمراض العصبية فيمكن أن نلاحظها في البانولوجيا،ضعف الأعصاب، القلق الشديد، الهستيريا،الرعب الغير طبيعي الأمراض العصبية الناتجة عن الوسواس المختلفة.
المرض بالأمراض العقلية والنفسية هم يكونون عرضة للموت،للاعتداء الخلقي، أكثرهم أصحاب الأفعال الإجراميةPassionnels ،الأعمال التعصبية السياسيةActes Fanatisme أهم الجرائم التي ترتكب في إطار الأمراض العقلية والنفسيةأهمها:جرائم السب والشتم،التهديد،هتك العرض،جرائم الإخلال بالأخلاق ، السرقة، إعطاء شيكات بدون رصيد،الموت الجماعي وهكذا تكون الحالة النفسية والعقلية للشخص لها صلة بالإجرام.
الفرع السادس
ظروف الحمل والوضع :
الوراثة تؤدي بنا إلى دراسة الوضع قبل ميلاد الفرد الذي أصبح مجرم وما قد يؤثر عليه أثناء الحمل قبل التطرق إلى العوامل الموروثة فالحمل في فترات الإرهاق النفسي أو الجسدي في الكثير من الأحيان بسبب ضعف في المولود ويكون بالتالي على استعداد للوقوع في أزمات… ومن العوامل قبل الميلاد هي الحالة التي تكون عليها الام قبل الوضع من اضطرابات نفسية عميقة تؤثر على التكوين النفسانى والجثمانى للمولود،لدينا كذلك حالات الذعر الشديد وبالتالي كل اضطراب في الحالة النفسية للمراءة يؤدي إلى صدى في تنفسها وفي نبضها والدورة الدموية للجسم مختلف الإفرازات الداخلية للغدد وكل هذا يؤثر على الحمل في الكثير من الأحيان تلك الوضعية الانفعالية تؤدي إلى الإجهاض أو الوضع قبل الوقت الطبيعي والأثر الذي تولده حدة الاضطرابات النفسية على المراءة الحامل فإذا لم يسبب هذا الأثر فانه على الأقل ينتج تغييرات فسيولوجية عضوية في جسم المراءة تسبب أخطار للجنين جسدية ونفسية،وبالتالي تغير مجرى حياته بعد الولادة.
كذلك الظروف المحاطة بالحمل والوضع تجلب الحديث عن ظروف الحرب وما تنتابه من مخاوف وانقلابات اجتماعية مضاف إليها الظرف الاقتصادي وكل هذا يعطى ما يسمى في أوروبا أبناء الحصار أبناء الإغارة بالقنابل وأبناء الفزع.
والحديث عن الفترة ما قبل الميلاد تؤدي بنا إلى التأكيد على حالة الأم النفسية في حالة الحمل الغير شرعي بحيث أن الخلق الشاذ للولد الغير شرعي غير ناتج عن الوراثة ولكن ناتج الحالة النفسية التي تمر بها الام أثناء فترة الحمل كما أن الإصابات التي تصيب الام يؤدي كذلك إلى عيب خلقي وجسمانى.
تاريخ الحمل يؤدي بنا إلى القول بأن سكر المراءة يؤدي بنا إلى نتائج وخيمة على حياة المولود تؤدي إلى الموت في الكثير من الأحيان أو إلى الوضع المبكر أو الموت في سن مبكر… وحتى عندما يعيش المولود فانه كثيرا ما يكون ضعيف المقاومة لبعض الأمراض العصبية ولمرض السل أو غريب الطبع أو مصاب بتشنج عصبى وهذه عراض تنبئ بالجريمة.
نفس ما يقال على المسكرات (الكحول) يقال على المخدرات ولهذا الظروف التي يقع فيها الحمل إلى نهايته تلعب هي كذلك دور في زرع بدور الإجرام وإنشاء الاستعداد الإجرامي للفرد.
اترك تعليقاً