تأمين المسؤولية تجاه الموظفين
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
يعتبر كافة أصحاب العمل في دولة الإمارات العربية المتحدّة ملزمين برعاية موظفيهم وعملائهم، بما يشمل التزامهم القانوني بالتأمين على الموظفين ضد أي خسائر أو أضرار أو إصابات قد يتعرضون لها أثناء فترة عملهم.
ومن البديهي أن ضمان سلامة موظفيكم ورعايتهم سوف ينعكس إيجاباً على تقدّم ونجاح الشركة، حتى وإن لم يتم التعبير عن ذلك بشكل صريح. ومن وجهة النظر القانونية، تشير كلمة “مسؤولية” إلى كونكم “مسؤولين” عن شيء ما، وهو في هذه الحالة سلامة وصحة موظفيكم، وإذا لم تستطيعوا الالتزام بهذه المسؤولية فإنكم ستدفعون تكلفة ذلك على الصعيدين المادّي وغير المادي، وهو ما يمكن تلافيه من خلال الحصول على وثيقة تأمين على الموظفين.
ووفقاً للقوانين المعمول بها في دولة الإمارات العربية المتحدة، يجب على أصحاب العمل تغطية موظفيهم ضد أي خسائر أو أضرار أو إصابات. وبصفتكم من أصحاب الأعمال – وبغض النظر عن عدد موظفيكم – فإنكم بحاجة إلى نوعين من التغطية عادةً: التأمين على الموظفين، والتأمين على عملائكم. على سبيل المثال، إذا كنتم تمتلكون مطعماً، فسوف تحتاجون إلى وثيقة منفصلة من أجل مرتادي مطعمكم، مما يعني أنكم ستحمون طاقمكم بوثائق خاصة بالموظفين، في حين سيتمتع عملاؤكم بحماية وثيقة المسؤولية العامّة.
ما هو تأمين المسؤولية تجاه الموظفين؟
إذا واجه أي من موظفيكم مشاكل صحية أو تعرّض لإصابات أثناء العمل لصالحكم، فسيكون من حقّه المطالبة بتعويض إن اعتقد بأنكم المسؤولون عمّا أصابه. مثلاً إذا فرضنا أنّكم تمتلكون دكّاناً، فقد توظّفون عاملاً للتنظيف، وقد يقع هذا العامل أثناء قيامه بعمله، ومن المحتمل في هذه الحال أن يلومكم على عدم وضع عبارة تحذيرية من قبيل “انتبه، أرضية زلقة”. وإن أجبرت هذه الإصابة العامل على التوقف عن عمله، فمن الممكن أن يطالب بتعويضات عن الرواتب التي لم تُدفع له.
وفي هذه الحالة ستسمح لكم وثيقة المسؤولية تجاه الموظفين بتغطية أي مطالبات مادية من هذا النوع، والتي يمكن تغطيتها بحماية تأمينية أخرى أيضاً هي تأمين تعويض العمال. ويغطّي هذا التأمين ببساطة أي تكاليف طبية، إلى جانب التعويض عن الراتب للموظفين المصابين، مقابل تعهّد الموظفين بعدم رفع الدعاوى ضدّكم نظراً لتيقّنهم من أنكم ستغطون أي تكاليف يتكبّدونها بشكل مباشر.
أي أن وثائق تأمين تعويض العمال تضمن أنه في حال إصابة أي موظف أثناء أدائه مهامّه، فإنه لن يتكبّد أي نفقات طبية، ولن يعاني من أي خسائر مالية، حيث سيواصل تقاضي راتبه وسيتم تعويضه عن أي ضرر دائم قد يصيبه، فهذا التأمين – المصمّم بحيث يقلّص ضرورة اللجوء إلى الإجراءات القضائية الطويلة وما تترافق معه من تكاليف – يضمن الأمان المالي في حال وقوع أي إصابة متعلّقة بالعمل.
علاوة على ذلك، فإن كلّاً من تأمين المسؤولية تجاه الموظفين وتأمين تعويض العمّال يشملان تسديد تكاليف رعاية أي أشخاص يعيلهم الموظف المصاب.
وفي حال التعرّض لحادث مأساوي أو الإصابة بمرض، فإن كلا الوثيقتين تتيحان المنافع لعائلة الموظف، بما في ذلك تكاليف الجنازة، أو حتى تسديد تأمين الحياة في بعض الحالات.
وبينما يغطي تأمين المسؤولية تجاه الموظفين أنشطة معيّنة تتعلّق بشركتكم، فيجب عدم إهمال أشكال أخرى من التأمين لا تقل أهمية، مثل تأمين السيارات والتأمين الصحي. مثلاً إذا تعرّض موظفكم لإصابة أثناء قيادته في رحلة تتعلق بالعمل، فستتم تغطية أي خسائر بالاعتماد على وثيقة تأمين السيارات.
أما إذا مرِض أحد موظفيكم كنتيجة لظرف غير متعلّق بالعمل، ولكن تصادف حدوث ذلك مع فترة عمله لصالحكم، فستتم تغطية تكاليفه الطبية بالاستناد إلى وثيقة التأمين الصحي.
أمور ينبغي أخذها في عين الاعتبار
عند اتخاذ القرار بشراء وثيقة تأمين المسؤولية تجاه الموظفين، احرصوا على اختيارها بعناية فائقة، آخذين في الاعتبار بأن وثيقتكم قد تفرض عليكم حدوداً قصوى أو قيوداً بخصوص المبالغ التي يمكن أن تدفعها شركة التأمين. ومن المهم جداً التحقّق إن كان هناك أي شروط من هذا النوع قبل توقيع العقد، وقد تقاضيكم شركة التأمين لاستعادة أي مبالغ سدّدتها لكم إن أخللتم بأي من المسؤوليات المترتبة على عاتقكم تجاه موظفيكم. ومن المحتمل أن ترفض شركة التأمين تسديد التغطية في حالة عديدة، ومنها ما يلي:
عدم التزام صاحب العمل بتوفير حد معقول من الحماية ضد الإصابات أو الأمراض. بما يشمل عدم توفير مستلزمات الأمان الأساسية، أو عدم اتبّاع أهم المبادئ التوجيهية المعيارية للصحة والسلامة؛
عدم احتفاظ صاحب العمل بسجل يثبت اعتماده لسياسات ملائمة وكافية بخصوص الصحة والسلامة؛
إخلال صاحب العمل أو أي من موظفيه بإجراءات الصحة والسلامة، أو أي من سياسات الشركة؛
عدم التزام صاحب العمل بالمتطلبات القانونية ذات الصلة بحماية الموظفين.
الحفاظ على السلامة
حتّى إن لم تكن شركة التأمين قادرة على رفض تسديد المطالبات بناءً على الأسس المذكورة أعلاه، فإنها تتوقع منكم اتخاذ كافة التدابير المعقولة للعناية بموظفيكم. وإن حرصتم على اتباع الممارسات الجيّدة للصحة والسلامة، فإنه من المستبعد أن يتم رفع دعوى قضائية ضدكم أساساً، وستكونون في موقع أفضل للدفاع عن أنفسكم أمام أي دعاوى محتملة. ويشمل هذا النوع من الممارسات ما يلي:
التدريب الكافي: ضمان مواكبة كافة موظفيكم لأحدث إجراءات السلامة.
تقييم المخاطر: إجراء تقييمات دقيقة للمخاطر لضمان اكتشاف أي مكامن خطر مخفية، وتنبيه الموظفين بخصوصها.
صون المعدّات وتحديثها باستمرار: احرصوا على أن يستخدم موظفوكم المعدّات الصحيحة، مع إجراء اختبارات دورية للأجهزة الإلكترونية.
الإبلاغ عن الحوادث: اعتماد سياسة صارمة للإبلاغ عن أي حوادث، وذلك بهدف التعامل مع أي ثغرات محتملة بشكل سريع وكفاءة عاليةً في آن معاً.
الاحتفاظ بسجلات: الاحتفاظ بنسخ عن تقييمات المخاطر، وتقارير الحوادث، وسجلات التدريب، والتي يمكن الرجوع إليها لاحقاً كمستندات في حال اضطررتم للدفاع عن أنفسكم أمام أي دعوى قضائية قد يتم رفعها ضدكم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال تم رفع دعاوى عديدة ضد شركتكم، أو قصّرتم في اتخاذ الخطوات المطلوبة لحماية موظفيكم، فإن شركة التأمين قد تعتبر شركتكم “عالية المخاطر” وقد تطالب برسوم إضافية.
علاوة على ذلك، فإن تقدير حجم طاقمكم قد يؤثر على وثيقتكم بما أن كل الموظفين المدرجين على لوائح رواتبكم ستشملهم التغطية؛ بمن فيهم من يعملون من بيوتهم، وعمال تنظيف المكاتب، وطاقم دعم تكنولوجيا المعلومات. وخلاصة القول بأن التغطية يجب أن تشمل حتماً أي موظّف، حتى لو كان قد انضم مؤخراً إلى كوادركم.
ومن المفاجئ جداً أن تكون هناك شركات صغيرة ومتوسطة لا تدرك هذه المسؤولية وليست لديها فكرة عن تبعات إهمال هذا التأمين. فقد أشار استبيان أجرته مؤخراً شركة ’أفيفا‘ للتأمين بأن شركة واحدة من أصل كل ۱٠ شركات صغيرة ومتوسطة لا تعي بأن تأمين المسؤولية تجاه الموظفين يعتبر من المتطلبات القانونية، واقتصرت نسبة الشركات الواثقة من أنها اختارت التأمين الصحيح على الثلث فقط. وربما يعزى ذلك إلى حقيقة أن التأمين لا يعتبر من أولويات الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال العام الأول لتأسيسها.
في الواقع، إن تأمين المسؤولية تجاه الموظفين يعدُّ من العناصر الرئيسية التي لا بد من توافرها لدى أي شركة، ليس فقط لأن هذا التأمين من المتطلبات القانونية، بل أيضاً لأن أي دعوى تُرفع ضدكم قد تكلّفكم مبالغ طائلة يكون من شأنها أحياناً التسبب في انهيار الشركة. لذا تذكّروا دائماً أنه بحمايتكم لموظفيكم، فإنكم تحمون شركتكم أيضاً.
اترك تعليقاً