الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب The International Confedration of Arab Trade Unions (ICATU) منظمة نقابية قومية شعبية تضم المنظمات النقابية العمالية العربية في المستوى القومي.
تأسست في الرابع والعشرين من شهر آذار عام 1956 ومركزها دمشق.
وكانت الحركة العمالية العربية قد ارتبطت منذ ظهورها بحركة التحرر الوطني العربية سياسياً واقتصادياً، وكان العمال في طليعة مناهضي الاستعمار والساعين إلى التحرر وإزالة أسباب التخلف. وقد أخذت المنظمات النقابية العربية تظهر إلى الوجود مع بزوغ فجر النهضة الصناعية فتأسست نقابات العمال في البلاد العربية تحت أسماء وشعارات مختلفة منها الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية[ر]، واتحاد نقابات العمال في الأردن، ورابطة نقابات العمال والمستخدمين في لبنان، والمؤتمر العام لنقابات العمال في مصر وغيرها.
وقد تداعت هذه المنظمات النقابية فيما بينها لإنشاء اتحاد نقابي عربي. وفي أثناء انعقاد المؤتمر الثامن للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية (آذار 1955) اقترح عدد من أعضاء المؤتمر إنشاء منظمة قومية عمالية عربية وتضمنت مقررات المؤتمر توصية بتأسيس اتحاد عمالي عربي، وتم توجيه الدعوات إلى المنظمات النقابية العربية لبحث هذه المسألة ولبى الدعوة كل من مصر وليبية والأردن ولبنان إضافة إلى سورية، وبعد لقاءات متعددة بين وفود المنظمات العمالية لهذه الدول في عام 1955 اتخذ قرار بتأليف لجنة تحضيرية للإعداد لهذا المشروع، ووضع دستور للاتحاد، وتم الاتفاق بتاريخ 6/12/1955 على أن يكون الأعضاء والمؤسسون للاتحاد هم المؤتمر العام لنقابات العمال في جمهورية مصر والاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، والاتحاد التقدمي لنقابات العمال بدمشق، ورابطة نقابات العمال والمستخدمين في لبنان، واتحاد نقابات العمال في المملكة الأردنية الهاشمية، وأن يكون مقر الاتحاد دمشق وأن تكون السلطة العليا في الاتحاد مكونة من المندوبين المفوضين للمنظمات النقابية المؤسسة والمنضمة إلى الاتحاد. وعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الجديد ما بين 22و24 آذار 1956 وانتهى إلى الإعلان عن قيام الاتحاد الدولي لنقابات العمال وإقرار دستوره وانتخاب أول أمين عام له.
وقد جاء قيام هذا الاتحاد تتويجاً لمساعي نقابات العمال وتأكيداً لوحدة المصير على أسس ديمقراطية شعبية. وقد شاركت في المؤتمر التأسيسي سبع منظمات عمالية عربية، وانضمت إلى الاتحاد في السنوات التي تلت منظمات أخرى عديدة في مختلف مجالات العمل والاختصاص، كالنفط والزراعة والنقل والنسيج والصناعات الغذائية والمعدنية والبناء والمصارف والطباعة، وهي ترتبط بالاتحاد وتعمل بالتنسيق معه ووفق أهدافه. ومقر الاتحاد مدينة دمشق ويمكن تبديل المقر بقرار من المؤتمر العام، وتعطى الأفضلية في هذه المسألة إلى الدولة التي تتوافر لديها حرية العمل وتمنح مكاتب الاتحاد وأمواله والعاملين فيه حصانة دبلوماسية.
أما أهداف الاتحاد فقد حددها دستوره المعلن وفي مقدمتها السعي إلى توفير حياة أفضل للعمال العرب ورفع مستوى معاشهم، وضمان حق العمل وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي للعمال وتنشيط الحركة التعاونية ونشر الوعي النقابي والثقافة العمالية والدفاع عن حرية النشاط النقابي، والعمل على توحيد التشريعات العمالية وحماية وحدة الحركة النقابية، وتوكيد أواصر الأخوة والتعاون بين عمال الوطن العربي، وكذلك تشجيع الصناعة والاستثمار ووضع الثروات في خدمة الأمة ومصالحها، والتعاون مع الاتحادات والمنظمات الدولية، وكسب الرأي العام العالمي إلى جانب القضايا والمصالح العربية، والعمل من أجل السلام العالمي والعدالة الاجتماعية للشعوب ومكافحة التمييز العنصري والتفرقة الطبقية.
يتألف الاتحاد من المؤتمر العام والمجلس المركزي ومكتب الأمانة العامة. أما المؤتمر العام فهو السلطة العليا للاتحاد ويتألف من مندوبي المنظمات النقابية المؤسسة والمنضمة ويراوح عددهم بين 7 و21 مندوباً. ويعقد المؤتمر العام دورات عادية ودورات استثنائية غير عادية ولها قواعد محددة للتصويت والقبول. وأهم ما يختص به المؤتمر العام دراسة تقرير مكتب الأمانة العامة والميزانية وإقرارهما، وانتخاب أعضاء المجلس المركزي والأمين العام وقبول المنتسبين وإقرار الفصل وإجراء التفتيش المالي، وتكون قرارات المؤتمر العام بأغلبية الأصوات.
أما المجلس المركزي فيتألف من عضوين عن كل منظمة أو مجموعة منظمات بالإضافة إلى الأمين العام ينتخبهم المؤتمر العام للاتحاد. وتكون جلساته قانونية إذا حضرها أكثر من نصف المندوبين، ومدة عضوية المجلس أربع سنوات وللمجلس حق إنشاء مكاتب فرعية خارج الوطن العربي أو في بلدانه عند الضرورة القصوى. وقد حددت اختصاصات المجلس في المادتين 24و25 من الدستور وفي مقدمتها انتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وانتخاب ست منظمات أساسية وثلاث منظمات احتياطية يكون منها الأمناء المختصون وينتخب من هؤلاء نائب الأمين العام. ولكل منظمة منصب واحد في مكتب الأمانة العامة. ويملك المجلس صلاحيات المؤتمر العام في المدد بين دورات المؤتمر العادية أو الاستثنائية.
وأما مكتب الأمانة العامة فيتألف من الأمين العام والأمناء المختصين ويشترط تفرغهم لهذا العمل، وهم مسؤولون مسؤولية جماعية أمام المجلس المركزي، وتتخذ قراراتهم بأغلبية الأصوات، ويعمل المكتب برئاسة الأمين العام، وله قواعد يسير عليها وله صلاحيات المجلس المركزي في المدد بين دورات انعقاده.
وأما الأمين العام فينتخبه المؤتمر العام ومدة ولايته أربع سنوات، ولا يجوز أن يتولى منصباً آخر ذا سلطة تنفيذية. وهو يمثل الاتحاد وينطق باسمه ويدير شؤونه، ومن اختصاصه توقيع الوثائق المالية وتعيين موظفي الأمانة العامة، ووضع اللوائح الناظمة لشؤونهم، وتعيين الخبراء والمستشارين.
وتضم الأمانة العامة إدارات وأقساماً متخصصة بشؤون العمال والعمل، ويدخل في اختصاصها جمع المعلومات عن العمالة العربية والدولية وتنظيمها والقيام بالبحوث والدراسات المتعلقة بها وتنسيق العمل مع الاتحادات المهنية وإعداد وثائق المؤتمر والمجلس المركزي وتقاريرهما، وتقديم العون إلى المنظمات الأعضاء، والإعداد للمؤتمرات والزيارات والدورات والحلقات الدراسية وتبادل الخبرات مع المنظمات الأخرى وإصدار النشرات والدوريات وترجمة المطبوعات ونشرها.
وأما الأمناء فعددهم ستة ومدة كل منهم أربع سنوات ويدخل في اختصاصهم متابعة الشؤون العمالية العربية والخارجية والشؤون المالية والإدارية والثقافية وقضايا الاتحادات المهنية العربية. وتتبع الأمناء لجان اقتصادية للدراسة والبرمجة والشؤون الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وعضوية الاتحاد مفتوحة لجميع المنظمات العمالية العربية وفق شروط حددها دستور الاتحاد وتشمل القبول في العضوية والانسحاب والفصل والتجميد، وكلها من صلاحيات المجلس المركزي.
سعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تحقيق وحدة الصف العربي وتطبيق مقررات مؤتمراته ومجالسه والبرامج التي وضعت له، وقد عمل على عقد ندوات ومؤتمرات ودورات عادية واستثنائية وطارئة ومارس نشاطات متنوعة في مختلف المناسبات القومية والدولية كتنظيم المسيرات وإقامة المهرجانات وتقديم العون المادي والمعنوي، وكان له دور بارز في دعم القضية الفلسطينية والقضايا القومية العربية ومن بينها الوقوف إلى جانب مصر في حرب السويس عام 1956 ودعم مجهودها العسكري والاقتصادي ودعم ثورتي الجزائر واليمن الجنوبي من أجل الاستقلال ودعم الانتفاضة الفلسطينية والدفاع عن الحريات النقابية والإسهام في المؤتمرات العمالية العالمية وإقامة صلات مع المنظمات العمالية في العالم والتنسيق معها كالاتحاد النقابي العالمي والاتحاد العالمي للعمل ومنظمة الوحدة النقابية الإفريقية ومنظمتي العمل العربية والدولية وغيرها.
ويضاف إلى ذلك كله سعي الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إلى ترسيخ الروح القومية في صفوف الطبقة العاملة وتنمية روح العمل الجماعي بين العمال ومتابعة الخطط والبرامج المتصلة بتطوير نظم العمل الذي يقومون به وذلك كله تحقيقاً للأهداف التي وجد الاتحاد من أجلها.
اترك تعليقاً