منظمة التحرير الفلسطينية
منظمة التحرير الفلسطينية Palestine Liberation Organization (اختصاراً: م.ت.ف.) ائتلاف طوعي من منظمات المقاومة الفلسطينية والجبهات العاملة لتحرير الوطن الفلسطيني من البحر (البحر المتوسط) إلى النهر (نهر الأردن) وعاصمته القدس مع تنفيذ حق العودة الذي نص عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ذو الرقم 194 في 11/12/1948. لذلك انتسب كثير من المنظمات والجبهات إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وانسحب منها بعض المنظمات والجبهات، وخاصة بعد أن تطورت المنظمة إلى سلطة وطنية بموجب اتفاقيات أوسلو الموقعة في 13/9/1993 بواشنطن.
اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في الوجود بسلام وأمن. وقبلت قراري مجلس الأمن 242 (1967) و338 (1973)، وألزمت نفسها عملية السلام في الشرق الأوسط، وأعلنت أن جميع القضايا العالقة الخاصة بالوضع النهائي ستحل من طريق المفاوضات. كما اعترفت حكومة إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد جاء هذا الاعتراف المتبادل في رسالتين تبادلهما الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وإسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل يوم 9/9/1993.
وكان الشعب العربي الفلسطيني قد عانى نتائج الثورات والانتفاضات ضد الاحتلال الصهيوني لوطنه، كما عانى حروب 1948 و1956 و1967 و1973 و1982، إضافة إلى حرب الاستنزاف وما وقع بين حرب وأخرى من معارك كبيرة وغزوات، إضافة إلى تشريد ألوف اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948- 1949 على أيدي عصابات الصهيونية التي شردت ما يزيد على 700 ألف فلسطيني، تحولوا إلى لاجئين وأصبحوا اليوم يعدّون نحو خمسة ملايين لاجئ، في حين أن الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى) سجلت لديها للإعاشة أكثر من أربعة ملايين لاجئ، موزعين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة، عدا مصر وليبيا وأوربا والأمريكيتين. وتقدم الأونروا التي تأسست في 8/12/1948 خدمات مجانية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية، وذلك في 59 مخيماً.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد تأسست، في الدرجة الأولى، على حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي ولدت في شهر تشرين الأول/أكتوبر 1957 في الكويت، وظلت منظمة سرية حتى عام 1968، حين أعلنت أن السيد ياسر عرفات[ر] هو الناطق بلسانها، ولفتح جناح عسكري اسمه قوات العاصفة أعلن نشاطه في 1/1/1965. وكانت فتح نتيجة اتفاق مجموعات من الشبان الفلسطينيين اكتسبوا بعض الخبرات التنظيمية في اتحادات ورابطات الطلاب أو في أحزاب قومية عربية. وقد اكتسب بعضهم خبرات عسكرية، ترجع إلى العمل الفدائي الذي انطلق من قطاع غزة في عام 1953. وجاء تكوين فتح ردّاً على نكبة 1948 وما تلاها من أحداث ولّدت في النفوس شعوراً بالمرارة من عدم قدرة الزعامات التقليدية على الثورة والانتفاض.
وكان مؤتمر القمة العربي (القاهرة 13-17/1/1964) قد قرر، إلى جانب إنشاء «قيادة عربية موحدة» «أن يستمر السيد أحمد الشقيري ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية في اتصالاته بالدول الأعضاء وبالشعب الفلسطيني بغية الوصول إلى إقامة القواعد السليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره». وحينما عادت القمة العربية إلى الاجتماع (الإسكندرية 5 -11/9/1964) قررت «الترحيب بقيام منظمة التحرير الفلسطينية، واعتمادها ممثلة للشعب الفلسطيني في تحمل مسؤولية العمل لقضية فلسطين والنهوض بواجبها على الصعيدين العربي والدولي». كما قررت تخصيص مليون جنيه استرليني ليكون موازنة العام الأول للمنظمة، وهو لغير الشؤون العسكرية. ووافقت القمة أيضاً على قرار اللجنة التنفيذية للمنظمة بإنشاء «جيش التحرير الفلسطيني» ليؤدي دوره إلى جانب الجيوش العربية في تحرير فلسطين واسترداد الوطن السليب، واعتمدت القمة مليونين من الجنيهات الاسترلينية مصاريف إدامة متكررة لهذا الجيش.
قرر مؤتمر القمة العربي الثالث (الدار البيضاء 13-17/9/1965) إجراء انتخابات عامة مباشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، وأن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بالاتصال بالدول الأعضاء المعنية للتفاهم على الإجراءات اللازمة، كما قرر تكليف القيادة العربية الموحدة بالاشتراك مع قيادة جيش التحرير الفلسطيني في إنشاء القوات الفلسطينية، وخصص مبلغ 5.5 مليون جنيه استرليني لتصرف من وفور القيادة العربية الموحدة. أما مؤتمر القمة العربي السابع (الرباط 26-29/10/1974) فقد اعتمدت المنظمة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، بعد تأكيد حقه في العودة وتقرير مصيره، وحقه في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة المنظمة على أي أرض فلسطينية يتم تحريرها، وتقوم الدول العربية بمساندة هذه السلطة عند قيامها. كما قرر المؤتمر الموافقة على تبرع بعض الدول على أن تؤدي هذه الدول، مساهمتها مباشرة إلى مصر وسورية والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.
تكرر تعريف منظمة التحرير الفلسطينية في قرارات مؤتمرات القمة بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وذلك حتى عام 1993 حين غدت المنظمة السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان حزب البعث العربي الاشتراكي[ر] قد دعا – إلى جانب أحزاب أو حركات قومية عربية – إلى دراسة مسألة تنظيم الشعب الفلسطيني وإبراز الكيان الخاص به، وكانت جامعة الدول العربية[ر] قد أصدرت منذ عام 1945 حتى عام 1963 عشرات القرارات بشأن القضية الفلسطينية من دون أن تنبه على ضرورة تنظيم الشعب الفلسطيني، وخاصة بعد أن ألّمت به نكبة 1948.
عقد أحمد الشقيري المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في 28/5/1964 في القدس، وقد أقر المؤتمر «الميثاق القومي الفلسطيني» الذي تطور فيما بعد إلى «الميثاق الوطني الفلسطيني» كما أقر أيضاً «النظام الأساسي لـ منظمة التحرير الفلسطينية»، واشترك في المؤتمر الأول 397 مندوباً من مختلف المناطق والفئات والمنظمات الفلسطينية، وكانوا جميعهم مختارين وغير منتخبين.
دعا المؤتمر إلى تأسيس:
1ـ جيش التحرير الفلسطيني؛ فتأسست في سورية «قوات حطين»، وفي العراق «قوات القادسية» وفي مصر «قوات عين جالوت».
2ـ الصندوق القومي الفلسطيني.
3 ـ إذاعة صوت فلسطين.
4ـ مركز الأبحاث.
5ـ مركز التخطيط.
6ـ مكاتب المنظمة.
7ـ الاتحادات الشعبية.
8ـ المجلس المركزي.
9ـ اللجنة التنفيذية.
10ـ الهلال الأحمر الفلسطيني.
11ـ اللجان المختلفة.
قرر المجلس الوطني الفلسطيني رفض قرار مجلس الأمن 242، ومبادرة وزير الخارجية الأمريكي وليم روجرز لتسوية أزمة الشرق الأوسط، كما قرر في دورته الثانية عشرة (القاهرة، حزيران/يونيو 1974) برنامج النقاط العشر، وفيه تأكيد رفض قرار مجلس الأمن 242، لأنه يطمس الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ويتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها مشكلة لاجئين، إضافة إلى تأكيد نضال منظمة التحرير الفلسطينية بجميع الوسائل، وعلى رأسها الكفاح المسلح[ر] لتحرير الأرض الفلسطينية، والنضال ضد أي مشروع ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة، والنضال من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد اعترف في دورته في الجزائر عام 1988 بوجود إسرائيل، لذلك ألغى المجلس المذكور في عام 1996 من الميثاق الوطني الفلسطيني المواد التي تنكر حق إسرائيل في الوجود، وأكد ذلك في أثناء وجود الرئيس الأمريكي السابق بِل كلنتون في اجتماع تاريخي عقده في عام 1998.
اترك تعليقاً