جانب من رؤية اللجنة الوطنية الليبية للقانون الدولي الإنساني
لما كانت مسألة تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني و نشر ثقافته من ضمن أولويات اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، فإن مثل هذا الاتجاه قد أصبح أولوية تسعى إليه اللجنة جاهدة لتعزيزه وتطويره، وهي ماضية بعون الله في خطوات على الواقع للعمل فيه، لأنه سيكون استثمار للمستقبل، ولا شك أن ذلك يتأتى من خلال التوعية والتثقيف بجملة الأحكام والمبادئ التي تقوم عليها قواعد هذا القانون لطلبة الجامعات ( كإحدى الشرائح المستهدفة )، وهذا ما يستلزم التعاون المشترك ما بين الجامعات واللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني عن طريق وزارة التعليم، من خلال نشر ثقافة القانون الدولي الإنساني في أوساط المجتمع، خاصة بعد تزايد حدة النزاعات الداخلية التي تشهدها بلادنا.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال تمكين ثقافة القانون الدولي الإنساني لجميع طلبة الجامعات، من خلال إدراجه كمقرر ، وهو ما تعكف عليه حالياً اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، يرافقها برامج عمل ستركز على القيام بالأنشطة المختلفة التي تسهم في تعزيز ثقافة هذا القانون، كإقامة جلسات حوارية أو ورش عمل أو تضمين مواقع الجامعة بمواد الكترونية تتعلق بتعزيز ثقافة القانون الدولي الإنساني و ضمان احترامه.
ولعل إبراز وتعزيز ما تم النص عليه في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 في المواد المشتركة (47-48-127-144) :بأن “تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بأن تنشر نص هذه الاتفاقيات على أوسع نطاق ممكن في بلدانها في زمني السلم والحرب معاً، والإالتزام بها، وتتعهد بصفة خاصة بإدراج القانون الدولي الإنساني ضمن البرامج التعليمية المختلفة، بحيث تصبح مبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني معروفة لجميع أفراد المجتمع” ، تُشكل كل هذه المسائل التزامات على الدول واجب تبنيها في برامج عمل قابلة للتنفيذ، بغية تحقيق الهدف المنشود من تدوين تلك الاتفاقيات.
وما يساعد على احترام هذا القانون وغرس مبادئه هو التعليم باعتباره إطار حياة يمكن من خلالها إعداد و تأهيل جيل جامعي يعي تماما أهمية الأحكام والقواعد التي يقوم عليها هذا القانون، وهو ما يحتم على الجامعات ضرورة تدريب ونشر التربية على ثقافة القانون الدولي الإنساني بين طلابها، لكي تتمكن من إخراج كوادر بشرية نمت وصقلت شخصيتها على نحو يحترم قواعد القانون، مما يعزز القيم والأخلاق في حال نشوب النزاعات المسلحة، وترسيخ قيم التسامح واحترام حقوق الجميع، كما من شأنه أيضا توعية المدنيين والمقاتلين بحقوقهم وواجباتهم .
وعليه ؛ يتجلى وبوضوح دور الجامعات في تعزيز واحترام قواعد و أحكام القانون الدولي الإنساني، من خلال المعرفة بأحكامه وذلك بإدراج هذا القانون كمقرر جامعي إلزامي في جميع الكليات، إضافة إلى التوعية والتثقيف بإقامة ندوات ومحاضرات توعوية ، وعقد دورات تدريبية ومؤتمرات علمية حول آليات تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني ، وتشجيع الجامعات على المجالات البحثية ذات العلاقة بهذا القانون، وإصدار نشرات توعوية وفيديوهات تثقيفية على مواقعها الالكترونية حول إنسانية هذا القانون زمن النزاعات المسلحة داخلية كانت أو دولية.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً