احذروا النصب الآلي
اليوم أصبح النصب الآلي في متناول كثير من ضعفاء النفوس محليا ودوليا. وحين تذهب لأي جهة كانت حكومية أم خاصة للأسف أول ما يطلب منك هو صورة الهوية فهي من أهم وسائل النصب والمضرة على صاحبها. ولكي تتجنب مضرة صورة هويتك من سوء استغلالها فلا تعطها لأحد مهما كان وإن لا بد فعليك أن تكتب على الصورة نفسها وليس على أسفلها بل بداخل صورة الهوية، تكتب غرض إعطاء الصورة ولمن أعطيتها وتوقع وتضع عليها تاريخ إعطاء الصورة.
بهذا تمنع أي أحد من الحصول على صورة هويتك وتصويرها واستغلالها لأغراض لا تخصك بل قد تعود عليك بالشكك أينما وجدت صورة هويتك. ولا أعتقد أن كتابة الغرض لإعطاء صورة هويتك فيه أي خلاف للنظام. وليس الحق لأحد في رفض أن تكتب على صورة هويتك الغرض والجهة الطالبة للصورة وتوقيعك عليها. النصب الآلي يبدأ بصورة الهوية بعد ذلك هناك مجالات أخرى تستخدم في النصب الآلي. مع دخول الإنترنت واستخدام الكمبيوتر في عمليات البيع والشراء انفتح الباب على مصراعيه لأنواع جديدة من الجرائم. سمعنا عن الفيروسات الموقوتة كجرائم ضد البرامج والأجهزة والمعدات، سمعنا عن الجرائم المرتبطة في التعرف على أرقام بطاقات الدفع والائتمان واستغلالها جرميا. سمعنا عن جرائم سرقة البيانات والمعلومات من خلال الدخول الجرمي إلى قواعد البيانات وملفات الأرشيف الخاصة بجهات ما والاستيلاء على ما بها من معلومات وبيانات.
ولكن في الآونة الأخيرة التي بدأت تشهد سيلا من أنواع جديدة من النصب. إنها جريمة نصب محبوكة الأركان تأتي في صورة رسالة من شخص لا تعرفه ويقدم نفسه إليك على أنه مرتبط أو يرتبط بأحد أثرياء أفريقيا، ويضع أمام عينيك رقما يتكون غالبا من عدة عشرات أو مئات الملايين من الدولارات الموجودة ومودعة في أحد البنوك الأفريقية، وإنه يحاول أن يخرج هذه الأموال للخارج، إما للاستثمار أو مجرد نقلها إلى مكان آخر ويطلب منك معاونته في ذلك.
ما هو المطلوب؟ ببساطة يطلب موافاته برقم حسابك البنكي الذي يمكن التحويل إليه، والمقابل نسبة هائلة تصل إلى 30% من قيمة المبلغ. العملية تبدو سهلة مضمونة وبدون أية تكلفة. والأغرب أن من يتعامل معك إلكترونيا يطلب منك أن تتحقق من صحة المعلومات. إذن أين المشكلة؟ المشكلة هي أنك تتعامل مع أحد محترفي الجريمة المنظمة، التي تتشابك وتتعقد خيوطها إلى أن تلتف حول رقبة من يخضع لها. وتستمر كيفية إتمام الجريمة. إذا قمت بإعطاء رقم حسابك البنكي فسوف تتلقى رسالة من البنك الأفريقي الذي هو جزء من الشبكة الإجرامية يخبرك بأنه سوف يقوم بتحويل المبلغ المحدد إلى حسابك لمجرد اتخاذ الإجراءات والتنسيق مع بنكك المحلي ويطلب منك التنسيق مع البنك المحلي.
والخطوة الثانية أن البنك المحلي الذي به حساباتك الأصلية سوف يتلقى إخطارا وهميا بوجود مبلغ لصالح رقم الحساب المرسل إليه وأنه بصدد تحويله بمجرد انتهاء الإجراءات. وكلنا نعرف أن المنصوب عليه هو ضحية لحالة طمع ينجح النصاب في استدراج المنصوب عليه إليها. والطعم هنا هو الفارق بين عدة آلاف من الدولارات وعدة عشرات من الملايين. فاحذروا النصب الآلي، فالطمع دائما يضيع ما جمع فالطمع فقر والقناعة غنى.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً