حقوق الجنين بين الشرع والقانون العراقي .
يعد الطفل الثمرة المرجوة من العلاقة الزوجية بل يعتبر من أهم مقاصده فهو الهبة الكبيرة التي وهبها الله للانسان في حياته من اجل العناية به والإحسان إليه ويقع على عاتق الأسرة والمجتمع، ولا تعتبر ولادة الطفل بداية حياته بل انه يمر بعدة مراحل في بطن أمه قبل ان يصبح طفلا، والمرحلة المهمة التي يمر بها قبل الولادة هي مرحلة توطين الجنين وتحديد معالمه الوراثية ذكرا كان أو أنثى، وقد بينت الشريعة الإسلامية مراحل نموه لحين ولادته ، وبينت الحقوق التي يتمتع بها وحرمت اي اعتداء عليها بغية المحافظة على الطفل لأنه أساس التكوين البشري وكل ما يمس المجتمع ، اما التشريعات والقوانين الوضعية فقد ضمت قواعد وضوابط تحفظ حقوقه وتجرم الاعتداء عليه
ولم يعرف المشرع العراقي الجنين على انفراد ولكن من خلال تعريفه لجريمة الاجهاض في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل وهو حماية الحمل الذي يبدأ بتلقيح البويضة حتى الولادة الطبيعية والمرور بأربع مراحل في نشوئه، وهي مرحلة النطفة والعلقة المضغة واخيرا نفخ الروح .
وان تكون العلاقة شرعية بين الزوجين لضمان حقوق الطفل في الميراث والحياة وانتهاكها يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، والمشرع العراقي عالج جريمة الاجهاض في حالتين ووضع العقوبة لكل حالة منهما، وعلى هذا الأساس ميز في العقوبة بينهما ففي حالة رضا الحامل بإجهاضها فرض المشرع العراقي عقوبة الحبس والغرامة على المرأة الحامل التي تجهض نفسها، واعتبر عقوبتها من جرائم الجنح، وفي حالة وقوع تلك الجريمة من دون رضا الحامل اعتبرت عقوبتها السجن، وكذلك وفر المشرع العراقي حماية للجنين في حالة تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الحامل، وضرورة تأجيل الأحكام العقابية لحين ولادته سواء كانت العقوبة الإعدام أو سالبة للحرية، وفقا لقانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 المعدل ولا تنفذ بحقها إلا بعد مرور أربعة أشهر من وضع الحمل وبامكانها حضانته ورعايته لفترة محددة.
ويتفق القانون الوضعي مع الشريعة الإسلامية في وجوب الدية وثبوت النسب وحقه في الميراث والوصية والرعاية الصحية السابقة واللاحقة للحمل ، وحقه في وجوب الانفاق، ومن الضروري ان يتم تعديل القانون ومعاقبة كلا الزوجين في حالة إخلالهما بالالتزامات التي تقع عليهما كإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من خلوهما من الإمراض المعدية والوراثية التي تؤثر في حياة الجنين في المستقبل كولادة طفل مشوه أو مصاب بإمراض عقلية أو وراثية كأمراض السكري والصرع وغيرها .
بعدها يكون عالة على نفسه والمجتمع في نفس الوقت .
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً