إيذاء الأطفال
بقلم / عبدالاله بن احمد الغنامي
إيذاء الأطفال وسوء معاملتهم من المشكلات التي تعاني منها شريحة من أبنائنا الذين تقع أعمارهم في الفئات العمرية التي تشتمل على فترات الطفولة المبكرة والوسطى والمتأخرة ، وترى وثيقة اتفاقية حقوق الطفل الصادرة من هيئة الأمم المتحدة ( 1989م ) التي صادقت عليها المملكة ،بأن الطفل كل إنسان لم يتجاوز سن الثامنة عشر مالم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون، وما يجده هؤلاء الأطفال من الوالدين أو الأخوة الذين يكبرونهم من داخل الأسر التي يعيشون فيها أو من أقرانهم أو زملائهم في المدرسة أو المؤسسة التي يتعلمون فيها أو من بعض المعلمين أو ممن يكبرونهم سنا يتسبب في إيذائهم بدنيا أو نفسيا أو من خلال التحرشات الجنسية وإساءة معاملتهم بما قد يفضي إلى مضاعفات صحية أو بدنية أو نفسية أو اجتماعية .
ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو انتشار ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال
وبغض النظر عن الجوانب الإنسانية ، والتربوية ، سيكون محور حديثنا عن الجوانب القانونية وما نص عليه نظام حماية الطفل الصادر سنة 1436 هـ .
وما هو ملحوظ بأن العنف ضد الأطفال قد انتشر في مجتمعنا السعودي انتشاراً كبيراً
لذلك نطرح هذا التساؤل هل يحق لأي شخص بإيذاء الطفل او إهماله ؟ للإجابة على هذا التساؤل ، لابد وان نعرف من هم الأطفال ، وورد في نظام حماية الأطفال تعريف الطفل بأنه : كل انسان لم يتجاوز الثامن عشر .
بمعنى انه ما دون السن المذكور يعتبر طفلاً بنظر القانون .
واما من ناحية اشكال الإيذاء فقد عرفه نظام حماية الطفل بأنه : كل شكل من اشكال الإساءة للطفل او استغلاله او التهديد بذلك ، ومنها :
الإساءة الجسدية : تعرض الطفل لضرر او إيذاء جسدي .
الإساءة النفسية : تعرض الطفل لسوء التعامل الذي قد يسبب له اضرار نفسية او صحية .
الإساءة الجنسية : تعرض الطفل لأي نوع من الاعتداء او الأذى او الاستغلال الجنسي .
وقد عرف نظام حماية الطفل لإهمال بأنه : عدم توفير حاجات الطفل الأساسية او التقصير في ذلك ، وتشمل: الحاجات الجسدية ، و الصحية ، والعاطفية ، والنفسية ، والتربوية ، والتعليمية ، والفكرية ، والاجتماعية ، و الثقافية ، والأمنية .
وانه يجب الاخذ بالاعتبار بان للطفل الحق في الحماية من كل اشكال الايذاء او الإهمال .
وأنه (يعد والدا الطفل – او احدهما ، او من يقوم على رعايته – مسؤولين في حدود امكاناتهما المالية وقدراتهما عن تربيته وضمان حقوقه ، والعمل على توفير الرعاية له ، وحماية من الايذاء والإهمال.)
واخيراً يجب ان نتذكر قول الله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
وايضاً اعتباراً بقدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونتذكر هذه القصة الشهيرة عنه صلى الله عليه وسلم .
عن عبد الله بن شداد قال: “بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس إذا أتاه الحسن أو الحسين، قال مهدي: أكبر الظن انه الحسين فركب على عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا انه قد حدث أمر، فلما قضى صلاته، قالوا: يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه قد حدث أمر ؟ !قال : ” أن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته “.
-انتهى-
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً