دعوى الاستحقاق في القانون
تعريف الاستحقاق
الاستحقاق
إنّ لفظ الإستحقاق يُطلق على الوقت المحدّد لسداد الدّين أو ما شابه ذلك، حيث أنه عند حلول تاريخ الإستحقاق المُتفق عليه بين الدائن والمدين، يجب دفع المبلغ الموضح في سند الدين من قبل المدين إلى الدائن، بالإضافة إلى الفائدة القانونية إن وجدت وتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وعليه فإن تاريخ الاستحقاق من أهم التواريخ التي تذكر الأوراق المالية، لذلك سيتم التطرق إلى توضيح تعريف الإستحقاق، وحكم أخذ المال من غير استحقاق، ودعوى الاستحقاق.
تعريف الاستحقاق
إنّ تعريف الاستحقاق لغةً: طلب الحق، أمّا تعريف الاستحقاق اصطلاحًا: “رفع مِلْك شيء بثبوت مِلْكٍ قبله”، أما الحكم الذي يترتب على الإستحقاق هو فسخ العقد، وينقسم حكم فسخ العقد إلى قسمين: الأول أنه مبطلٌ للعقد بشكلٍ كامل، وحكمه أنه يوجِّب فسخ العقد وذلك بناءً على حكم القاضي، أما القسم الثاني أنه ناقل الملك من شخصٍ إلى آخر، وهذا هو الغالب الأعم، وحكمه لا يفسخ العقد بين المتعاقدين؛ وذلك لأنه لا يوجب بطلان ملك المشتري، وإنما يتوقف على إجازة المستحق أو فسخه.[١]
ويثبت الحق عن طريق رجوع المشتري إلى البائع إذا ثبت الاستحقاق ببيّنة المستحِقّ وحكم القاضي، لكن إذا ثبت الاستحقاق بإقرار المشتري أو وكيله في الدعوى أو نكولهما فلا رجوع، لأن الإقرار حجة قاصرة على المقر وحده ولا تتعدّى هذه الحجة للآخرين وذلك بقوة القانون.[١]
حكم أخذ المال من غير استحقاق
لا يحلُّ أخذ مال من أحد من غير قدوم موعد استحقاقه، إلا عن طيب نفسٍ منه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في أيام التشريق في حجة الوداع: قال: يا أيها النَّاسُ، هل تدرونَ في أيِّ شَهرٍ أنتم، وفي أيِّ يومٍ أنتم، وفي أي بلد أنتم؟ قالوا: في يومٍ حرامٍ وبلدٍ حرامٍ وشهر حرام، قال: فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومِكم هذا في شهركم هذا في بَلَدِكم هذا، إلى يوم تَلقَونَه، ثم قال: اسمَعوا مني تعيشوا، ألا لا تظلِموا، ألا لا تَظلِموا، ألا لا تظلموا؛ إنَّه لا يحِلُّ مالُ امرئ مسلم إلا بطيبِ نفسٍ منه”، وبالتالي إن تم الإتفاق بين المدين والدائن على تاريخ مُعين، لا يجوز أن يُطالب الدائن المدين بهذا الدّين قبل تاريخ الإستحقاق، إلا إذا وافق المدين على ذلك.[٢]
دعوى الاستحقاق
تعدّ دعوى الاستحقاق من الدعاوى الشخصية المتعلقة بالمدعي نفسه، وتعرف الدّعوى الشخصية على أنها: “تلك الدعوى التي ترمي إلى حماية حق شخصيّ، ويعد الحق الشخصي التزامًا قانونيًا بين شخصين، أحدهما دائن والآخر مدين، يلتزم بمقتضاه المدين إما بالقيام بعمل أو الامتناع عنه”، وبالتالي فإنه يحق للدائن أن يلجأ إلى القضاء ويقوم برفع دعوى استحقاق على المدين، وذلك للحصول على دينه بعد أن حلَّ تاريخ السداد، إن لم يقم المدين بالوفاء بدينه في الموعد المحدد للوفاء.[٣]
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً