الاستبيان و المقابلة في أساليب البحث المتعلق بالمجرم
– الاستبيان و المقابلة
سنحاول في هذا الفرع إبراز دور أسلوب الاستبيان و المقابلة في تحليل السلوك الإجرامي ، من خلال التطرق لكل أسلوب من هذه الأساليب .
1- الاستبيان
الاستبيان أداة من أدوات جمع المعلومات و البيانات من المبحوثين المعنيين بالظاهرة أو المشكلة محل البحث ، و تعد الاستمارة واسطة بين الباحث و المبحوث . و لهذا يعرف الاستبيان بأنه مجموعة من الأسئلة المرتبة حول موضوع معين يتم وضعها في استمارة ترسل للأشخاص المعنيين بالأمر .
و تبعا لذلك تم توظيف أسلوب الاستبيان في علم الإجرام ، قصد توضيح عوامل الظاهرة الإجرامية من خلال جمع المعلومات عن مشكلة معينة ، و يتم بتوجيه عدة أسئلة تصاغ في شكل استمارة و تسلم إلى الأفراد محل البحث آو ترسل لهم بمختلف
الطرق حتى يتمكنوا من الإجابة عليها بمنأى عن تأثير الباحث ، و تنصب الأسئلة الخاصة بالاستبيان على أسباب ارتكاب الجريمة . و تبعا لذلك بعد الاستبيان من الوسائل التي يمكن من خلالها جمع بيانات عن و وقائع وقعت في الماضي ، و الحاضر ، و ذلك عكس الملاحظة كوسيلة لجمع معلومات و بيانات عن الواقع و التصرفات الحاضرة ، و بالإضافة إلى ذلك ، فان الاستبيان يتيح للفرد محل البحث و الإجابة عن الأسئلة بعيدا عن الباحث ، يرفع عن كل من الفرد و الباحث الحرج من طرح الأسئلة المتعلقة بالجرائم الجنسية ، كما في جرائم الدعارة و الزنا و هتك العرض .
2- المقابلة
أما المقابلة ، تتمثل في الاتصال المباشر بين الفرد الباحث محل البحث من اجل جمع البيانات المتعلقة بالبحث ، من خلال قيام الباحث بطرح أسئلة تتعلـق بـالقيم أو الاتجاهـات أو إي موضـوع مـن الموضوعات يسعى الباحث إلى جمع المعطيات حوله .
و المقابلة بصفة عامة ، تأخذ عدة صور ، فتكون المقابلة فردية أو جماعية ، و قد تكون رسمية أو غير رسمية . حيث تجري المقابلة غي النـوع الأول ، مع شخص واحد ، و هي تتيح للمفحوص الحرية فـي أبـداء الرأي و التعبير بصدق عما يريد أن يقول . أما المقابلة الجماعية ، فهي التـي تحدث مع مجموعة من الأشخاص حول نفس الموضوع ، أما المقابلة الرسمية أو المنظمة ، ففي ظلها تعد مسبقا الموضوعات و الأسئلة التي ستناقش و نفس الأسئلة توجه بنفس الطريقة و لنفس المفحوصين . أما بالنسبة للمقابلة غير المنظمة ، فهي مفتوحة و مرنة ، و لا تعتمد علـى طرح أسئلة محددة ، بل يدور فيها الحديث على شكل نقاش دوري .
و بهذا نلاحظ ، أن المقابلة بمختلف أنواعها تفيد في دراسة العديد من الموضوعات ، و خاصة السلوك الإجرامي ، إلا أن نجاح المقابلة يرتبط بمدى كفاءة و مهارة الباحـث و قدرتـه علـى كـسب ثقـة الفرد. و بالتالي فهي تقنية مفيـدة فـي البحـث و الحـصول علـى معطياته ، و نجاحها يتطلب جهد و وقت طويل و تكاليف كثيرة ، فضلا عن ذلك ، أنها قد تتأثر ببعض العوامل النفسية المتعلقة بالـشخص المستوجب .
– دراسة حالة
تعتبر دراسة الحالة وسـيلة عـامة لجمـع و تنظيـم البيانـات الاجتماعية التي تعد ضرورية لتحليل و تفسير السلوك الفردي ، حيث تشمل الدراسة الموقف الكلي ، و تتناول تطور الوحـدة و تفاعلاتهـا ، و علاقة ذلك بالسلوك الإجرامي للفرد أو الجماعة محل الدراسة الأمر الذي جعلها تشكل أسلوبا شاملا لجمع المادة العلميـة ، ممـا يجعـل الباحث مسيطرا على الحالة التي أمامه على النحو الذي يكفل له في النهاية الحصول على المعلومات ألازمة مستعينا في ذلـك بكافـة أدوات البحث ، حتى يتمكن في النهاية من التفسير الإجرامي للحالة التي بحثها . و بهذا نلاحظ ، ان دراسة الحالة تقتضي دراسة مختلـف جوانب الوحدة الاجتماعية محل الدراسـة سـواء كانـت فـردا أو مجموعة من الأفراد إذ من الضروري ، جمع البيانـات الاجتماعيـة و الفردية التي تتعلق بالحالة النفسية و العقلية لتوضيح مدى اثر ذلـك في السلوك الإجرامي ، و هذا بدوره يستدعي تعـدد و سـائل جمـع البيانات لدراسة الحالة إذ يمكن الاستعانة بوسائل الاستبيان و المقابلة و الملاحظة و الإحصاء .
و بهذا نكون قد انتهينا من عـرض أساليب البحث المختلفة في علم الإجرام ، و بالتالي نكون قد أتممنا دراسـتنا لهذه المقدمة العامة و التي اعتبرناها مدخلا أساسيا لتحديـد علـم الإجرام و يبقى لنا أن نعرض أللاتجاهات المختلفة في تقسيم الظاهرة الإجرامية ، و كذلك اثر بعض العوامل في السلوك الإجرامي .
اترك تعليقاً