دور القانون في المجتمع وفقاً للمذهب الاجتماعي أو الاشتراكي
استناداً إلى ما ثبت في الواقع العملي من مبالغة المذهب الفردي في تقديس إرادة الأفراد و حريتهم , التي أدت إلى نتائج ظالمة بفعل عدم التســاوي بين الأفراد من الناحية الواقعية , ظهر مذهب جديد اعتباراً من منتصف القرن التاسع عشر فرضته ظروف الواقع و بلورته أفكار العديد م الكتاب أمثال كارل ماركس و أنجلز .
فالقرن التاسع عشر شهد اتساع الهوة بين الطبقات , و خاصة بين طبقة أصحاب العمل و طبقة العمال . و أصبح من الواضح أن الحرية والمساواة وفقاً للمنظور الفردي لا معنى لها في ظل الضعف الاقتصادي و الاجتماعي .
أما الأفكار و المبادئ التي ينادي بها المذهب الاجتماعي تتلخص فيما يلي :
أ ـ ينظر إلى الفرد باعتباره جزءاً من الجماعة التي ينتمي إليها , لا مجردإنسان مستقل عن غيره من الأفراد , أو بمعنى آخر ينظر إلى الفرد ككائن اجتماعي ، ففكرة الفرد المنعزل و فكرة الحقوق الذاتية الطبيعية فكرتان خياليتان لا وجود لهما في عالم الواقع .
ب ـ يجعل الغاية من القانون مصلحة الجماعة باعتبارها الهيئة التي تتمثل فيها مصلحة مجموع الأفراد الذين يخضعون لسلطاتها , لأنه إذا تحققت سعادة الجماعة كان في ذلك إسعاد للفرد ، فإذا تعارضت مصلحة الجماعة مع مصلحة الفرد فيجب التضحية بمصلحة الأخير .
و يترتب على الأخذ بالأفكار التي يقوم عليها المذهب الاجتماعي إعطاء القانون دوراً إيجابياً يسـتطيع من خلاله تنظيم علاقات الأفراد و شؤونهم باسم المصلحة العامة .
فعلى سبيل المثال تستطيع الدولة باسم المصلحة العامة أن تتدخل لإقامة مساواة حقيقية بين المتعاقدين , فيضيق بذلك نطاق مبدأ سلطان الإرادة ، مثل إعطاء القاضي سلطة تعديل عقود الإذعان لصالح الطرف الضعيف ، و فرض الكثير من الشروط في عقد العمل لحماية العامل ، و جعل هذه الشروط من النظام العام لا يجوز المسـاس بها …
كما أن الملكية ليست حقاً خاصاً مطلقاً , بل لها وظيفة اقتصادية واجتماعية يمكن تأميمها و نزعها للمصلحة العامة .
ـ مزايا المذهب الاجتماعي :
لا شك أن لهذا المذهب مزايا عديدة منها :
أ ـ إظهار الدور الإيجابي للدولة و القانون في تحقيق المساواة بين الأفراد .
ب ـ لا يمكن إنكار دور المذهب الاجتماعي في الحد من تطرف المذهب الفردي و نتائجه الظالمة , من خلال كبح جماح الأقوياء و تحكمهم في الطبقات الضعيفة .
ج ـ إبرازه أهمية المصلحة العامة .
ـ عيوب المذهب الاجتماعي :
يعاب على هذا المذهب :
1 ) ـ أنه في دأبه لإنقاذ الأفراد من طغيان طبقة منهم على أخرى انتهى إلى إخضاع الأفراد من جديد لاستبداد الدولة , فهو يطلق يد الدولة في كل نواحي النشاط الاجتماعي .
2 ) ـثم أنه ينكر أكثر مما يجب فكرة المنافسة بين الأفراد .
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً