تجريم القانون الإماراتي للإساءة للصحابة رضي الله عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
تواجه المجتمعات اليوم تحديات كثيرة متعددة ، من أخطرها خطاب الإرهاب والتطرف والطائفية والتكفير والخطابات الظلامية الدخيلة بأنواعها ، المتشدد منها والمتسيب ، والتي أدت إلى احتقان المجتمعات ، واحترابها ، وتصارعها ، ونزع سلمها المجتمعي .
ومن أكبر مهددات المجتمعات اليوم :
1- الخطاب الطائفي المتشدد .
2- الخطاب الليبرالي المتسيب .
ومن المخرجات التي تجمع بين الخطابين الظلاميين : الإساءة إلى الصحابة رضي الله عنهم ، إما تحت دعاوى دينية طائفية ، أو تحت دعاوى ليبرالية تتستر بالحرية أو العقلانية أو غيرها ، مما يؤدي إلى نتائج خطيرة على المدى القريب والبعيد ، من استفزاز المجتمعات ، وزرع الاحتقان فيها ، وتهديد سلمها المجتمعي .
وقد حرصت دولة الإمارات على اتخاذ التدابير الوقائية الاستباقية لصيانة أمنها القومي ، وسلمها المجتمعي ، وسد ذرائع كل ما يخل بذلك ، وجهودها في هذا المجال جهود متنوعة مشرقة ، ومنها سن القوانين الرادعة التي تواكب التحديات المعاصرة ، وتحفظ الضروريات الكبرى ، وترسي دعائم الأمن والاستقرار ، وتحقق التعايش السلمي بين مختلف الشرائح ، ومنها قانون مكافحة التمييز والكراهية .
وقد سدَّ قانون مكافحة التمييز والكراهية الطريق أمام المتسترين بالحرية لبث الكراهية والفتن في المجتمع والإضرار باستقراره ، فنصَّ على أنه ” لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي والتعبير لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها ” [ قانون مكافحة التمييز والكراهية / المادة 3 ] .
وذلك يرسخ لأمر مهم جدا لا غنى لأي مجتمع عنه ، وهو الحرية الرشيدة المنضبطة في الرأي والتعبير ، والإعلام المنضبط المسؤول الذي يساهم في استقرار المجتمع لا بالإخلال بأمنه .
وسدَّ قانون مكافحة التمييز والكراهية الطريق أمام الخطابات الظلامية الطائفية والمتسبية بأنواعها ، والتي تمثل خطرا على المجتمع ، ولذلك نص على أمور عدة في هذا الباب ، ومنها ما يلي :
– يعد مرتكبا لجريمة ازدراء الأديان كل من تطاول على أحد الأنبياء أو الرسل أو زوجاتهم أو آلهم أو صحابتهم أو السخرية منهم أو المساس بهم أو الإساءة إليهم [ قانون مكافحة التمييز والكراهية / المادة 4 ] .
– يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن 500 ألف درهم ولا تزيد على مليوني درهم كل من تطاول على أحد الأنبياء أو الرسل أو زوجاتهم أو صحابتهم أو السخرية منهم أو المساس بهم أو الإساءة إليهم بإحدى طرق التعبير أو غيرها أو باستخدام أي من الوسائل [ قانون مكافحة التمييز والكراهية / المادة 5 ] .
ذلك الذي من شأنه تعزيز الخطاب الوسطي التنويري المعتدل ، الذي يعزز الثقافة الإيجابية في المجتمع ، ويحفظ هويته وقيمه وثوابته ، ويصون أمنه واستقراره ، ويدعم تطوره ورقيه وازدهاره ، وينزع فتيل الفتن والشرور .
نسأل الله تعالى أن يحفظ قيادتنا ووطننا ومجتمعنا من كل سوء ، ويديم علينا الأمن والاستقرار والازدهار .
اترك تعليقاً