عوامل نجاح وقوة الدول في العلاقات والمجتمعات الدولية
: العولمة وتطورات العالم المعاصر :
عوامل نجاح وقوة الدولة
مقدمة:
• كثيراً ما تردّد لفظة الدولة الحديثة في الكتابات السياسيّة المعاصرة ولكن ما المقصود بهذه اللفظة وما مقوّمات الدولة الحديثة؟
• قد يجيب بعضنا عن هذا السؤال بقوله إن الدولة الحديثة هي الدولة المعصرة التي تعيش في زماننا متمتّعة بسيادتها واستقلالها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة قائمة ومستقلّة تامّة السيادة لتكون حديثة؟.
• وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي بنت لنفسها نظاماً سياسيّاً مستقرّاً في إطار دستوري حرّ وهل يكفي أن يكون نظامها السياسي مستقراً وأن تكون دولة دستوريّة حتّى تكون دولة حديثة.
• وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي الدولة الغنيّة ذات الثروات الهائلة والتي تستثمرها لصالح شعبها ولكن هل يكفي أن تكون الدولة غنيّة في ثرواتها ومكتفية بذاتها حتى تكون دولة حديثة.
• وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي تستخدم التكنولوجيا العصرية في تسيير مرافقها ولكن هل يكفي أن تستخدم الدولة التكنولوجية لتغدو دولة حديثة؟
• وقد يكون الجواب بأن الدولة الحديثة هي التي يبلغ فيها دخل الفرد مستوى عالياً ولكن هل كل دولة يكون فيها دخل الفرد عالياً تكون دولة حديثة
1 – أرض وموارد مناسبة وكافية للنجاح
2 – يتطلب في أول الأمر انتماء موحد وقوي يوحد الأهداف والطاقات والموارد , وتوفر عوامل بناء دولة المؤسسات والقوانين , والانتماء القوي لا يكفي إذا كان هناك عوامل وظروف معادية كبيرة . لماذا مصر لم تستطع الآن بناء دولة ناجحة مع أن أفرادها لهم انتماء قوي موحد . بينما إيران الآن مثلها,هناك انتماء قوي موحد لغالبية أفرادها , وهي سائرة في بناء دولة ناجحة وقوية .
دولة الولايات المتحدة مثال :
تعتبر دول ناجحة وقوية , ولكنها مؤلفة من ولايات وجماعات وانتماءات متعددة ومختلفة , أي الانتماء القوي للدولة غير محقق من قبل كافة الأفراد أي ليس هناك قومية أو أمة واحدة متماسكة , وهذا يعني أن شرطاً هاماً لنجاح الدولة لم يتحقق , ما تفسير ذلك ؟
في الواقع إن بناء الدولة ذات الدستور والتشريعات والقوانين المناسبة والفعالة والمطبقة على الجميع , قد تم نتيجة جهود وتضحية مؤسسي الدولة . وأصبحت مشكلة تعدد و تضارب الانتماءات مسيطر عليها بالتشريعات والقوانين النافذة . وسوف يظهر تأثير الانتماءات المتضاربة إذا ضعفت سلطة الدولة , وعندها سيحصل انهيار كامل للدولة , كما هو حادث الآن في العراق والصومال ولكن على مستوى أكبر .
3 – بناء أنظمة وتشريعات وقوانين مناسبة ويلتزم الجميع بها , بناء حكومة ومؤسسات المناسبة والفعالة والمتطورة ( السياسية الداخلية ) .
4– نشاط و فاعلية وثقافة ( التعليم ونسبته) وحضارة الأفراد , فمن عوامل نجاح أو فشل الدولة , درجة نشاط وتعليم وثقافة وحضارة الأفراد , والملاحظ بشكل عام أن شعوب الشمال البارد أنشط من شعوب الجنوب الحار . أفريقيا – أمريكا الجنوبية – المكسيك – بعض الدول العربية
5 – قدرات مناسبة وكافية للحماية والدفاع عن الدولة , والمشاركة المناسبة والفعالة مع الدول الأخرى ( السياسية الخارجية ) .
6- عدم وجود عوامل طبيعية معادية , أو أعداء من الخارج
7 – استغلال غيرها من الدول ( استغلال مواردها أو شعبها ) .
عوامل فشل وضعف الدول :
1 – انتماءات متعددة ومتضاربة وصراعات داخلية .
2- أنظمة وحكومة غير مناسبة وعدم قوانين مناسبة ويلتزم الجميع بها .
3 – أرض وموارد غير كافية .
4 – نشاط وثقافة ( التربية والتعليم ) وحضارة الأفراد غير كافية .
5 – ظروف طبيعية غير مناسبة , وأعداء أقوياء من الخارج .
أمثلة على الدول الناجحة وأهم عوامل نجاحها .
الصين الآن : تحقق العوامل النجاح الخمسة , وهي لا تستغل غيرها من الدول .
اليابان : حققت الشروط الأربع , مواردها متواضعة , استغلت في وقت سابق دول أخرى .
إنكلترة : مثل اليابان , مواردها متواضعة واستغلت دول أخرى .
الولايات الأمريكية المتحدة : محققة الشروط الأربعة , الانتماء الموحد القوي غير محقق , فهناك الكثير من الجماعات والانتماءات المختلفة المسيطر عليها بالقوانين والتشريعات , تستغل غيرها من الدول .
النيروج – والسويد – كندا : محققة الشروط الخمسة , لم تستغل غيرها من الدول
ماليزيا : محققة الشروط الأربع , هناك انتماءات متعددة مسيطر عليها , ولم تستغل غيرها من الدول .
ظاهرة سنغافورة – هونغ كونغ – تايوان – الإمارات العربية المتحدة .
أن الشركات والمؤسسات الجبارة التي نشأت نتيجة التطورات الاقتصادية , قد نمت وأصبحت بعضها بنيات تفوق بعض الدول قوة وتأثيراً . تؤثر الآن و تتحكم في الدولة فتجعلها ناجحة أو تجعلها فاشلة , وهونغ كونغ مثال وكذلك دبي أو دولة الإمارات . . . مثال على ذلك .
لماذا نجحت دولة كوريا الجنوبية وفشلت دولة كوريا الشمالية , وكذلك ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية , وكذلك تايوان والصين الشيوعية . مع أنهم شعب واحد , وبنفس الظروف والخصائص انقسم إلى قسمين ؟
في رأيي البعض : هذا كان فقط نتيجة اختلاف أنظمة الحكم , أي اختلاف الدستور والتشريعات والقوانين السائدة ونظم الادارة السائدةهو الذي أدى لذلك.
اترك تعليقاً