حقوق المسنين
رعاية المسنين وحقوقهم من موضوعات الساعة التي تستوجب اهتمام المسئولين والمهتمين بقضايا الخدمة الاجتماعية، فهم جزء لا يتجزأ من وجود كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية. وقد تزايد عدد المسنين في الآونة الأخيرة ، حيث أن نسبة المسنين في المملكة في الوقت الحالي تمثل 7.3 % بعد أن كانت تبلغ 4.8% في عام 2000 ، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة في عام 2025 إلى 8%. وهم يشكلون نسبة مهمة من المجتمعات لها مشاكلها وهمومها وآثارها على المجتمع. و من حقهم علينا أن لا يهملوا أو يتركوا فريسة للضعف والحاجة في آخر حياتهم، بعد أن قدموا كل ما بوسعهم للأخرين و خصوصاً أذا وصل بهم الحال إلى أرذل العمر وبدأت معانتهم مع آلام المرض وتقدم السن.
وقد حثت مبادئ ديننا الحنيف إلى أكرام وحماية حقوق المسنين. لذلك يجب أن نتسأل أولاً ما هي الاحتياجات والمشاكل الاساسية للمسنين من الناحية الطبية والنفسية والاجتماعية وخدمات العناية الشخصية التي يحتاجون إليها لنستطيع تحديد حقوقهم و الوقوف عليها لإيجاد الحلول المناسبة لهم. فاحتياجاتهم تعنى افتقارهم الى حاجة ما سواء كانت احتياج جسمي أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي يترتب عليه شعورهم بالنقص مع شعورهم بأهمية السعي لإشباع هذا الافتقار، مع الاخذ بعين الاعتبار أن لكل منهم احتياجاته الخاصة حسب ظروفه المعيشية الحالية، وطبيعة الظروف التي عاش فيها قبل ان يصل الى هذه مرحلة. فمن أهم المشاكل المؤثرة على المسنين هي المشكلات الاجتماعية، وهي من أكثر المشكلات التي تمنع تكيف المسن مع نفسه والآخرين، بالإضافة الى مشكلة الاكتئاب ومشكلة الملل والسأم وشعور المسن بأنه أصبح كائنا ينتظر الأجل، بلا أهداف، مما يجعله عرضة للاضطرابات النفسية.
لذلك يجب علينا العمل على إيجاد الحلول بداية من دار المسنين و شروط الانضمام لها فقد تم الحد من مسألة القبول في هذه الدور، إذ يأتي أهم شرط من شروط القبول بتلك الدور عدم وجود أقارب للمسن أو المسنة يمكن أن يعتنوا بهم. فهناك من لديهم اقارب و أبناء و أرحام ولكن هم المشكلة الاساسية في حياة المسن وخاصة إذا اساءو التعامل إلية في كبره بعد أن قدم لهم الكثير . ثانياً مشكلة التقاعد وهي من أقسى الأحداث التي يتعرض لها الإنسان، والتي قد تساهم في إصابته بالاضطرابات النفسية. فمن الممكن الاستفادة من خبرة المسنين التي اكتسبوها على مر السنين العملية والبحث عن انماط وأنشطة جديدة يشغلوا من خلالها أوقات فراغهم والاستفادة قدر الإمكان من طاقاتهم.
هذا وبالإضافة إلى أن كبار السن المنشغلين والمشاركين يمكن أن يكونوا مفيدين للمجتمع يعيشون حياة منتجة ومليئة بالإنجازات والنشاط. الشيخوخة جزء طبيعي من النمو الإنساني و لابد من الأيمان بأن كبار السن يمكن أن يخدموا المجتمع بصورة أفضل “حسب نظرية النشاط لتفسير السيسيولوجيا للشيخوخة”.
وأخيراً اتمنى من الدولة الاهتمام اكثر بإنشاء الأندية الخاصة بالمسنين ومراكز الرعاية النهارية بجميع مناطق المملكة، بحيث تكون قريبة من مكان إقامتهم وتتولى تقديم برامج الرعاية الصحية والغذائية والترويحية والتثقيفية للمسنين. وتوجيه الرأي العام نحو مساندة الجهود الحكومية والأهلية الى محاولة توفير المناخ المناسب لهم وتحسين أحوالهم المعيشية وإدماجهم في المجتمع. مع الاهتمام بمشكلات وقت الفراغ وتقديم الخدمات الإرشادية المتخصصة لهم و محاولة والاستفادة من خبراتهم قدر المستطاع كلاً حسب تخصصه.
و الأهم هو العمل على تشجيع المسن على تقبل مشكلاته وتعزيز ثقته بنفسه و إعطائه الإحساس بأهميته في المجتمع، بالإضافة إلى وضع البرامج التي تمكن انخراط المسن فيها وابراز ما لديه من خبرات وذلك لأثبات أنه مازال قادرا على العطاء أي” لايزال حي”.
المحامية سمر الحيسوني – إدارة التدريب والتطوير ، برنامج الأمان الأسري الوطني
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً