قراءة في قانون العيد بالمملكة العربية السعودية

«قانون العيد وجوهره»
منصور الزغيبي
من أجمل الأيام هي أيام العيد؛ لأن جوهرها الأساسي قائم على تحرير الذات من الأحزان، وكل ما هو متصل ونابع من المشاعر السلبية، وباعث على إظهار مشاعر الفرح، وكسب مودة الآخرين، وإدخال السرور على الصغار قبل الكبار؛ خروجاً عن النمط الروتيني في طريقة التعامل مع القريبين وغيرهم. وذلك القانون الأول.

والقانون الثاني الذي لا يقل عن القانون الأول أهمية، تجديد العلاقات وتوثيقها وبنائها من جديد؛ لتعميق المحبة والصلة والتسامح، وهذا الشيء يكون بداية من الأسرة الصغيرة، ثم الأسرة الكبيرة، والجيران، والأصدقاء، وكل من نستطيع أن نتواصل معه، والسعي في معالجة الجروح، وترميم التصدعات، والتأكيد على معاني الوحدة، والتكامل، والتعاون على البر والتقوى، وكل ما يخدم الإنسان والوطن، ويحقق مقاصد الشريعة، ولا سيما نحن نمر في مرحلة صعبة، تحتاج إلى تضامن ووعي ناضج، واتحاد وتجاهل للخلافات الثانوية، والتركيز على المسائل الأساسية التي تكون في صالح الإنسان والوطن، بذلك المجتمع يزداد تحصيناً ومتانةً بإذن الله ضد الشرور، ومحاولات أصحاب النفوس الضعيفة، والضمائر الميتة، والأعداء قوتهم تكمن في انشغالنا في خلافاتنا، وضعفهم في اتحادنا والعمل على الارتقاء بواقعنا على جميع المستويات. إن من أهم مقاصد الشريعة بهذه المناسبة إعادة الاتحاد بين المسلمين، والتعاون على البر والتقوى.

خلاصة القول، إن العيد مناسبة عظيمة من خلاله ترمم الجروح، وتعيد شيئاً من التوازن للنفوس، وفرصة لبث الحب وتطهير القلوب من جميع أشكال الخلافات السلبية، فهي مناسبة يجب استثمارها على أفضل وجه ممكن، والحرص على صناعة التأثير الإيجابي وتجاهل كل ما هو سلبي.

إن أكثر الناس سعادةً وتوازناً نفسياً واستقراراً، ويحققون النجاح في معظم شؤون الحياة، ويحضون بالقبول الاجتماعي، هم من يملكون قلوب نقية وضمائر طاهرة، فحصانتهم الذاتية تؤثر ولا تتأثر بشكل سلبي، وتستسلم للواقع ومنطقه المريض الذي يغتال كرامة الإنسان وجماله، ويجعل منهم أشبه ما يكون وحوشاً شرسة لا تحكمهم قيم وآداب. إن العيد ثورة؛ لإحياء مشاعر الحب الطاهر والسامي، والفرح والسرور، ولتعزيز معاني وقيم الوحدة والاتحاد والتعاون.

وثورة ضد الكراهية والأحزان وبلادة الأحاسيس، والاستسلام للمشاعر السلبية، والواقع السيئ، وتزييف المعاني والقيم.

 

إعادة نشر بواسطة محاماة نت

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.