قراءة في الإنتخابات الليبية
ماهى الانتخابات ؟ وما هى شروطها ؟ وماهى الكيفية التى تتم بها ؟ اسئلة كثيرة وجدت نفسى محاصر بها اثناء نقاش دار بينى و بين مجموعة من الاشخاص اثناء تواجدنا باحد مراكز الاقتراع بطرابلس اليوم , ودلك بمناسبة أول انتخابات برلمانية تشهدها ليبيا فى عهدها الجديد , اى بعد مايزيد
عن اربعة عهود و نيف .
لقد لاحظت ان اغلب الحاضرين لا يعرفوا تاريخنا البرلمانى , ودلك بحكم انهم من الدين ولدوا بعد اسقاط النظام الملكى واعلان النظام الجمهورى فى1969 والدى التفت عن البرلمان الملكى وقام بحله , وكدلك الغاء الأحزاب واعتبارها ممنوعة قانونا , ودلك تحت شعار ( من تحزب خان ) .
وايضا لم يدرسوا هدا التاريخ , ودلك للتعتيم الدى فرض عليه من النظام السابق, وكدلك لعدم وجود المراجع التى تشير اليه بالمكتبات الليبية , وكدلك لالغاء الدستورالملكى وعدم وضع دستور جديد مكانة طيلة الأربع عقود .
ولفرض ثقافة جديدة لا تعترف بالانتخابات ولا البرلمانات ولا المجالس النيابية ولا الاحزاب , وانما تنادى باشكال سياسية جديدة لا يوجد مثيل لها فى العالم , وظهرت مصطلحات اعتبرت ليبية صرفه فى علم القانون الدستورى , ومن بينها مصطلح جماهيرية ,و مصطلح التصعيد , ومصطلح امين وامانة , ولجنة شعبية بجميع مستوياتها من نوعية وعامة , ومحليه ,وعلى مستوى الشعبية , ..الى العديد من تلك المصطلحات والتى لم يفهمها جل رجال السياسة والقانون الدستورى فى العالم .
ان ما شهدته الساحة الليبية اليوم بمثابة عرس , وانا اتحدث كشاهد عيان عن ما شاهدته بأم عينى بطرابلس , حيث خرج الكل للمشاركة , رجال ونساء
وحتى العجائز , والمقعدين , اٍصروا على تاكيد حضورهم وممارسة حقهم الأنتخابى , والمشاركة فى بناء الدولة الجديدة , وحرص الجميع على عدم
تضييع هذة الفرصة الذهبية , ودلك لاٍنها ليست بمنحه تفضل بها اليهم ملك أو رئيس , بل هى حق فرضه الليبيين بالقوة , و سقط فى سبيل تحقيقه
آلاف الشباب , والذين سقطوا من اجل هذة اللحظة التاريخية , لحظة اٍعادة الحياة الدستورية للبلاد .
ووفاءا لهذة الدماء الزكية الطاهرة , والتى روت سهول ووديان وجبال ليبيا , خرج الجميع لاقامة العرس الانتخابى , والأمل يحدوهم فى بناء دولتهم الجديدة , و القائمة على الدستور والقانون .
ومن الملاحظ على هذة التجربة الأنتخابية الجديدة فى ليبيا , انها تعاملت ببساطة مع اهم المبادى الدستورية , ولم تثقل كاهل المواطن الليبي البسيط , والدى لم يعتاد على هذة الأجواء الأنتخابية , بالاشكاليات المعقدة والنقاشات الفكرية الأكاديمية .
وقد تميزت التجربة الانتخابية الليبية الوليدة بما يلى :-
اولا :- فتحت المجال لجميع الليبيين , وبدون استثناء لممارسة حقهم الانتخابى , ولم يتم اقصاء اى مجموعة من ممارسة هذا الحق .
ثانيا :- تم تبسيط الاجراءات الأدارية اللازمة للقيد فى جداول الأنتخاب ودلك امام المواطنين .
ثالثا :- اعطاء الحرية للمواطن فى اٍختيار الموطن الأنتخابى بالنسبة له , و لم يتم الزامه بموطن محدد , وكل دلك تبسيطا للاجراءات امام المواطنين , وتسهيلا لهم للقيام بالعملية الأنتخابية.
رابعا : – اٍتخاد كافة الاجراءات اللازمة , و التى من شأنها جعل الانتخاب سريا ويتم بصورة شخصية , بحيث يمارس المواطن العملية الأنتخابية
بنفسه , مع اٍعطاء ذوى الحاجات الخاصة مكنة من القيام بحقهم الانتخابى بتقديم المعاونة لهم , ودلك تحت رقابة اللجنة المشرفة .
خامسا :- تركت الانتخابات اختيارية , ولم يتم اٍجبار احد على المشاركة فيها , ودلك لجعل المواطن يشعر باٍنه حر فى توجهاته , فمن يريد المواطنه الكامله عليه ان يمارس حقه الانتخابى , ومن يريد ان يعيش على ذكريات الماضى , فامامه الاطلال يتباكى عليها ,
وسيكون عندئد ساقط قيد سياسي .
ان الأقبال الشعبى على الأنتخابات والدى تم وبتلقائية من كافة المواطنين , تاكيدا على الرغبة التى تحدو جميع الليبيين ,
فى بناء دولتهم الجديدة على اسس دستورية , ومبادى قانونية , رغم محاولات البعض باٍفشال التجربة ,
الا ان الجموع التى خرجت وسكبت دماء الثورة والتغيير , اٍنجحت التجربة ووقفت امام تلك المحاولات اليائسة .
اترك تعليقاً