رسوم المرافقين في المملكة العربية السعودية
التعريف بمعانات مواليد المملكة العربية السعودية – هم الذين ولدوا في المملكة – أمر بات محتوم على كل شخص عنده معرفة بمعاناتهم ، وخصوصا في بلاد الغرب لأني أتوقع أن تشهد الفترة القادمة قوافل من الهجرات الجماعية لهذه الفئة ، فحكومة آل سعود المدعية لتحكيم شرع الله والسير على منهج نبي الإسلام -محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم – تفرض عليهم قوانين جائرة لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، وتخالف مبادئ وقيم حقوق الإنسان التي أقرتها القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
ومن هذه القوانين رسوم المرافقين التي تم إقرارها وبدأ العمل بها من أيام ، وهي داخلة في أنواع المكوس التي تفرضها هذه الحكومة على المقيمين عندها والمكوس محرمة في الإسلام الذي يخدعون الناس بسمه.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تم فرض هذه الرسوم أو ماهو المقصد من فرضها ؟
فأقول من خلال متابعتي للأحداث في المملكة تبين لي أن هذا السلوك هو نوع من أنواع السياسة الغاشمة الذي يُبين غشامة صاحبه في السياسة .
والمقصود منه إنهاك وإرهاق الناس وإتعابهم أكثر فأكثر حتى ما يفكروا بشيء غير ظروفهم المادية ويصبح هم الواحد مأكله ومشربه ، وكيف يُأمنُ مبلغ سداد هذه الرسوم ودفع أجرة السكن السنوية إذا كان ممن يسكن الأجار ، وهذا أنا أسمه سياسة التجهيل والتفقير من أجل الإلهاء والسيطرة المستمرّة.
وينتج من هذه السياسة زيادة جهل و فقر الكثير من الأسر المقيمة في المملكة لأن الغالبية من هذه الأسر هم ناس ممن هاجر أجدادهم إلى المملكة منذ أن كانت صحراء قاحلة وكانت الناس تسكن الخيام والعُشش وبيوت الطين ، وكان الملك -عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يجمع الصدقات من الهند والصومال والسودان ويفرقها على رعايه ويستقدم مدرسين من مصر يعلمون رعايه التابعين له القراءة والكتابة بجانب تعليمهم للمنهج الوهابي الذي كان يتولى تعليمه محمد بن عبد الوهاب أوتلاميذه .
وقد شارك أجداد الكثير من هذه الأسر في نهضة البلد حتى صار إلى ما صار إليه الآن – وإن كان مازال يوجد بعض أثار التخلف والجهل في بعض مناطق المملكة فهذه سياسة آل سعود الغاشمة- والبعض من هذه الأسر تحصل على الجنسية السعودية والبعض الأخر تحصل على الإقامة والبعض لم يتحصل على الجنسية ولا الإقامة ، والحديث عن أولئك الذين تحصلوا على الإقامة – الذين ما تحصلوا على الجنسية ولا الإقامة هؤلاء وضعهم صعب جداً- وهم من جنسيات شتى عربية وعجمية ، والأجيال القادمة من هذه الأسرهي المستهدفة في المقام الأول من فرض هذه الرسوم بسبب إنتشار الوعي عن طريق التلفاز والسيتلايت ووسائل التواصل الإجتماعي وغيرها من طرق المعرفة والعلم .
فالحكومة تخاف من هذه الأجيال القادمة أن تطالب بتحسين أوضاعها وربما تطالب بالديمقراطية – العدو الأكبر لهذه الحكومة الغاشمة والكهنة من رجال الدين التابعين لها- أو على الأقل الملكية الدستورية ( عدوة بعض أصحاب الإمتيازات من أسرة آل سعود وعبيدهم من شيوخ قبائل جهلة – أو يطالبوا بزيادة فرص تعليمهم الجامعي ويسمح لهم بدراسة بعض المجالات والتخصصات الممنوعة على من قبلهم : مثل الطب والهندسة وغيرهم من المجالات العلمية التي كانت ممنوعة على أبناء المقيمين الذين يحملون الإقامة خشية تفوقهم على غيرهم من أقرانهم والمنافسة في ميدان العمل ؛ وهذا هو الجهل في أعلى مراتبه لدى هذه الحكومة الغاشمة.
وأعود لحديثي فأقول إن هذه الرسوم المفروضة سوف تنهك وترهق الكثير من الأسر ويطر بعض أولياء أمور هذه الأسر إلى فصل بعض أبنائه من المدرسة وإقحامهم في ميدان العمل
” في السوق الأسود لأن مكتوب في إقامة هؤلاء الإبناء غير مصرح لهم بالعمل”
وينتج من هذا أن ينشأ جيلٌ من الناس عديمي أو قليلي التحصيل العلمي-هذا إن كان قد تعلموا في المدرسة أصلا حيث إن الكثير من المدارس الحكومية إذا كان فيها نسبة كثيرة من أبناء هذه الأسر المقيمة أو الأجنبية كما يسمونهم يهملون تعليمهم بشكل جيد وممتاز فتجد في الحصة المدرس بدل أن يعطي درس في المقرر يجلس ويتحدث مع الطلاب في كرة القدم أو الغناء أو أي حديث يضيع الوقت وتنتهي الحصة ، وأحيانا يعينون لهم مدرسين غير متقنين فلا يستفيدون منهم بحال من الأحوال .
والهدف من هذا كله إنشاء جيل من الطبقة الكادحة الغير متعلمة تُستغلُ في الأعمال الشاقة بأدن الأجور وأتفه الحقوق – يعني إنسان مستحمر لا يعي حقوقه تجاه مستخدمه – وهذا يعني المزيد من التميز والطبقية في هذه البلاد بصورة أشد وأقبح من كل وقت مضى .
وأيضا من الأثار السلبية نتيجة فرض هذه الرسوم سوف تتفش الكثير من الأمراض النفسية والعضوية – مثل الضغط والسكر والقلب – في أوساط الناس الكبار والصغار- وهذه أمور مقصودة -لأن أسباب الفقر والتخلف والتهميش سوف تزداد وهذا يحز في نفس الإنسان ويسبب له قلق والشعور بالضيم ويصبح دائما مهموم وربما تولد عنده نوع من الكره للمجتمع من حوله وغير ذلك من الأثار السلبية التي يولدها الظلم الإجتماعي .
والإسلام الذي يخدعون الناس بسمه يحرم أي سبب يسبب موت الإنسان بدون وجه حق أو يسبب له ضرر في جسمه وينقص عليه سعادته في الحياة فلا أدري إلى متى يظل الناس مخدوعين بهذه الحكومة التي تخدعهم بِسْم الإسلام .
المجتمعات الإنسانية التي تحكمها القوانين العادلة وتحترم قيمة وحقوق الإنسان ترفض هذا النوع من أنواع السياسة التي تستحمر الناس وتؤدي إلى هلاكهم وانقراضهم.
وأيضا من سلبيات هذه الرسوم أنها سوف تكون سببٌ لإنحراف الكثير من أبناء هذه الأسر المقيمة لأن رب الأسرة قد يعجز -بل حتى الكفيل قد يعجز- عن سداد هذه الرسوم وتتعطل الإقامة ، فتتشتت الأسرة فيسقط بعض الأبناء في وحل المخدرات والمسكرات والسرقة والشحات على الطرقات ويزداد الأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج ، وغير ذلك من طرق الإنحراف ودنأت الأخلاق ، وهذه كلها أمور تريدها هذه الحكومة أن تكثر وتدوم بين الناس من أجل السيطرة عليهم والإستبداد بهم .
وقد يقول إنسان هذه السياسة والأمور كلها موجدة من قديم ولا أمل لإصلاحها أو معالجتها لأن الحكومة تريد بقأها واستمرارها ، وإنما هي الآن تزداد بشكل أفظع والنَّاس لا تملك قوة التغير ، وحالهم كحال الجائع الذي فرض عليه الجوع وأصبح همه ؛ وجسمه لا يقوى على الحركة والموت منه قريب في كل الأحوال سواء تحرك أو لم يتحرك .
معنى هذا أن الناس لا تقوى على الثورة لأنها منهكة والمعانات سوف تطول جيل بعد جيل – وهذا من أعظم مقاصد هذه السياسة – والحل الأمثل هو الهجرة من هذه البلاد ، وهذا أيضا مطلب من مطالب هذه الحكومة من أجل تقليل عدد هذه الفئة من الناس ، وهي إذا رأت أن الكثير قد هاجروا ووصل عددهم ( لمقدار معين) سوف تمنع الباقين من الهجرة بطريقة من الطرق من أجل بقائهم والمحافظة عليهم واستخدامهم في المصالح التي تعود بالنفع لهذه الحكومة المستبدة دون أن يكون في صالحهم هم شي .
وهذه قمة في الحقارة وقمة في انتهاك حق الإنسان تمارسه هذه الحكومة الجائرة المستبدة يتوجب على هيئات حقوق الإنسان الدولية والعالمية وهيئة أمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترى وفرنسا وألمانيا وكندا وغيرهم من الدول التي ترعى حقوق الإنسان وتدعم قيم الحرية والعدل والمساواة أن يكون لهم موقف حازم تجاه هذه السياسة الغاشمة ، وأيضا نطالب كل أحرار العالم بالإنتفاضة والوقف في وجه الظلم الصادر من كل ظالم غاشم .
محمد صالح هوساوي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً