شروط استخراج صك ولاية للمطلقة
الولاية هى نوع من السلطة الشرعية أو القانونية التي تمنح أو تعطى لشخص حتى يقوم بإدارة شؤون شخص آخر، ولا خلاف بين المعني اللغوي والاصطلاحي لكلمة الولاية إذا نجدهم منسجمين، فالولاية لغويًا تعني القرب أو الدنو من الشئ وعادة عندما يقوم شخص بالولاية على آخر فإنه يجب أن يكون قريبًا منه حتى يتولى أموره ويدير شؤونه.
الولاية على المرأة في الإسلام
جاءت الشريعة الإسلامية دائما بما يحفظ الحقوق لجميع مكونات المجتمع سواء كان الرجل أو المرأة أو الطفل أو الشباب وكبار السن حتى الحيوانات لم تخلو الشريعة الإسلامية من وضع نظام للمحافظة على حقوقها.
يوجد في الشرعة الإسلامية ما يعرف بولاية الرجل على المرأة أو ما يسمى بالقوامة حيث كان الرجال قوامين على النساء، وقد جاءت أو منحت تلك الولاية للرجال بناء على أن المرأة غالبًا ذات بنية جسدية ضعيفة كما أنها انفعالية أي تتحكم فيها العواطف والانفعالات بشكل أكبر من الرجال، إلى جانب أن المتعارف عليه أن الرجال هم من يعملون ويأتون بالمال للإنفاق على الأسرة أو المنزل.
لم تعطى تلك القوامة أو الولاية بشكل مطلق وإنما وضعت في إطار أو وضعت لها ضوابط تتم في إطارها وإلا سقطت تلك القوامة والتي تتمثل في:
القوامة في إطار من الشورى.
أن لا يكون هناك إكراه في أمور الدين.
عدم المساس بمال المرأة الخاص إلا برضاها.
وبشكل عام في الكثير من المجتمعات التي تصنف كمجتمعات إسلامية يتم تطبيق مفهوم القوامة أو الولاية للأسف بشكل خاطئ، مما يشوه العلاقات ويدفع إلى ظهور العديد من حالات هرب الأبناء من أسرهم وبخاصة البنات، فهن الأكثر عرضة لتطبيق المفاهيم الخطأ، كما يمكن أن يؤدي إلى ظهور أبناء مصابون بالعقوق للآباء وغيرها الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تضرب بمجتمعاتنا في السنوات الاخيرة.
ما المقصود بصك الولاية
معروف بأن الولي الجبري أو الأصلي هو الأب وفي حال عدم وجود الأب لأي سبب من الأسباب أو أن الأب بحالة عقلية غير مؤهلة فهنا يتم تعيين أو تخصيص ولي، ويمنح صك الولاية للقصر وهم من لم يبلغوا سن الرشد وهو في المملكة عند سن الخامسة عشر، أو لمن تنطبق عليهم شروط القاصر وهم المجنون والمعتوه والسفيه والمفقود والجنين، أما من لا تنطبق عليهم تلك الحالات فلا يمكن إصدار صك ولاية لهم.
الفرق بين صك الولاية وصك الإعالة وصك وكالة
صك الولاية يصدر لمن هم أقل من خمسة عشر عامًا أو من هم غير كاملي الأهلية فهم بحاجة لولي أو وصي.
أما صك الإعالة فهو عبارة عن طلب يقوم بتقديمه من يتولى الإنفاق على أسرة مع تقديم ما يثبت ذلك للمحكمة حتى يمكن تخصيص مبلغ له للمساعدة في الإنفاق على أسرته.
أما صك الوكالة فهو يتم منحه من قبل الأب أو الولي المعين من قبل المحكمة للمرافق بخلاف الأب والولي أو الوصي القانوني.
شروط استخراج ولاية للمطلقة
بداية دعونا نوضح نقطة مهمة هنا وهو بناء على ما قاله القاضي الشيخ مطرف البشر وهو القاضي بمحكمة القطيف، حيث أوضح القاضي بأن المرأة تصبح ولية على نفسها بمجرد بلوغها سن الرشد طبقًا للقوانين، وهى هنا لا تحتاج أن تحصل من أي محكمة على صك ولاية والذي من المعروف أنه لا يعطى إلا لمن هم دون الخامسة عشر أو فاقدي الأهلية هذا فيما يخص ولاية المرأة على نفسها.
إلا أن المرأة قد تحتاج الولي في حالة من إثنين :
الأولى هى الزواج إذا تحتاج المرأة عند عقد زواجها إلى ولي وإلى اثنان من الشهود.
عند الزواج تحتاج المرأة طبقًا للشريعة إلى ولي وشاهدين وبالطبع في حال وجود الولي الجبري وهو الأب فهو المسئول عن تلك المهمة، إلا أن المرأة تستطيع إسقاط ولاية الأب عليها عن طريق حكم قضائي في حال قدمت للمحكمة ما يثبت تعرضها للعنف الأسري، مما يجعل المحكمة تنقل حق الولاية إلى أحد الاقارب ليكون وليها في عقد الزواج أو أن المحكمة تتولى المهمة.
الثانية هى استخراج بعض الأوراق الرسمية مثل الحصول على تصريح للسفر أو الهوية الوطنية وغيرها.
إن الجهل ببعض المعاني أو ببعض الأمور يخلق نوع من الخلط بين بعض الأشياء في النظام السعودي، حيث أنه يتم غالبًا الخلط بين الولي والمعرف والمحرم فحتى تستطيع إتمام معاملات مثل التعامل مع البنك فالمرأة بحاجة لمن يؤكد هويتها وهو المحرم أو المعرف، حيث أن البعض لا تمتلكن إثبات هوية وهنا يتضح الفرق بين الأدوار، وينتفي دور المحرم أو المعرف بوجود الأوراق الثبوتية فهى ليست بحاجة لمن يؤكد هويتها.
ولاية المرأة على الأبناء
تستطيع المرأة الحصول على صك ولاية على الأبناء في حالة من ثلاث
الأولى عدم وجود الولي الأصلي أو الجبري وهو الأب بسبب الموت أو الفقد.
الثانية أن يكون الولي الأصلي فاقد للأهلية كأن يكون مجنون أو معتوه أو سفيه أو مفقود أو سيئ السلوك كمتعاطي المخدرات.
الثالثة أن تكون الأم تمتلك صك إعالة على الابناء.
خلاصة هذا الكلام هى أنه يجب أن تعرف كل المعلومات عن ما يخص حقوقك وإلتزاماتك، فبسبب الجهل ظهرت تلك المفاهيم والتعاملات الغير سليمة التي جعلت الكثير من النساء تعيش تحت نير الولاية رغم أنها أصبحت ولية نفسها بمجرد بلوغها سن الرشد دون الحاجة لإثبات سوى إثبات بلوغها للسن.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً