كيفية النجاح في مهنة المحاماة – مقال قانوني

كيف تنجح في رياضة المحاماة؟
فيصل المشوح
المحامي والمستشار القانوني
fisalam @

العامل المهني أشبه مايكون بلاعب كرة القدم داخل المستطيل الأخضر يتنافس مع فريقه أمام غريمه , والمحامي بالذات هو في ميدان رياضي بامتياز تعصف فيه الميزات والمعطيات فتغريه الجماهير والمال والإعلام ولهذا كان السؤال كيف تنجح في رياضة المحاماة ؟ في تقديم نفسك كما يجب ؟ وفي تحقيق أهدافك ؟ وفي تمثيل مهنتك كما يحبها أهلها أن تكون ؟ المحاماة هي عبارة عن لياقة ذهنية وجسمية تمنحك القدرة على مساعدة الآخرين والدفاع عنهم بمقابل أو دون مقابل كما تشاء , وفي هذا الوقت أصبحت أصعب مما كانت عليه فنظام المحاماة الصادر عام 1422 في 43 مادة نظامية ولائحة المحاماة التي صدرت عام 1423 في 41 مادة مفسرة وأخيرا الهيئة الوطنية للمحامين التي صدرت عام 1436 بقرار من مجلس الوزراء جعل من المحاماة ليست مجرد مهنة أو هواية هي صناعة حديثة وفن جديد معقدة بتفاصيلها وبعلاقتها بجميع المجالات هي مهنة لها أنظمتها المحكمة التي لايجوز لممتهنها أن يخرج عن مسارها وأطرها .

يحتاج المحامي إلى موهبته قبل معرفته والموهبة سر من أسرار خلق الله يضعها في بعض عباده فيبرز في فنه ويعلو في شأنه والموهبة تأتي لمن يساعدها على حضورها فيه واستجلابها بين جوانحه . والمحامي يحتاج أن يعرف كيف يتعامل مع القاضي فالقضاة بشر يعتريهم مايعتري غيرهم من الغضب والفرح وفيهم من هو أذكى ومن هو أقل ومن هو ألطف ومن هو أقسى ودراسة المحامي لقاضيه لا تقل أهمية عن دراسته لقضيته . وحتى ينجح المحامي يحتاج أن يعرف كيف يتعامل مع زملاء مهنته فهو يلاقيهم يوميا في المحاكم وممرات التقاضي , كيف يداريهم من دون أن يضر موكله وكيف يعرف أن يروض خصومه منهم , فالمحامين على درجات في النضج والوعي والخلق والذوق .

والمحاماة رياضة تحتاج إلى تعليم مستمر ومعرفة دائمة لجديد الأنظمة واللوائح والتشريعات فالمعلومات تتجدد بشكل أسرع من البرق فهو في جري دائم وسعي حثيث لمعرفة كل مايخدم مهنته وعمله حتى يقوم بمصالح موكليه على أكمل وجه . فالمحاماة مهنة تختلط بالمال والسياسة والحياة الاجتماعية المختلفة وشي من جمالها من علاقتها بكل شي وهذا شيء من صعوبتها أيضا , كما يتوقع من تقابله أنك مكتبة متنقلة يستظل بمعرفتك كل راغب بالاستزادة من ثقافة وتخصص غيره . وتتوسع مهام المحامي ليقرأ عن الإدارة وفنها وطرقها فهو بالأول والأخير مدير لمكتبه وقائد لفريق عمله , أن يعرف عن تنظيم الوقت وقت للكتابة والتأليف ووقت للطعون والمرافعات ووقت لاستقبال الموكلين والسائلين فيسعى أن يتقن حاجات موكليه بقدرته على تحفيز موظفيه وتطويرهم والسعي بهم نحو تحقيق أهدافهم المشتركة .

ينظر الناس للمحامي أنه حصن الحريات وجدار القانون فوقوعه بالخطأ أكبر وحاجته للعناية بنفسه وسمعته تلازمه طيلة حياته , ليسعى أن يكون ممثلا لمهنته بما معه من قيم نبيلة وتمكنّ بفنه واسع وعلوم متنوعة اكتسبها لتحقيق طموحه تجعل من مهمة المحاماة أصعب من غيرها . كما أن جزءا من نجاح المحامي بقدرته على إتقان فن الفتاوى القانونية فهي أهم أعماله فعليه أن يلم بجميع مايرغب المستشير بالسؤال عنه فلا يكتفي بالظاهر وإنما عليه معرفة بواطن الأحداث والحالات والنفوس والتعاملات .

و يعمل بالسعودية أكثر من 3000 آلاف محامي وفي الكويت أكثر من 2000 محامي وفي قطر قرابة 500 محامي أو أكثر وفي البحرين حوالي 2000 محامي وفي الإمارات 1000 محامي تقريبا وفي عمان حوالي 500 محامي وفي مصر 600000 ستمائة ألف محامي مسجل بنقابة المحامين هذه الأعداد مع ماتزفه الجامعات والكليات الشرعية والقانونية تشكل تضخما واضحا في سوق المحاماة والاستشارات ويجعل العمل على جودة عمل المحامي ومهارته وفنه وإتقانه أمرا ضروريا وليس ترفيهيا . ويظل النجاح الكبير بتوفيق الله وملازمة طلب الاستعانة به دائما وأبدا . المشوح

إعادة نشر بواسطة محاماة نت

Share

1 Comment

  1. لمحاماة موهبة وعلم وتدريب عملى . بالإضافة إلى لباقة وشياكة وتنظيم وفن إدارة واصرار.وفوق كل ذلك .. المحاماة رسالة حق وعدل وامانة

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.