كيف تستطيع كتابة خطة بحث علمي في القانون الجنائي
من المتعارف عليه أن لإعداد البحث في مجال القانون الجنائي أهمية واضحة وكبيرة في مختلف وجميع المجالات، ولهذا نجد أن العديد من الدول المتطورة والحديثة بشكل عام، وعدد من المؤسسات التعليمية بشكل خاص، توليه وتعطيه اهتماماً كبيراً، وقد تجعل منه شرطاً أساساً ورئيسياً للحصول على إجازة بالشهادة أو بالدرجة العلمية. وإعداد البحث الجيد، غالباً ما تكون مقاصده وأهدافه هي الوصول إلى أمر مختلف وجديد لم يكن موجوداً ومتوافراً أو الوصول إلى أمر غير متيسر، فليس الهدف الرئيسي منه هو الوصول إلى إذن الوصول للمحتوى المفقود فقط، بل العمل على تيسير الوصول للمحتوى المفقود بآلية واضحة، لهذا يجب أن تكون للبحث مجموعة من الأهداف المحدد، وأن تكون له مجموعة من الأصول العلمية الصحيحة والتي يقوم عليها، وعدد من طرق البحث الدقيقة والتي يعتمد عليها الباحث من خلال كتابته وإعداد لمحتوى البحث، ولذا فإن الباحث لابد وأن يتحلى بمجموعة من الصفات منها:
– الصدق: يعتبر بأن الباحث مطالب بالالتزام بمستوى عالٍ من الصدق والأمانة، وذلك الأمر وخصوصاً عند نقل عدد من آراء الغير من قبل العلماء والباحثين، وهذا الأمر يشعر المختصون بأن له اختلاس وضعف مستوى في تحقيقه.
– الصبر: يعتبر أن الباحث الذي يواجه صعوبات أثناء عمليات البحث وتقصي مختلف أبعاد وتوجهات الموضوع لبحث القانون الجنائي، فلا يستطيع أن يحقق مستوى من الإجادة وكذلك الإفادة في محتوى بحثه إلا إذا كان ذلك الأمر فيه الباحث صبوراً.
الآلية والبناء الهيكلي لمحتوى وتكوين بحث القانون الجنائي:
1. واجهة إعداد بحث القانون الجنائي (المسمى بالغلاف): وهي عبارة عن الصفحة الخارجية في إعداد بحث القانون الجنائي، وهي تضم مجموعة من البيانات التالية المهمة وهي عبارة عن (مكان البحث لتخصص القانون الجنائي والاسم الخاص بباحث القانون الجنائي والكلية والقسم، وعنوان البحث للقانون الجنائي كاملاً، ومن ثم تحديد الجهة المقدم إليها وتاريخ تقديم وعرض بحث القانون الجنائي، وأفضل أن يحدد ماهية الفصل الدراسي وكذلك السنة.
2. صفحة الإهداء أو صفحة الشكر والتقدير: في البحث القانوني بالنسبة لطبيعة ومحتوى الشكر والتقدير، فيعتبر بأن للباحث الخيار في وضع مفهوم الشكر والتقدير في خلال أي وقت، وهو عادة يأخذ صفحة خاصة به ومستقلة. وأول من يقوم الباحث بشكرهم، المؤسسة التي يخضع لها الباحث، ثم اسم الكلية، ثم أسماء الأشخاص الذين قد ساندوه وأعانوه في كتابة وإعداد بحث القانون الجنائي، ثم يشكر العاملين في المكتبات التي تتوافر فيها مراجع بحث القانون الجنائي، وإن كان لهمإسهام في ذلك الأمر، فعلى الباحث أن لا يستخدم العبارات المبالغ فيها في الشكر أو أن يذكر بعض وعدد من الشخصيات التي لم تلعب أي دور في عملية وسير البحث.
3. مقدمة بحث القانون الجنائي: تعتبر المقدمة ضرورية جداً وأساسية لبحث القانون الجنائي فهي التي تعمل على تهيئة القارئ للتفاعل مع محتوى البحث، إذ أنها تشكل المدخل الرئيسي والحقيقي والبوابة الرئيسية له، ويجب أن تسعى خطة بحث القانون الجنائي والذي تعطي تصوراً عن طبيعة البحث في وقت مختلف وقصير، فهي عبارة عن محصلة البحث والعمل ضمن توجهاته، وحيث تقوم بعكس ماهية الصورة الحقيقية عنه وقد تبين ماهية طبيعة البحث وكذلك الباحث، والمقدمة عبارة عن عقد شرعي كما يخبره أحد المتخصصين بين الباحث وبين القارئ. وكما أن المقدمة في بحث القانون الجنائي تحتوي على الآتي في غالب الأمر:
معنى ومفهوم التراكيب المتواجدة في محتوى وصياغة العنوان لغةً واصطلاحاً. تعتبر بأنها مدخل وجيز وبسيط وسريع حول موضوع البحث. وتعبير لأهمية موضوع بحث القانون الجنائي وماهية وسبب اختياره. وبيان وتوضيح لمنهج بحث القانون الجنائي، ومن ثم تحديد المختصرات. وبيان موجز لخطة بحث القانون الجنائي.
4. التمهيد: يكون مستوى وأهمية واستراتيجية التمهيد بين كلاً من مقدمة المبحث، وهو ليس من الضروري في كل ومختلف البحوث، إلا عندما يرى أن الباحث ويعتبر بأن القارئ سيجد فجوة وعمق واضح بين كلاً من المقدمة وكذلك بحث القانون الجنائي، فالتمهيد لابد وأن
يشكل ويكون رابطاً بين كلاً من المقدمة ومن محتوى بحث القانون الجنائي، وأن لا يكون بصورة جديدة وحديثة للمقدمة.
5. الكتابة في محتوى بحث: القانون الجنائي: يعتبر من الأفضل أن يبدأ بحث القانون الجنائي بالكتابة باستعمال قلم الرصاص، وأن يقوم على آلية أن يكتب على سطر وأن يترك السطر الذي يليه، وذلك حتى تسهل عليه عملية وتقنية التصحيح وكذلك عمليات الشطب وعمليات الإضافة، هذا على فرض أنه لا يكتب على إطار جهاز الحاسب الآلي (الكمبيوتر) فإنه لا يحتاج إلى ذلك الأمر. وعلى الباحث أن يقوم بتقسيم بحث القانون الجنائي تقسيماً يتوافق ويتناسب مع طبيعة وحجم البحث، لكي يُيسر ويسهل على القارئ القراءة ومتابعة العمل البحثي في تخصص القانون الجنائي، ويشترط أن يتم تقسيم البحث إلى مجموعة من الأبواب أو الفصول.
وعلينا أن نراعي طبيعة حجم الأبواب عند إجراء التقسيم، فمن الخطأ أن نجعل باباً مكون من مائة وخمسين صفحة مثلاً، والباب الآخر مكون من خمسين صفحة، وهذا يعني أنه في بحث القانون الجنائي يجب أن تكون جميع الأبواب ذات حجم واحد. ويشترط وجود التناسب بين كافة أجزاء البحث وأقسامه. وعلى الباحث عند كتابة وإعداد محتوى البحث بشكله وبصورته النهائية أن يُراعي المنهج الذي قام بوضعه في حيز مقدمة بحث القانون الجنائي، ويتوجب عليه أن يقوم بمراعاة وضع عدد من الفواصل بين مختلف الجمل وكذلك الأمر بالنسبة للنقاط من آخر ونهاية الجملة، واستعمال النقطتين إن أدرا كتابة آية أو حكمة أو حديث.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً