ما هي الدوافع الاقتصادية و الاجتماعية للإرهاب ؟
اسمحوا لي أولا أن أَُبدى سعادتي بالمشاركة في هذا المؤتمر التي تثير في نفسي ثلاثة ظواهر سريعة:
أولا: فكرة المشاركة أي إن هذه المشاركة تعكس رغبة حقيقة في المشاركة الايجابية فيما نعاني منه في بلدنا وغيرة من البلدان.
ثانيا: النشاط الجامعي وازدهاره في بلدنا ممثلة في جامعة الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
ثالثا: أن هناك نسبة عالية من الشباب الواعي تحضر هذا المؤتمر.
في البداية يجب أن نسلم بان هناك الكثير من الدوافع التي تقف وراء الأعمال التي توصف بالإعمال الإرهابية فوجودها لا يعني أننا يمكن تبريره تحت أي مسوغ أخلاقي أو ديني أو قانوني. غير أن هناك دوافع قد تودي إلى نشوء الظاهرة الإرهابية في هذا البلد أو ذاك. دوافع قد توصف بأنها ذات طبيعة موضوعية وتحتاج إلى التفكير فيها ومناقشتها بتروٍ إذا أردنا اجتناث جذور الإرهاب، وخاصة إذا ثبت إن جميع السبل قد سدت أمام إمكانية اللجوء إلى أساليب أخرى كالضغط السياسي للوصول إلى المطالب فمن الممكن أن يقوم بعض المنتمين إليها في اللجوء إلى الأعمال غير المشروعة ولو لمحاولة جذب الانتباه إلى قضيتهم العادلة ومن هنا يصبح على السلطات المختصة في هذا المجتمع إن تراجع نفسها إما الاستجابة إلى مطالب هذه المجموعة المعارضة وإما بإتاحة الفرصة لأعضائها للتعبير عن هذه المطالب بالطرق القانونية والدستورية كتشكيل حزب سياسي أو إصلاح للنظام الانتخابي. إن التخلص من ظاهرة الإرهاب لايمكن إن يتحقق ما لم تتم دراسة دوافع هذه الظاهرة ومنها:
الدوافع الاقتصادية:
اولاً: الاقتصاد.
ربط العلماء بين سوء العامل الاقتصادي والسلوك الإرهابي.وخاصة العالم “ماركس” في كتابة “الايدولوجية الألمانية” ورأى إن الاتجاه الجارف نحو السيطرة على الأرض واستخدام القتل والسرقات كان له الثر في ظهور السلوك الإجرامي وركز على صراع الطبقات والنظم الايدولوجية. وقد اختلفت أراء الدراسيين بين العنف العامل الاقتصادي فقد رأى بعضهم انه كلما تدنى المستوى الاقتصادي كلما ازدادت فرصة ارتكاب الفعل الإرهابي ورفض بعضهم الآخر هذا التفسير، ويرى البعض إن العوامل الاقتصادية تعتبر عوامل مهيأة فقط لها إذا وجد ميل واستعداد إجرامي لذلك حينئذ يمكن إن تتفاعل العوامل الاقتصادية مع الاستعداد الجرمي فيحدث العنف. تعاني المجتمعات العربية من مشكلات الإسكان والديون والبطالة والارتفاع الجنوني في الأسعار وعدم التناسب بينها وبين الأجور ومشكلات الصحة والمواصلات ونشر الصحف لكثير من جرائم الاعتداء على المال العام وانحرافات المسوؤلين, وتهريب الأموال العامة للخارج حيث يوجد نوع من التنفيس عن طاقاتة المكبوسة ويجمع بين الارهابين عموما عنصر الفقر فأكثرهم مقيمون في الأحياء الشعبية والعشوائية ومن لم تتوافر لهم فرص العمل وعدم سهولة فرص السفر, وتدني أجورهم في الداخل بمعنى وجودهم في بيئة غير صحية, يتولد لديهم كراهية والحقد الاجتماعي وتعزز الإجرام (الترتوري وجويحان،2006)
ثانياً: تشجيع بعض القوى الخارجية للإرهاب.
من خلال التناقض الواضح بين ما تقرره وتحض عليه مبادى ما اصطلح على التسمية “الشرعية الدولية ” وبين الواقع والممارسات الفعلية كالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والممارسات التي تنطوي على انتهاكات جسيمة لقوات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني (مركز دراسات الشرق الأوسط، 2003).
ثالثاً: عدم توفر العدالة الاقتصادية.
تبرز عدم توفر العدالة في مجتمع ما من سوء توزيع الثروة مما يجعل التفاوت كبير بين الفقراء والأغنياء. وما يرافق ذلك من تولد مشاعر الإحباط لدى البعض مما يدفع الأفراد للانخراط في صفوف الإرهاب(شريف،1997).
رابعاً: المجتمعات النامية مجتمعات انتقالية.
تحاول هذه المجتمعات أن تستوعب التقدم والتطور في المجتمعات المتقدمة إلا أنها لا تمتلك متطلبات هذا التقدم فتكون مجال للمتناقضات والصراع مما يودي إلى إعاقة عملية التنمية داخل هذه المجتمعات وخلق جماعات داخل بناء هذه المجتمعات تكون ذات ولاء لهذه الايدولوجية الخاصة بالمجتمعات المتقدمة مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الصدام بين الجماعات ذات الانتماء الايدولوجي أو إلى صدام بين هذه الجماعات وسلطة المجتمع ذاته فتصبح تضم عناصر متباينة من الريف والحضر الرأسمالية والاشتراكية. ونتيجة لهذا أصبحت كمثل هذه النماذج الاجتماعية لها إيديولوجيتها الخاصة التي تحكم إنجازها لفعلها ونتيجة لهذا وذلك كان لا بد إن يحدث صدام بين هذه الجماعات التي قد تتباين وجهة نظرها فيما يتعلق بقضية معينة لذلك قيل إن الإرهاب هي ظاهره المجتمع المتخلف في عالم متقدم(الترتوري وجويحان،2006).
تأثير تخلف قوى الإنتاج وعلاقاته بنشوء الإرهاب.
رابعاً: التأثيرات السلبية للكثافة السكانية على الظاهرة. إن كثافة السكان في منطقة من المناطق تزيد أو تنقص حسب وجود الزراعة أو الصناعة، فالأفراد يتركزون في المكان الملائم لطرق عيشهم. تبعا لذلك تتأثر ظاهرة الجريمة بطبيعة المكان فالجريمة في المناطق الجبلية تختلف عنها في مناطق السهول والأودية. فالمناطق الجبلية تزيد الجرائم لصعوبة القبض على مرتكبها وسهولة اختفائة. في حيت يقل ارتكاب الجريمة في الأودية والسهول لان إمكانية القبض على المجرم أمر يسير(خوالدة،2005). ويرى الباحثون أن ارتفاع الجريمة في المدينة عنها في القرية يعود إلى جو المدينة وما يصاحبة من ظروف محيطة تساعد على ذلك، ففي المدينة تزداد جرائم التزوير، والاختلاس، والرشوة، وهتك العرض، وهذه الجرائم تمثل نسبة كبيرة من مجمل الجرائم الواقعة في المدينة، وتقل في جرائم القتل ثاراً، وجرائم إتلاف المزروعات. وان الناس في المدينة غالبا ما يقومون بالتبليغ عن الجرائم بعكس الريف الذين يحاولون إخفاء الجريمة لأسباب تتعلق بطبيعة الحياة الريفية.
خامساً: التحول إلى الاقتصاد الحر دون التراكمات الشرطية. ومن ثم زيادة حجم البطالة لضيق فرص العمل.
سادساً: التعليم الذي لم يعد مشروعا اقتصاديا(شريف،1997).
سادساً: يهدف الإرهاب إلى تدمير اقتصاد الدول المعنية من تدمير لمنشاتها وإثارة الذعر والخوف لدى الأفراد وقد يكون الدافع الاقتصادي هو حاجة الارهابين لابتزاز الفدية ليتمكنوا من تمويل عملياتهم (الترتوري وجويحان،2006).
دوافع الإرهاب الاجتماعية:
يقصد بالدوافع الاجتماعية تلك التي تتعلق بالتكوين الفردي العضوي أو النفسي والدوافع الخارجية المحيطة بالفرد فهي لا تقتصر على الدوافع الداخلية فقط بل تكامل العوامل الداخلية والخارجية قد يفسر سلوك الإنسان. وتتعدد الدوافع الخارجية للسلوك الإرهابي بصيغة عامه وهذه العوامل قد تحيط بالفرد نفسه من حيث تنشئته والبيئة التي يعيش فيها من الأسرة والدراسة الجامعية والعمل وجوانب الحياة الأخرى وقد تكون هذه الدوافع على مستوى الدولة من حيث ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها كما قد تكون هذه العوامل ذات صبغة دولية, حيث تتأثر الدول وشعوبها بمجمل الظروف العالمية التي يمر بها المجتمع الدولي, وان هذه الدوافع قد تدفع وتغذي الميل نحو الإرهاب, فالإرهاب لا يرجع إلى عامل واحد ولكن تضافر مجموعة من العوامل منها:
اولاً: فقدان الثقة في النظام الاجتماعي القائم على الفروق الشاسعة بين الطبقات أدى إلى انهيار قيمة العمل لأنه لم يعد هو مصدر الثروة ولا مصدر الهيئة والاحترام.وإنما أصبحت الطرق غير المشروعة هي التي تجلب الثراء وأصبح العمل غير مقترن بحسن الجزاء. إن الشاب اليوم مصاب بحالة يأس من إصلاح حاله عن طريق مشروع ما بمعنى عندما يأتي الشاب ويجد أناسا يأخذون ملايين الدولارات من البنوك وتهرب وأناس يستقدمون مواد سامه ويطرحوها في الأسواق على أنها مواد غذائية, ولا يوجد صور لمعالجة الفساد بالعقاب الرادع, ويعجز الشاب عن تكوين أسرة وتجد شخصا ينفق في ليلة واحده أو في ملهى ليلي ينفق ما تنفقه عائلة في شهر هذا هو الإحساس بالظلم, أي ظلم بعد ذلك؟؟. لاشك إن هذه الأشياء تدفع بعض الشباب بسلوك طريق غير صحيح, مما اعتنق الإرهاب ورأى أن المجتمع يجب أن يحارب حتى إن الشاب يكفر المجتمع..ولكن لماذا يكفر الشاب المجتمع؟؟ الجوع كافر والذي كفره هذا الظلم الاجتماعي وهذا التباين بين الطبقات وهذه ظاهره يفترض أن نبحثها ونبحث عن علاج لها(عبد المقصود،1988).
ثانياً: انعدام التشاور والاتصال الاجتماعي بين طبقات المجتمع، بمكن إن يسيطر الإرهاب على الحياة الإنسانية بكل مقوماتها السياسية والاجتماعية، فتبدأ الحياة الاجتماعية بفعل اجتماعي “Action” يصدر من شخص معين يتولد رد فعل “Reaction” من شخص آخر ويطلق على التأثير التبادل بينهما اصطلاح التفاعل”Inter reaction” “إن العمليات الإرهابية تسمى العمليات الممزقةDissociative” ” أو الهدامة”Destructive” أو السلبية”Negative”” وهي التي تودي إلى التنافر بين الأفراد والجماعات وإضعاف الروابط والعلاقات الاجتماعية وهي التي تندرج تحتها العديد من العمليات الجزئية كالمنافسة والصراع والتنافس والقهر، وان مثل هذه العمليات لها نتائج سلبية كالصراع والتنافس
والطبقية مما يضاعف فرص إنتاج بيئة خصبة للإرهاب والعنف وفقدان التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الايجابي وقد وجدت عدة دوافع للأضرار بالآخرين.
ثالثاً: الصراع الشخصي: وهو ما نراه عندما يكره شخصان احدهما الأخر وقد يكون لهذه الكراهية سبب واضح وقد لا يكون وقد تنقلب هذه الكراهية إلى صراع يظهر تدريجيا على شكل ادعاءات أو تبادل الشتائم ثم التهديد وقد تنتهي بالاشتباك.
رابعاً: الصراع السياسي: وهو إما أن يكون قوميا أو دوليا والأول يبدو واضحا في الصراع بين الأحزاب السياسية من شتائم أو عنف أو مهاجمة أماكن الاجتماعات.
خامساً: الصراع الطبقي: وهذا النوع من الصراع نتيجة لشعور إحدى الجماعات أنها أرقى من الأخرى فتحاول السيطرة عليها لتحقيق مصلحة وطنية قد تكون نفوذا اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا ويمكن أن نمثل لهذا النوع من الصراع بموقف الطبقة الرأسمالية من الطبقة العاملة ومحاولة استغلالها وما يقوم نتيجة ذلك من الاضطرابات أو الثروات.
سادساً: الصداع الديني: هو شكل من أشكال الصداع عرفته المجتمعات الإنسانية فعند أقدم العصور ولا تزال تعرفه إلى اليوم ولقد تطور الصداع الديني إلى ما يسمى بالإرهاب.
سابعاً: الصداع الجنسي: يحدث بين الجماعات عندما تتصل الأجناس المختلفة بعضها ببعض وما يصاحب هذا الاتصال من وضوح الاختلافات بينها مثل الصفات الجسمية تكوين البشرة وغيرها كالصراع من السود والبيض وينتج خلخلة في المجتمع الواحد.
ّّ***يرى فرويد أن علاقة التوتر بين الدوافع والرغبات الفردية من جهة والمتطلبات الاجتماعية الثقافية والمجتمع الكلي من جهة أخرى وهذا احد الدوافع الأساسية في التشكيل الجماعات الإرهابية والتنظيمات السرية داخل المجتمع.
_ يرى البعض أن الفرد ما هو إلا دمية يحرك خيوطها المجتمع. “دور كايم” ويعترف أصحاب هذه النظرية بأن الأسباب الاجتماعية سواء كان واحد منها بمفرده أو جميعها كأسباب متشابكة ومتداخلة وكلها تعمل بأقدار متفاوتة وتوتر أثارا مختلفة وقد يقوي أثرها في شخص ويضعف أخر ولكنها في النهاية لها أثارها القوية، ومن هذه الأسباب ما هو تعليمي ومنها ما هو اسري أو جماعة أصدقاء أوديني أو اقتصادي أو سياسي أو مكاني.
ثامناً: الأسرة.
تبين من خلال دراسات معينة إن هناك علاقة بين الحالة الاجتماعية ومعدلات الإرهاب فتبين إن أعلى معدل للإرهاب بين العزاب حيث بلغت النسبة%50 وقد ظهرت في الأسر الصغيرة والتي تتسم بالتفكك كالانفصال والطلاق والاغتراب بالنسبة للأب وإلام والابن والابنة عن النفس وعن الأسرة وعن الوطن.
– كذلك غياب دور الأب سواء لانخراط في معترك الحياة وقسوتها أو عمله في أكثر من مهنة كي يحصل على عائد مادي أفضل بالإضافة إلى عمالة ألام أو هجرة احد الوالدين إلى خرج وطنه, وتأخر سبب الزواج والمشاكل العاطفية كالفراغ العاطفي داخل الأسرة, وعلى صعوبة المجتمع ككل زالت مشاعر الاحترام والمسؤولية في الأسرة.
– التدليل الزائد من الأبوين أو المشاجرات بسنهما جعل القيم المادية تطغي على القيم الزوجية والمعنوية وفقدت الأسرة لغة التفاهم والتفاعل الحر الواعي والتواصل الفكري والديني والقدرة على مواجهة المشكلات وتقديم الحلول لها، وعدم مشاركة الجنسين في اتخاذ القرار داخل الأسرة, ساهم في خلق الغزو الإرهابي. وقد وجد إن هناك علاقة بين الظروف الأسرية والإرهاب وخاصة الأفراد الذين يعمل رب الأسرة خارج البيت طوال النهار حيث تقل الرعاية والاهتمام .
تاسعاً: جماعة الأصدقاء.
تبين من خلال الدراسات التي أجريت إن الأصدقاء من أهم العوامل التي تودي بالفرد إلى الانخراط في جماعات التطرف والإرهاب .
عاشراً: التعليم.
يودي المستوى التعليمي دورا هاما في ارتكاب الجريمة فقد دلت بعض الدراسات التي أجريت على إن الجريمة تزداد عند ألاميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولكن العلماء لم يتفقوا على تحديد العلاقة بين العلم والجريمة…حيث يرى بعضهم أن الجريمة والتعليم وان كل مدرسة يتم فتحها يقابلها إغلاق سجن من السجون. فالشخص المتعلم تتكون لدية مجموعة من القيم العليا تقوي نفسه ويرى البعض إن ارتفاع التعليم يزيد من الجريمة. والبعض بنفي العلاقة بين التعليم والجريمة على الجهتين نخلص إلى القول حسب الدراسات التي أجريت أن هناك ارتباطا وثيقا بين المستوى التعليمي وبين العمل الإرهابي فكلما قل مستوى التعليم كلما زادت فرص العمل الإرهابي عند الشخص (الترتوري و وجويحان،2006).
الحادي عشر: رفض القيم الاجتماعية الحاكمة للبيئة.
– رفض”العوامل الاجتماعية المسببة للإرهاب ” يرجع اهمية الدوافع الاجتماعية في ظاهرة أو وصف المتمسكين بالتقاليد بالتخلف والقصور عن مجاراة العصر، مما يحدث خلل في الجسد الاجتماعي فيكون عرضة للهزات الاجتماعية التي قد تدفع بعض فئاته إلى سلوك طريقه للإرهاب والعزلة التي يعيشها بعض الشباب في مجتمعة واختفاء القدرة والمثل الأعلى بالنسبة لغالبيتهم وعدم الترابط والتناسق بين أساليب الضبط الاجتماعي.وعدم الاهتمام وإهمال مشاكل الشباب والحرمان الاجتماعي أو بطء التقدم في العلاقات الاجتماعية يودي إلى عدم قدرة المجتمع على استيعاب بعض الفئات استيعاب كاملا مما يودي إلى فرض نوع من العزلة على تلك الفئات وشعورها بالتهميش فتلجا إلى تشكيل جماعات الإرهاب. بالإضافة إلى ضعف المدرسة باعتبارها الموسسة الاجتماعية التربوية بعد الاسره. وضعف دور الموسسة الدينية عن الساحة التربوية والاجتماعية وغياب المشروعات الحضارية عن بعض الدول بعدم الطريق أمام طاقات أفراد المجتمع في العمل مما يعرضهم للفساد الفكري.
الثاني عشر: العادات والتقاليد.
إن لثقافة المجتمع المميزة له وما يتضمنه من عادات وتقاليد له صلة وثيقة بشخصيات من يعيشون في إطارها فثقافة المجتمع تؤثر في طرائق تفكيرهم وتعبيراتهم الانفعالية وفيما يتعلمون من معايير المباح والمحظور، العدل والظلم، لهذا عندما يكون تعاطي بعض المخدرات مقبولا في ثقافة بعض المجتمعات يفسح المجال لانتشار التعاطي وما يترتب عليه من أنواع الجرائم والانحرافات(الترتوري وجويحان،2006).
الثالث عشر: الجنس.
تشير الدراسات إلى أن الذكور أكثر ارتكابا للجريمة من الإناث . أخذ العلماء الجنس بعين الاعتبار في دراساتهم المتعلقة بالجريمة وأشاروا إلى أن إجرام المراة يختلف كما عن إجرام الرجل وانه اقل نسبة من إجرام الرجل. كذلك يبدو من خلال مقارنة الجريمة لدى الجنسين أن معدلات جرائم الذكور أعلى بكثير من معدلات جرائم الإناث ,كما يبدو أن ازدياد معدلات جرائم الذكور كان يقابله زيادة في معدلات جرائم الإناث. وأن التوافق في المعدلات الإجرامية أو انخفاضها لدى الجنسين, رغم اختلافها الكمي, قد يشير إلى أن الظروف المهيأة للجريمة والدافعة لها هي واحدة لدى الجنسين ما دام يعيشان في أوضاع اقتصادية واجتماعية واحدة. أما ازدياد معدلات الجريمة أو نقصانها من عام لآخر على المجرمين أو لان جرائم المرتكبة لا تسجل في العام ذاته الذي حدثت فية, مما يوكد ضرورة الحذر من مجرد الاعتماد على الإحصاءات في دراسة الجريمة. ولأهمية الجنس في الدراسات المتعلقة بالجريمة فقد أخذه العلماء بعين الاعتبار وحاولوا التعرف على الأسباب التي تدفع الجنسين لارتكابها ووجد الباحثون أن الإجرام يختلف كما ونوعا تبعا لما إذا كان الجنس مذكرا أو مونثا.
– إن المراة تحكمها أطوار فيزيولوجية لا بد منها بحكم الطبيعة ولا يخضع لها الرجل.وتوصلوا إلا أن إجرام المراة يختلف عن إجرام الرجل من حيث نوع الجريمة أو كميتها وجسامتها وقد دلت الإحصاءات الجنائية على أن إجرام المراة اقل نسبة من إجرام الرجل .
الرابع عشر: العمر.
ربط العلماء بين مراحل تطور حياة الإنسان وبين ارتكاب الجريمة، وفي كل مرحلة من مراحل عمره يتأثر بتغيرات تعتري تكوينه ونفسيته من جهة كما تعتري البيئة التي تحيط به من جهة أخرى. وهذه التغيرات تعكس تأثيرها في مسلكه. فكل مرحلة من مراحل عمر الإنسان خصائص معينة قد تؤثر بدورها في الإجرام وفي نوعه. فكان كثير من علماء النفس مثلا يرون أن مرحلة المراهقة في كل زمان ومكان هي مرحلة أزمات نفسية وصرا عات ترجع إلى ما يعتري المراهق من تغيرات عضوية دون اعتبار لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه المراهق لهذا يربط العلماء بين هذه الفترة وبين مظاهر العدوان والتمرد والانحراف.
كما أشار بعضهم إلا أن مرحلة الشباب التي يمر بها الإنسان من (18-25) مرحلة(البدء بالتفكير والاستقرار) من اخطر المراحل العمرية على ظاهرة الإجرام. أما مرحلة الرجولة الممتدة من (26-50) سنة، ففيها يبدأ بالاستقرار فعليا، فهو قد حدد نوع عمله ومكان إقامته واختار زوجته وتزداد في هذه المرحلة جرائم السرقة وخيانة الأمانة والاعتداء على الشرف وجرائم النصب والاحتيال.أما مرحلة الشيخوخة. دلت الدراسات أن نسبة الجرائم في هذه المرحلة ضئيلة جدا لا تنعدم مع ضالتها، وتتسم الجرائم بنوع محدد يبتعد عن العنف وتزداد الجرائم التي تتم عن طريق القول أو الكتابة مثل المدح والذم، وجرائم الاعتداء على العرض.
مخ خلال الدراسات التي أجريت دلت على أن الجرائم تكثر في المرحلة العمرية من (18-35). ومن هنا ربط العلماء بين عمر الإنسان وارتكاب الجريمة وان كل مرحلة من مراحل عمره تتأثر بتغيرات كثيرة كالتكوين والنفسية والبيئة وهذه التغيرات تنعكس أثارها في مسلك الإنسان وبالتالي في الظاهرة الإجرامية. (خوالدة،2005).
نتائج الدراسة:
– الإرهاب لا يرجع إلى عامل واحد ولكن تضافر مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية قد تدفع وتغذي الميل لدى الشخص نحو الإرهاب.
– وجود علاقة بين سوء العامل الاقتصادي والسلوك الإرهابي.
– إن العمل هو أساس القيمة وان الثراء على حساب الوطن غير مشروع وان كل إنسان يأخذ من عمله يجب إن نعطية ما يكفية يجب إن يكون كل مواطن متمتع بحد الكفاية وليس الكفاف.والكفاية أن يكون له مسكن وزوجه وعمل.
– وجود علاقة بين الجنس والعمر، فالذكور أكثر ارتكابا للجريمة من الإناث.
– عدم قدرة المجتمع على استيعاب بعض الفئات استيعاب كاملا يودي إلى فرض نوع من العزلة على تلك الفئات وشعورها بالتهميش فتلجا إلى تشكيل جماعات الإرهاب.
– أن هناك ارتباطا وثيقا بين المستوى التعليمي وبين العمل الإرهابي فكلما قل مستوى التعليم كلما زادت فرص العمل الإرهابي عند الشخص.
– وجد علاقة بين الظروف الأسرية والإرهاب وخاصة الأفراد الذين يعمل رب الأسرة خارج البيت طوال النهار حيث تقل الرعاية والاهتمام .
المراجع:
– الترتوري،محمد وجويحان،أغادير(2006). علم الإرهاب الأسس الفكرية والنفسية والاجتماعية والتربوية لدراسة الإرهاب.ط1، دار ومكتبة الحامد، عمان، الأردن.
– خوالدة،محمود(2005). علم نفس الإرهاب. دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
– الشريف،حسين(1997). الإرهاب الدولي وانعكاساته على الشرق الأوسط خلال أربعين عاماً. دار النهضة المصرية العامة، القاهرة.
– عبد المقصود،صلاح(1988).الإرهاب أسبابه وكيف نقاومه، دار النصر للطباعة الإسلامية، القاهرة.
– مركز دراسات الشرق الأوسط (2003). مفهوم الإرهاب وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة. ط1، عمان، الأردن.
د. محمود جمعه بني فارس وزارة التربية والتعليم
اترك تعليقاً