مصطلح الاقتصاد السياسي
حول موضوع الاقتصاد السياسي
اتى اصطلاح الاقتصاد السياسي من الكلمات الثلاث اليونانية “بوليس “وتعني مدينة . دولة ، مجتمع ، ومن هنا كلمة ” بوليتييا ” ( الكيان الاجتماعي ) ، وأيوكوس ، وتعني بيت ( ادارة بيت ) ، وكلمة ” نوموس ” وتعني قانون . كعلم مستقل يعتني بالناحية الاجتماعية والناحية المادية ، وهذا شأن للاقتصاد الاجتماعي ، ولما أتت الماركسية والتي اضافت معنى التاريخية المادية – التاريخية ، كأساس معبر عنه بالانتاج الاجتماعي والعمل ، وضع اساس للاقتصاد السياسي .
والانتاج الاجتماعي بمافيه العمل ، وهما ميزتان ينفرد بهما الانسان – فيه استقرار الفارق المميز بينه وبين الحيوان – في استخدمه للاشياء ، وتعاطيه مع الطبيعة بمواردها ، وتسخير الأدوات ، والاعتماد على الذوات ، وتنمية المعارف والتوافق مع الوقت ، وتكديس التجارب بثمارها ، ودروسها ، تظهر أهمية العمل والانتاج الاجتماعي من جميع ما سبق ، والعمل في رأي انجلز من يوجد الانسان نفسه .
ولما بدأ الانسان العمل ، وأوجد نفسه ، اعتنى بتحسين وتطوير وسائل العمل من خلال اختراعها فتطيرها فيما بعد ، والتي من بين هذه الوسائل أدوات بتأثيره على الطبيعة واستغلال مواردها وعناصرها ، وتسخيير مادة العمل ، من مادة أولية الى مادة معدة للاستهلاك العملي .
بالاضافة الى ذلك ، مقدرة الانسان الاجماعية على استخدام ما سبق طرحه لتحقيق الاهداف التي تتجسد في وسائل العمل ، ومنها مقدرة المجتمع على استخدام الوسائل انتاجياً ، وهذا ما يدعى بالتكنينك الذي هو المؤشر الرئيس على وجود التطور في العمل ، والاستعداد من بعد تهيئة أدوات العمل لزيادة القوى الانتاجية قبل كل شيء .
يكيف الانسان مادة العمل ، بخلق الخيرات المادية ، التي هي منتوج العمل . وعمله حينها يكون عملاً منتجاً من بعد بروزه في سياق الانتاج ، وهذا بشكل عام جوهر العمل ، ودلائله المميزة ، بغض النظر عن الشكل الاجتماعي الذي يتم به العمل باستمرار في وسائل الانتاج التي يديرها العمال ليشكلوا بها قوى منتجة ، تكوزن الأساس للانتاج الاجتماعي ، فكل القوى المنتجة تبرز فقط كقوى منتجة اجتماعية .
وصحيح أن سياق العمل يجري دائماً فردياً ، ولكنه في الوقت نفسه كما لاحظ ماركس : فردي في نظاق المجتمع ومن فضله ولتقدمه . ففي الجماعة والاجتماع يمكن أن تتطور مقدرة الانسان على العمل ، وملكاته الخلاقة ، وفيه ارتباط الافراد بعضهم ببعض ، من خلال منظومة العلاقات الانتاجية ، والتي بها صلات يقيمها الأفراد فيما بينهم في سياق الانتاج بصورة مستقلة عن ارادتهم ووعيهم ، وهذه الأخيرة التي يدعوها ماركس / انجلز بالعلاقات الانتاجية .
ومما سبق يظهر سؤال حول علاقات الملكية ، ، ما بين العمال وانتاجهم ، والمردود وملكية وسائل الانتاج . وتجيب الاشتراكية على أن الناس لا بد لهم من حيازة مسبقة للمنتوج حتى يستطيعون استهلاكه ، وكما يجيب ماركس : ” ان أي انتاج هو حيازة الفرد لاشياء الطبيعة في حدود شكل اجتماعي معي وبواسطته . وبهذا المعنى يصبح الالقول بأن الجماعية ( الحيازة ) هي شرط الانتاج “ .
ولقد حدد ماركس أيضاً علاقات الملكية كذكلك في : ” علاقة ما بين الافراد حسبما هي عليه علاقاتهم بالمواد وادوات العمل وانتاجه ” ، وعلاقات الملكية من بين ما يسمى بالعلاقات الاقتصادية .
وفيما يتعلق في الانتاج ، وضع ماركس أسساً لتوزيعه :
1- توزيع ادوات الانتاج .
2- ما يمثل التحديد التالي للعلاقة ، أي توزيع اعضاء المجتمع حسب مختلف أنواع الانتاج وبمقدار ما يبرز الاستهلاك ، سواء أكان استهلاكاً شخصياً أو انتاجياً كعنصر من عناصر الانتاج .
وكما لوحظ ، ان ماركس أدخل أن الانتاج أحد العناصر التي ينبغي توزيعها والتداول ، وهذا ما يعد تشابكاً وثيقاً بين في وحدة سياق تجديد الانتاج العائد للمجتمع الخالي من التشوهات البرجوازية والتحريفية لمفهوم العلاقات الاقتصادية .
اترك تعليقاً