استغلال الأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي
هناء الفواز
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
الإساءة إلى الأطفال باستغلالهم في وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة ووسيلة للكسب المادي وللشهرة الجوفاء. وعلى إثرها حذرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية من هذا الاستغلال، ووعدت بمراقبة المحتوى الرقمي، وتوعدت مستغلي الصغار بالمساءلة القانونية، واعتبرته مخالفا لنظام حماية الطفل وصورة من صور الإساءة النفسية للأطفال، وجريمة يعاقب عليها القانون.
المشكلة ليست في مجرد الخروج العفوي على الشاشات، بل في سيل المقاطع المتدفق المليء بالمخالفات القانونية والمؤثرات السلبية على التربية.
أطفال يمتلكون كل الوسائل الحديثة التي تصلهم بالعامة وبعالم الكبار بلا رقيب أو حسيب، وآباء يتلفظون على أبنائهم ألفاظا سيئة ومعاملة لا تليق مع الصغار من أجل رصد ردات الفعل البريئة لأطفالهم لحصد مزيد من المتابعين، ومتابعون يمارسون دور الإصلاح لهؤلاء الأطفال بأساليب غير صحيحة ويقعون في التنمر الإلكتروني على الصغار!
الظهور الإعلامي الحالي للأطفال لا يخلو في مجمله من انتهاك الطفولة وتشويه البراءة، فطفلة الـ 11 عاما تظهر في إعلان لطبيبة تجميل ولمنتجات تجميلية! وأخرى ترد على الانتقادات السلبية لها مما يفوق المليون متابع بألفاظ نابية جريئة في بث مباشر على أحد البرامج! وقد تتغيب الطفلة المشهورة عن المدرسة لفترات متكررة من أجل المشاركة في مهرجان أو افتتاح وبمباركة الأهل واستماتتهم لتنمية شهرتها على حساب مستقبلها التعليمي!
نعم، قد نعفي هؤلاء الأطفال من اللوم، لأن اللوم الأكبر على من هم تحت رعايتهم من الآباء والأمهات الذين باعوا طفولة أبنائهم وتجنوا عليهم من أجل المال.
كل يوم يمر على الطفل منذ ولادته، له دور كبير في تشكيل شخصيته، وله تأثير على مستقبل حياته، إما سلبا أو إيجابا. ومسمى الحماية واسع وشامل يتعدى الحماية الجسدية إلى النفسية والأخلاقية والتربوية، وهذا ما ينبغي أن تحرص عليه الأنظمة والأسرة وكل المؤسسات التعليمية ومنظمات الأطفال.
اترك تعليقاً