مذهب التضامن الاجتماعي
مذهب التضامن الاجتماعي
من أكبر الفقهاء الذين تأثروا بهذه الفلسفة في فرنسا الفقيه ديجي الذي أنشأ مذهبا يقوم على المشاهدة والتجربة واعتبره المنهج الوحيد للمعرفة الصحيحة و أطلق عليه اسم التضامن الاجتماعي ومن أنصار المدرسة الوضعية العلمية وهذه المدرسة يتزعمها الفقيه أوحسبت كونت ولها علماء كبار وعلى رأسهم دوركايم وحاولت أن تأتي بشيء جديد عكس النظريتين السابقتين والتي حاولت أن تتنبأ في دراسة العلوم الاجتماعية ومن بينها علم القانون وذلك بطريقة علمية التي تتبع في ميدان علوم الطبيعة وهي التي تعتمد على المشاهدة ثم التجربة ثم الاستقراء ثم التحصل على نتائج والتي تؤدي الى قيام القواعد القانونية .
كما توصل دوقي على حقائق أولية والتي تتمثل في وجود المجتمع البشري أي لا يستطيع الانسان العيش معتزلا عن بقية الأفراد كما كتشف وجود تضامن أفراد المجتمع الواحد وهذا التضامن تفرضه طبيعة الحياة كما توصل دوركايم الى وجود نوعين من التضامن من حيث تشابه الناس في الحاجة , والتضامن الثاني من حيث تقسيم العمل لأن الانسان لا يستطيع أن يوفر كل شيء بنفسه أي أن هناك تكامل في المجتمع في سد حاجياته وذلك للوصول الى قاعدة قانونية أما نظرة هذه النظرية للحقوق فهي تعتبر وظيفة تهدف الى تحقيق المصلحة العامة في المجتمع كما أن نظرية التضامن الاجتماعي تصلح أن تكون قاعدة أو أساس للمذهب الاشتراكي كما تنظر الى حقوق الفرد في كنف الجماعة وتعزز فكرة التضامن والتكافل الاجتماعي .
كما تعترف بالحقائق الواقعية التي يمكن ملاحظتها والتحقق منها , أما ماعدا ذلك فيعتبر نوعا من الخيال يقوم على مجرد افتراض وتعتبر هذه الحقائق التي اتخذها ديجي أساسا لمذهبه والتي تستند على المشاهدة والتجربة وتتمثل أسسه باختصار في :
1-أن الانسان كائن اجتماعي لا يمكن أن يعيش الا في مجتمع
2-أن الأفراد في المجتمع تربطهم رابطة تضامن اذ أن لم حاجات مشتركة لا يمكن تحقيقها الا بالحياة المشتركة.
النقد :
1-أن منهج ديجي الذي يطلق عليه المنهج الواقعي التجريبي ان كان صالحا لدراسة الظواهر الطبيعية التي تخضع لقانون السببية.
2-كما ينتقد منهج ديجي بأنه كثيرا ما ينزلق الى مجاوزة حدود الواقع التجريبي الى ما وراء المحسوس.
3- ان العدل كأساس للقانون والذي يختلف مفهومه عن فكرة العدل ذاتها كفكرة مثالية مجردة أو كمثل أعلى قائم بذاته.
4-كما أنها تمتاز لاجتهادها لتطوير التضامن الاجتماعي واتباع الطريقة العلمكية البحث عن الظواهر الاجتماعية والقواعد القانونية
5-اقتصار هذه النظرية على الطريقة العلمية للكشف عن القواعد القانونية وهذا الأمر فيها الكثير من المقالات والضعف لأن يقول أن العلوم الاجتماعية ومن بينها العلوم القانونية ولا يمكن أن تتشابه في دراستها مع العلوم الطبيعية التي تقدم دراستها مبينة على ملاحظة . وذلك بعد التجربة فالعلوم الاجتماعية لا تقصر في بحثها عن الموجود بل ما هو قد يوجد لأن العلوم الطبيعية تخلط هذا بهذا لنحصل على شرارة على اثر هذه التجربة أما في مجال القانون فالمشرع لما يضع القواعد بتقديم الحلول لحل المنازعات وقضايا المجتمع.
6-أن هذه النظرية تنكر مبادئ القانون الطبيعي التي تعتمد على المدن العليا وهذا خطأ فيها وهذا أدى الى ادراك دوقي وقام بتصحيحها وقال أنه لا يمكن أن تتجاهل المدن العليا ويعتبر مثل أعلى لتحقيق التضامن الاجتماعي ولتحقيق العدالة الاجتماعية التي نادى بعها القانون الطبيعي .
اترك تعليقاً