مقال بعنوان/ البيع بشرط التجربة
نعرف البيع التجاري هو البيع ينصب على بيع منقول أو غير منقول سبق وأن اشتراه البائع وكان يقصد إعادة بيعه للغير ويعتبر هذا البيع تجاريا سواء تم بيع الشيء بحالته الأصلية أو بعد صنعه أو تحويله إلى أشياء أخرى دون النظر إلى شخص القائم به سواء تاجر أو لم يكن تاجر ويقصد به تحقيق الربح.
وتتعدد البيوع التجارية فهناك البيع بالعينة والبيع بشرط المذاق والبيع بشرط التجربة، والبيع بشرط التجربة قد نصت عليه المادة (96) من قانون التجارة العماني رقم 55/90 بقولها :” في البيع بشرط التجربة يجوز للمشتري أن يقبل المبيع أو يرفضه، وعلى البائع أن يمكنه من التجربة ، فإذا رفض المشتري المبيع وجب أن يعلن الرفض في المدة المتفق عليها فإذا لم يكن هناك اتفاق على المدة ففي مدة معقولة يعينها البائع، فإذا انقضت هذه المدة وسكت المشتري مع تمكنه من تجربة المبيع اعتبر سكوته قبولا ويعتبر البيع بشرط التجربة معلق على شرط واقف وهو قبول المبيع إلا إذا تبين من الاتفاق أو الظروف أن البيع معلق على شرط فاسخ”.
ويستفاد من المادة أعلاه ان البيع بشرط التجربة يعتبر بيعا تجاريا وهو معلق على شرط تجربة المبيع من قبل المشتري وهذا البيع يحصل في البيوع التي تنصب على السيارات والمكائن والسفن وغيرها من الأدوات ويبين من نص المادة المتقدمة أن للمشتري الخيار بين قبول الشيء المبيع وله أن يرفضه وهو غير ملزم ببيان الأسباب التي أدت إلى رفض المبيع وذلك لأن البيع معلق على تجربته وإعلان الرغبة في الشراء لذلك المبيع.
ويلزم البائع أن يمكن المشتري من تجربة المبيع حتى يقرر موافقته على شراء ذلك المبيع أو رفضه ، حيث إذا تمت تجربة المبيع من قبل المشتري ورفض شراء ذلك الشيء بعد تجربته وجب عليه إعلان ذلك الرفض خلال المدة المتفق عليها في العقد، وأحيانا يحدث بأن لا يتفق المشتري والبائع على مدة يمارس المشتري حقه في تجربة المبيع ففي هذه الحالة يتوجب على البائع أن يحدد مدة معقولة للمشتري لتجربة ذلك المبيع، وإذا انقضت المدة مع تمكنه من تجربة المبيع وسكت المشتري اعتبر في هذه الحالة سكوته قبولا للمبيع.
إن البيع بشرط التجربة يعتبر معلق على شرط واقف، وهذا الشرط هو قبول المبيع ولكن إذا تبين من خلال الاتفاق أو الظروف إن البيع معلق على شرط فاسخ فإن في حالة تحقق الشرط يفسخ العقد.
والبيع بشرط التجربة لا يكون في كل البيوع التجارية، وإنما يطبق على أشياء بذاتها وتكون ذات أهمية للمشتري ففي بيع السارة مثلا عندما يتاح للمشتري تجربتها كي يتعرف بواسطة التجربة على عيوبها قبل شرائها وبالتالي على علم ودراية بتلك العيوب وخاصة العيوب الخفية بعكس لو قام المشتري بشرائها دون تجربة ويتمكن أيضا من معرفة سعرها الحقيقي على ضوء التجربة، وما إذا كان تناسبه أو تلائمه او لا.
والبيع بشرط التجربة يحقق فائدة للبائع حيث يستطيع التأكد من جدية المشتري في شراء المبيع وإعلانه خلال المدة المحددة له للرد بالقبول أو الرفض.
كاتب المقال: موسى بن صالح بن ناصر الناصري
راجعه الدكتور: سالم الدرمكي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً