مقال عن جماعة بوكو وتأصيلها الفكري حرام
أن مجرد الحديث عن الحركات والجماعات التي ظهرت في مختلف البلدان العربية والغربية والتي تدعى الإسلام يلزمنا رسم الحدود المناسبة حول هذه الحركات سواء كانت أسلامية أم غير أسلامية لكن في الأغلب تدعي هذه الحركات الإسلام ، حيث يطلـــــــق مصطــــــلح الحركـــات الإسلامــــية ( fundamentalism ) على الحركات التي تسعى إلى تطبيق قيم وشرائع الإسلام في الحياة الخاصة والعامة وان كان هذا التطبيق خاطئ لكونها تسعى إلى تحريف الدين الإسلامي وقواعده وسوف نتطرق إلى واحدة من هذه الجماعات ألا وهي جماعة ( بوكو حرام ) في نيجيريا .
مما لاشك فيه أن نشوء اغلب الحركات التي تدعي الإسلام قد أثرت في ظهورها عدد من الأحداث وأدت إلى تنامي دورها وابرز هذا الأحداث الآتي :-
(1)أحداث 11 / سبتمبر / 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث اتجهت أنظار المهتمين نحو الإسلام لأن من قام بهذا العمل ادعى الإسلام .
(2)الغزو الأمريكي للعراق في 9 / نيسان / 2003م ، حيث تصدرت الأحزاب الإسلامية واجهة الحكم في البلاد .
(3)قيام الثورات العربية أو الحركات الاحتجاجية والحراك الشعبي – أن صح التعبير – في عدد من الدول العربية والتي أدت إلى صعود الإسلام السياسي إلى الحكم كما في مصر والذي بين فشلها في أدارة الدولة والحكم بجدارة .
بوكو حرام جماعة أسلامية سلفية متشددة تحاول تطبيق الشريعة الإسلامية تأسست هذه الجماعة في عام 2002م لكن مارست وجودها الفعلي عام 2004م على يد شاب يدعى ( محمد يوسف ) في ولاية بورنو بشمال نيجيريا حيث أقام في بداية الأمر مجمع ديني اشتمل على مسجد ومدرسة أسلامية ، أساس قيام هذه الجماعة هو مناهضة التعليم الغربي حتى أن اسمها ( بوكو حرام ) يعني بلغة الهوسا ( التعليم الغربي حرام ) وتضم هذه الجماعة مجموعة من الطلاب الذين تخلوا عن الدراسة بسبب رفضهم لمناهج الدراسة التي يعتبرونها مناهج غربية ولا يجوز دراستها .
هناك عدة عوامل أدت إلى تنامي دور هذه الجماعة أبرزها :-
1- سياسات الحكومات العسكرية والمدنية المتعاقبة في نيجيريا .
2- استخدام العنف المفرط اتجاه الحركات السياسية المناوئة لها وخاصة جماعة بوكو حرام .
3- البعد العرقي لعب دورا كبيرا في تنامي دور هذه الجماعة ، حيث تتشكل نيجيريا من قبيلتين كبيرتين :
( أ ) قبيلة الهاوسا / ويسكنون شمال البلاد واغلبهم مسلمون .
(ب) قبيلة الايبو / ويسكنون جنوب البلاد واغلبهم مسيحيون ، ولكن غالبا ما تحدث اشتباكات دينية وعرقية بين القبيلتين .
تم اغتيال زعيم الحركة ( محمد يوسف ) في 30 / تموز / 2009م بعد أن تم اعتقاله من قبل القوات الحكومية ، يقود الحركة اليوم ( أبو بكر شيكاو ) وتسمى هذه الحركة أيضا ب ( طالبان نيجيريا ) على الرغم من عدم وجود أي تقارب بينها وبين حركة طالبان الأفغانية .
تنبع الملامح الفكرية لهذه الجماعة من خلال تركيزها على أصول فكرية تسعى إلى تطبيقها ومنها :
1- العمل على تأسيس دولة أسلامية في نيجيريا باستخدام قوة السلاح .
2- الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع الولايات النيجيرية ، أي خارج حدود ولاياتهم ألاثنتي عشر ولاية الشمالية .
3- منع العمل وعدم جوازه في الأجهزة الحكومية والأمنية في الدولة كافة .
4- تغيير نظام التعليم في البلاد لكونه متصل بالغرب وثقافته ولا يصح تدريسه .
في ضوء ما تقدم يمكن اعتبار بوكو حرام واحدة من نماذج القاعدة الإرهابية التكفيرية المنتشرة في اغلب دول العالم وان تعددت صورها فهي وفقا لتقسيمنا الأتي لها ثلاث نماذج :-
• النموذج الأول / القاعدة الأم التي أسسها أسامة بن لادن عام 1998م .
• النموذج الثاني / القاعدة التي انشات بأمر من زعيمها أسامة بن لادن ولها مثال واحد هو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والتي ترفع شعار اخرجوا المشركين من الجزيرة العربية .
• النموذج الثالث / وهو الأكثر انتشارا في العالم وهذا النموذج ليس لديه ارتباط بالقاعدة الأم، وإنما يرتبط بها إيديولوجيا وفكريا ومن أبرزها :
1- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي في أفريقيا .
2- حركة شباب المجاهدين في الصومال .
3- جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
4- تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً