المساعدات والمعاشات من جهات أخرى – مصر
إعـــداد
دكتور محمود القلمونى
رئيس الإدارة المركزية
لشئون البر والأوقاف
فى الفترة من 13-15 أكتوبر 2002م
المساعدات والمعاشات من جهات أخرى
مقدمة:
أنشأ محمد على والي مصر في عام 1835 إدارة عمومية (ديوان الأوقاف) ويعتبر هذا الديوان أول هيئة في مصر لإدارة مراقبة الأوقاف الإسلامية منذ عام 1923 أصبحت نظارة الأوقاف وزارة الأوقاف من وزارات الدولة وتقوم الوزارة برسالتها في نشر الدعوة الإسلامية سواء داخل جمهورية مصر العربية أو في العالم كله.
ويؤدى قطاع البر بالوزارة دوراً هاماً موازياً تماماً مع دور قطاع الدعوة الإسلامية.
وقد حثنا الإسلام على البر في مختلف صوره وبشر القائمين به بحسن الثواب في الدنيا والآخرة، ونبع ومصدر هذا البر هو الإيمان بالله والكامن في قلوب الأثرياء من المسلمين للمسارعة في أعمال الخير لذلك فقد أوقفوا الكثير من ممتلكاتهم وأموالهم على أعمال البر المختلفة في حياتهم وبعد وفاتهم فكانت وزارة الأوقاف هى الجهة الوحيدة التى تتولى القيام بهذه الرسالة إلى أن اتجهت الدولة نحو هذه الرعاية فلم تألوا الحكومة جهدا في سبيل ضمان التكافل بين جميع المواطنين فسنت القوانين المختلفة لتنظيم وتوحيد الجهود في هذا الشأن ومنها القانون 133 لسنة 1964 في شأن الضمان الاجتماعي والقوانين المعدلة له وكذلك التي صدرت مؤخرا بهدف ضمان الرعاية الاجتماعية في صورها المختلفة لكل مواطن لا يستفيد من أى نظام من نظم التأمينات الاجتماعية وقد رصدت الدولة بند في ميزانيتها لهذا الغرض.
وقد قامت الوزارة بإدارة الأوقاف المختلفة التي في حوزتها وتوجيه ريع هذه الأوقاف (مال البر العام) الوجه المناسب طبقا لما جاء بالشريعة الإسلامية حتى يمكن لهذا المال أن يحقق الغرض المرجو منه والذى من أجله أنشئت وتنفذ شروط الواقفين نصا وروحا.
وقد استند الفقهاء في تأصيلهم لشرعية الوقف إلى أدلة كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
فمن القرآن الكريم قوله تعالى ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ (آل عمران: 92) وقوله تعالى ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (الذاريات: 19)
وقولـه تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ (المـاعون: 1-7).
أما أدلة الوقف من السنة النبوية فمنها قول الرسول : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو لـه».
والوقف بهذا المفهوم (قربى وطاعة لله) وانتقال ملكيته من ملك الواقف وصارت على حكم الله فلا يباع ولا يوهب ولا يورث وأما منفعته فتملكها جهات البر والخير الخاصة والعامة طبقا للشروط التي يضعها الواقف في حجة وقفه.
وتقوم وزارة الأوقاف بمساعدة وزارة الشئون الاجتماعية والتكامل معها وذلك من خلال المساعدات والمعاشات.
وأن مفهوم التنمية الاجتماعية قد تعدد عند علماء الاجتماع والباحثين في مجال الدراسات الاجتماعية ويلتقى الجميع عند نقطة واحدة ألا وهى (إعداد المجتمع بشريا وماديا وتشريعيا وأخلاقيا بحيث يتحقق له التقدم والنهوض به في شتى المجالات العلمية والصحية والاقتصادية والسياسية).
ومن هذا المنطلق قامت وزارة الأوقاف على رعاية المستضعفين وتقديم المساعدة المناسبة لهم حتى لا تفتك بهم المشكلات ولا يكونوا مصدر اضطراب أو فساد للأمة الإسلامية أى حمايتهم اجتماعيا لكل من يتعرض لخطر أو حدث له مكروه لا يقدر على دفعه.
ومما تقدم يتضح لنا أن وزارة الأوقاف تحاول جاهدة في تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء عملا بقوله تعالى ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة: 177).
ومن الأهداف التي تسعى وزارة الأوقاف إلى تحقيقها في مجال البر والمساعدات:
1- زيادة دخل الأسر عن طريق تدريب الفتيات والشباب على بعض الحرف المهنية بالمعاهد وذلك لتوفير مصدر دخل ثابت لهم.
2- تنمية الأسر اقتصاديا عن طريق إمدادهم بالقروض اللازمة من خلال مؤسسات القرض الحسن وردها بدون فوائد.
3- رعاية الأسر اجتماعيا من العجزة والمحتاجين عن طريق صرف مساعدات مالية لهم لتوفير الأمن والأمان لهم.
4- توفير الرعاية الصحية للحالات المرضية عن طريق صرف مساعدات مالية بالإضافة إلى المستوصفات الطبية والعيادات التي تفتح أبوابها للمواطنين وملحقة بالمساجد ودور المناسبات نظير أجر اقتصادي زهيد وذلك للمساهمة في رفع ودعم الرعاية الصحية لهم.
5- رفع المستوى التعليمي وذلك عن طريق المشاركة في رفع المعاناة عن الأسر التي لديها أبناء بالمدارس والجامعات ورعايتهم ماديا أو إيوائهم داخل المعاهد لرعاية فقراء ويتامى المسلمين.
نطـــاق العـمـــل
– يتم تقديم الخدمات في مجال البر والمساعدات بوزارة الأوقاف في أنحاء جمهورية مصر العربية وعلى مستوى الديوان العام والمديريات الإقليمية.
– ويصرف مال البر العام في مصارفه الشرعية بعد إجراء البحث الاجتماعي وثبوت الحاجة إلى المساعدة من خلال الأجهزة والإدارات التي أنشئت لهذا الغرض بالديوان العام والمديريات الإقليمية في جميع المحافظات مع الحفاظ على كرامة العملاء وذلك حسب القواعد التي تنظمها لائحة الإعانات الصادرة والواردة بالقرار الوزارى رقم 228 لسنة 1985 والقرارات المعدلة له.
أوجه صرف إعانات البر من وزارة الأوقاف
وتصرف إعانات البر على الوجه التالي:
1- صرف قروض للعاملين بالدولة والقطاع العام (قرض حسن) بدون فوائد أو رسوم.
2- صرف قروض للعاملين بالوزارة والمديريات الإقليمية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهيئة الأوقاف.
3- تقوم مؤسسات القرض الحسن بإقراض ذوى الحاجة في مقابل رهن مصوغات ذهبية بدون فوائد أو رسوم.
4- تقوم المعاهد برعاية فقراء ويتامى المسلمين عن طريق:
– توفير الإقامة للراغبين في إيوائهم بالمعاهد.
– توفير التعليم الداخلى وبالمجان حتى نهاية المرحلة الأساسية.
– توفير التغذية السليمة للمقيمين بالمعاهد.
– رعاية الطلاب صحيا من خلال الكشف الدورى عليهم.
– توفير فرص التدريب المهني للملتحقين بأقسام التدريب المهني.
– إتاحة فرص عمل للذين اجتازوا التدريب.
5- دفن موتى فقراء المسلمين.
تصرف مساعدة فورية لأهل المتوفى من الدرجة الأولى دون إجراء بحث اجتماعي خلال فترة ثلاثة شهور من تاريخ الوفاة ولا تعتبر إعانة الوفاة سابقة صرف لما قبلها أو بعدها سواء كانت الإعانة مؤقتة أو شهرية ويتم إجراء بحث اجتماعي مساعدة الوفاة من الدرجة الثانية.
6- صرف إعانات زواج للعاملين بالوزارة لأول مرة وأبنا ء المحالين على المعاش والمواطنين من خارج الوزارة.
7- صرف إعانات شهرية أو مؤقتة للطلاب الناجحين بالمعاهد والجامعات.
8- صرف إعانات مؤقتة للأسر التي لديها أبناء بمراحل التعليم المختلفة.
9- صرف إعانات شهرية أو مؤقتة للأرامل والمطلقات وذوى العجز عن العمل.
10- صرف مساعدات مالية في الأعياد والمناسبات للفئات الآتية:
أ- طلبة الجامعات والمعاهد الذين يحصلون على مساعدة مالية شهرية.
ب- أصحاب المرتبات الشهرية من الأسر “أرامل/ مطلقات/ ذوى العجز”.
ج- أصحاب الإعانات المؤقتة التي تم اعتمادها بناء على الأبحاث الاجتماعية التي أجريت لهم لأسباب مختلفة طوال العام المالي وتم اعتمادها من اللجان العامة الإقليمية خلال السنة.
د- الطلبة والطالبات الذين يتم إلحاقهم بالمعهدين التابعين للوزارة (معهد بنين ومعهد بنات).
11- صرف مساعدات مالية للمرضى وخاصة الأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطان وجراحات المخ والأعصاب وأمراض القلب والكبد والدرن والربو الشعبى المزمن.
12- صرف مساعدات مالية عاجلة بدون إجراء بحث اجتماعي لمستحقيها بناء على تأشيرة رئيس الإدارة المركزية لشئون البر والأوقاف وتأشيرة الأستاذ الدكتور الوزير.
13- صرف مساعدة مالية للطلاب الدارسين بالمعهدين والمتدربين على الحرف المهنية.
14- بناء العيادات الطبية والمستوصفات الملحقة بالمساجد ودور المناسبات التابعة لوزارة الأوقاف.
15- تدعيم العيادات الطبية والمستوصفات بالمعدات الطبية اللازمة لتحسين أداء الخدمة الطبية للمواطنين.
16- التعاقد مع الأطباء اللازمين ومعاونيهم لإدارة العيادات الطبية تحت إشراف اللجنة العليا للخدمات الإسلامية التابعة للوزارة.
17- جارى إنشاء مؤسسة متكاملة للأيتام في مدينة 6 أكتوبر بمساحة 6 آلاف متر مربع إعاشة كاملة للبنين والبنات للتدريب على حرفة معينة ويتم عمل دفاتر توفير لهم لمساعدتهم عند تخرجهم لمواجهة الحياة.
وتقدم تلك الخدمات للعميل في أسرع وقت وفي المكان المناسب والوقت المناسب لذلك تم إنشاء إدارات للبر بالمراكز والأقسام التابعة للمديريات الإقليمية بكل محافظة وتدعيمها بالباحثين الاجتماعيين حيث يقومون بزيارة العميل في محل إقامته لبحث حالته والحصول على البيانات المطلوبة حسب نوع المساعدة التي يطلبها وتستكمل الأبحاث بالإدارة أو الوحدة وترسل إلى إدارة البر بالمديرية للعرض على اللجنة الإقليمية.
ولتطوير وتحسين الخدمة للعملاء يتم:
1- الاتصال بالهيئات والوزارات الأخرى التي تقدم خدمتها في مجال البر والمساعدات مثل وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة التأمينات الاجتماعية والهيئات الخيرية لتبادل الخبرات.
2- التنسيق بين وزارة الأوقاف والوزارات الأخرى للتعاون في تحسين أداء الخدمة المقدمة في مجال البر والمساعدات.
3- إتاحة فرص التدريب الخارجى للعاملين بقطاع البر بالوزارة والعاملين في هذا المجال بالهيئات والوزارات المتخصصة.
4- العمل على تحسين برنامج أداء الخدمة الحالى وذلك للتيسر على العملاء ورعايتهم.
والإدارة المركزية لشئون البر لا تدخر جهدا بالعمل على تطوير وتحديث اللوائح المعمول لها بما يتمشى مع مصلحة المواطنين والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة بصفة مستمرة للتخفيف على الأسرة المصرية والأعباء الأسرية التي تواجهها.
اترك تعليقاً