الاسباب التي تجعل من الادارة العامة ناجحة
المحامي حيدر سلامة
الإدارة العامة :
هي نشاط إنساني منظم يهدف إلى الاستغلال الامثل للموارد والطاقات المادية والبشرية المتاحة بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة والرقابة بغية الوصول إلى أعلى معدل من الكفاءة المؤدية إلى النجاح .
وظائف الإدارة :
يتوقف نجاح أي إدارة عامة على قيامها بعدة وظائف مكملة لبعضها البعض وهي :
1- التخطيط الصحيح : ويتم بموجبه رسم و تحديد الأهداف المراد تحقيقها ووضع السياسات و وتركيب البرامج اللازمة لتحقيقها بأقل ما يمكن من التكلفة والوقت . ففي تعيين الوظائف مثلا” يتم وضع خطط سنوية تبين حاجة هذه الإدارة أو تلك لعدد من الموظفين إما نتيجة التوسع في الأعمال أو لتغطية النقص الذي سيحصل نتيجة تقاعد بعض الأفراد او الحوادث المفاجئة حيث يتم تعيينهم وتأهيلهم حيث يكونوا جاهزين للدخول إلى العمل في الوقت المحدد بعكس ما هو حاصل لدينا تماما في أهم إدارة من إدارات الدولة وهي وزارة العدل , بحيث أصبح بعض القضاة مسؤولين عن عدة محاكم وفي عدة مناطق أو محافظات مما يعني الفشل المحتم في إدارة هذه المحاكم لانعدام الإمكانية والقدرة على إدارتها مجتمعة مما يفتح باب الفساد على مصراعية ,
2- التنظيم : ويتم بموجبه توزيع المهام والأنشطة اللازمة لتحقيق الأهداف التي تم التخطيط لها على العاملين حسب اختصاصاتهم ومؤهلاتهم وميولهم الشخصية وتحديد العلاقات بين الإدارات والأفراد بغية تنفيذ الأعمال بتناسق وانسجام ومن أهمها خلق الكوادر لإدارة وشغل الوظائف المتاحة من داخل كل إدارة أو مؤسسه عامة فلا يجوز مثلا” تعيين طبيب مديرا” لمصنع أحذية أو حقوقي لإدارة مبقرة أو معلم لشغل منصب محافظ وهذه أهم علامة للفشل في التخطيط والتنظيم .
3- التوجية والمتابعة : ويتم من خلاله إرشاد كافة العاملين إلى طريقة الأداء الصحيحة والمختزلة المبسطة عن طريق الاتصال بهم مباشرة أو بريديا” أو الكترونيا” وتبليغهم كيفية الأداء الامثل لتنفيذ المهام وكيفية التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تعترضهم ومتابعة تنفيذ هذه التعليمات وتشجيعهم على العمل ومنحهم الحوافز المادية والمعنوية للوصول إلى الأداء الامثل للعمل فيتم اختصار الوقت والجهد والكلفة وهذا ما تفتقر إلية أغلب إداراتنا العامة وما المعاملات الورقية والتعقيدات الإدارية والجهل والتجاهل الحاصل إلا دليل على حاجتنا إلى المزيد من التدريب والتأهيل الامثل للوصول والحصول على الأداء الجيد من خلال التخطيط الجيد وتنفيذ هذه الخطط في الوقت المناسب وبالتوجية المباشر.
4- الرقابة المستمرة والدائمة والمباشرة : للتأكد من حسن تنفيذ الخطط والبرامج وبيان الانحرافات والأخطاء واتخاذ الإجراءات الصحيحة والمناسبة لعلاجها ومنع تكرارها , وأن يكون عنصر الرقابة حاضر دائما” وفعال ويمثل عنصر الدعم والمؤازرة الفعالة في المؤسسة أو الإدارة لا عنصر من عناصر الإرهاب النفسي والرعب بل يجب أن يكون مطلع على كل الأعمال ومدقق لها فور صدورها لمنع تكرار الأخطاء ووضع حل سريع لها . مما يساعد على تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب
وان اتباع هذه الأسس من قبل أي إدارة كانت وفي أي ظرف كان يضمن . النجاح لأي مشروع لان جهد العامل أو المدير وعمله هو الوحيد الكفيل بترقيته ومنحه الحوافز وغيرها من الميزات الأخرى.
وذلك لن يتم الا اذا كان ولاء هذا العامل أو ذاك المدير للوطن ولمن يمثل الوطن في العطاء وليس الى الشخص الذي عينه لأن المفترض ان عمله الجيد وجهده المميز هو الكفيل بترقيته عندها نضمن رقينا وتقدمنا
اترك تعليقاً