مقال يوضح العلاقة التي تربط الظواهر الاقتصادية بعلم الإجرام
عندما نقول الفقر فبذلك نسلط الضوء على فئة اقتصادية ضعيفة لسبب مداخليها القليلة مما يجعلها تحتل أسفل سلم الترتيب الاجتماعي.
فالفقر حالة مادية أصحابها لا يستطيعون تحقيق الحد الأدنى لمتطلبات الحياة بسبب دخلهم الضعيف الذي بالكاد يوفر لهم الخبر الحاف أو لانعدامه.
فحسب الإحصائيات التي قام بها مجموعة من الباحثين فقد تم ربط علاقة بين الفقر والجريمة فللفقر تأثير كبير على ظاهرة السلوك الإجرامي خصوصا جرائم الأموال من سرقة واختلاس وأيضا انحراف الأحداث.
هذا الرأي لقي معارضة من لبعض كون الفقر آفة اقتصادية خطيرة لكنها لا تعتبر كقاعدة عامة تساهم في السلوك الإجرامي فالاخلاق والقيم التي يتربى عليها الفرد قد تمنعه من الصيام ببعض السلوكيات حتى لو كان مضطر لذلك بالفعل هناك من يقوم بهذا السلوك بسبب الفقر والحاجة لكن هذا ليس العامل الوحيد المسبب لهذا السلوك بل تتداخل عوامل أخرى إلى جانب الفقر تجعل الفرد يغير سلوكه فهناك بعض الأشخاص رغم عدم حاجتهم لسرقة ونفوذهم المالي إلا أننا نرى أنهم يرتكبون هذه الجريمة.
إن مواجهة الحياة والإلحاح المتكرر دون جدوى و دون سد الرمق قد تتفاعل معه عوامل نفسية من بينها الإحباط والكبت فيتولد لدى الشخص شعور عدواني اتجاه الأخرقد يترجم إلى فعل إجرامي إلا انه لا يمكن أن نعمم الأمر فدوافع وردود أفعال الناس والنفسية تتغير في اليوم الواحد عدة مرات فقد يستعد للقيام بجريمة ما و بعد سماعه لأمر أو خطاب ما أو توجيه يغير رأيه ولا يقوم بالعمل الذي كان يهدف إلى القيام به ومن هنا إذن هنا لا يمكن القول أن الفقر سبب أساسي لبعض الجرائم بل هو عامل مكمل وغير أساسي لمجموعة من العوامل .
تأثير البطالة على السلوك الإجرامي
هناك تعريف يقول أن البطالة هي الحرمان الناتج عن عدم إيجاد مورد للرزق ما يؤدي إلى العجز عن إشباع الحاجيات وهو أيضا له ارتباط بالفقر فهناك تشابه كبير فالبطالة قد يكون أهم سبب في الفقر فهناك نفس المشكل عدم القدرة على توفير الحاجيات و متطلبات الحياة يؤدي إلى ممارسة السلوك الإجرامي غير أن جرائم البطالة تكون التسكع والتشرد بحثا عن عمل و يؤدي هذا التسكع في بعض الأحيان إلى أفعال إجرامية كالسرقات البسيطة الاتجار في مواد محظورة وغيرها من الجرائم التي تجد محلها في الشوارع.
دون أن ننسى العوامل النفسية التي تؤثر في العاطل فترة انتظاره لتعين أو انتظار أي عمل مناسب لإمكانياته ونظرة الأسرة والجريان اليه و نظرته هو أيضا لحال أسرته والفرق بين أن كان يتوفر على عمل والواقع كلها عوامل تؤثرا سلبا عليه وقد تترجم إلى سلوكيات قد تؤدي إلى قيامه بردة فعل إجرامية.
وحسب بعض الإحصائيات السابقة أن جرائم قتل الوليد والإجهاض تحدث في الغالب في الأسر التي يوجد فيها أزواج معطلين عن العمل.
في أمريكا من سنة 1940 إلى 1973 تبين أن البطالة اقترنت بما يلي:
زيادة معدل الانتحار بنسبة 1.4/
زيادة حالات الإصابة بالأمراض العقلية بنسبة 3.4/
ارتفاع نسبة المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بنسبة 4/
زيادة جرائم القتل بنسبة 5.7/.
فالعمل يؤدي إلى الأمان والاستقرار وسد حاجيات الفرد أما البطالة خاصة مع الظروف النفسية وعدم استغلال وقت الفراغ الطويل فيه دون أن ننسى العوامل النفسية والتي يكون لها تأثير على العاطل وإحساسه بالدونية والقلق الدائم و نظرة الأخر إليه كلها عوامل ودوافع تهيمن على الشعور و تنعكس على تصرفاته ومنها سلوكه الإجرامي إلا أن هذا لا يعني القول بتأثير القوى على سلوك الجريمة نتيجة البطالة لكن البطالة قد تولد حالات تساعد على الإجرام خاصة في المدن نتيجة الضغط اليومي والمتطلبات الحياتية الملحة.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً