مقال يوضح حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية
لما كان الإسلام أخر الأديان الإلهية وكان محمد صلى الله عليه واله وسلم هو خاتم النبيين فان الإسلام هو دين للبشرية جمعاء وللتاريخ كله دون اقتصار على شعب بعينه أو منطقة محددة أو حقبة من التاريخ . ولقد اقر الإسلام بشريعته السمحاء حقوق الإنسان منذ أكثر من أربعة عشر قرناً وهذه الحقوق ليست حقوقا طبيعية بل هي منح إلهية ترتكز إلى مبادئ الشريعة والعقيدة الإسلامية وهذا يضفي على تلك الحقوق قدسية تشكل ضمانا ضد اعتداء السلطة عليها .
ولم يترك القران الكريم امرأ إلا تحدث عنه بالنسبة لحقوق الإنسان … والقران الكريم هو مصدر التشريع في الإسلام . ووفقا للقران الكريم والسنة النبوية المطهرة فان الإسلام نظام متكامل يشمل كل جوانب الحياة ويضمن حرية الإنسان وحقوقه في إطار مبادئ الشريعة الإسلامية ويستند إلى التضامن بين الأفراد والمجتمع وفي إطار المسؤولية الاجتماعية … وعلى الرغم من أن القران الكريم والسنة النبوية المطهرة تضمنت المبادئ الأساسية التي تنظم فيها حقوق الإنسان فان هذين المصدرين الأساسيين يسمحان لكل مجتمع بتطبيق هذه المبادئ ووفقا للظروف وأوضاع المجتمع .
إن استناد حقوق الإنسان في الإسلام إلى خالق الإنسان فقد أعطى هذه الحقوق ميزات مهمة وهي :
1- منح هذه الحقوق قدسية .
2- يمكن الاجتهاد فيها والتوسع في فهمها وبما يتلائم ومتطلبات المجتمع أو العصر .
3- إن الله تعالى هو الذي صاغ هذه الحقوق .
4- أعطاها قوة إلزام إذ يتحمل مسؤولية حمايتها كل الأفراد .
5- تتصف بالدوام فلا تتغير أو تتبدل ولا تحذف ولا تعطل ولا تفسخ ولا يتم التنازل عنها .
وقد وضع الإسلام قواعد أساسية تنتظم داخلها حقوق الإنسان وواجباته وأسلوب ممارسته لحرياته وهذه القواعد هي :
1- كل حاجة في الأصل مباحة ( وهي السماحة التي يتصرف داخلها الفرد ) ولا تحرم إلا بدليل ونص من الكتاب والسنة المطهرة .
2- كل عبادة ممنوعة حتى يرد دليل من الكتاب والسنة المطهرة بإباحتها .
3- حدود حرية الفرد وحقه تقف عند حدود وحق فرد أخر .. فلا ضرر ولا ضرار في الإسلام .
4- الالتزام بالمصلحة العامة عند التقاطع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع .. فحيثما تكون المصلحة العامة يكون شرع الله.
5- الالتزام بأخلاقيات الإسلام عند ممارسة الحقوق أو الحريات إذ على المسلم إن يجادل بالحسنى ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يجهر بالسوء من القول ولا يقول ما لا يفعل وإذا حكم فعليه أن لا يكون فضا غليظ القلب … الخ .
6- أن يستخدم الإنسان عقله باعتبار أن العقل المرجعية الأولى في محاكمة النقل .
7- القاعدة الأساسية لممارسة الحريات والحقوق في إطارها هي مبدأ الشورى كمنهج للسلوك وفلسفة للحكم .
8- العمل بمبدأ درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً