مناقشة قانونية حول كون زواج السر صورة من صور الزواج العرفي
أ* أحمد المرتضي
ن كلمة زواج عرفي تعني إتمام أو عقد زيجة على مستند عرفي وهو نوعان :
1. زواج عرفي يتم في مساجدنا و في الكثير من قرانا السودانية حيث لا يوجد مأذون شرعي لعقد مثل هذه الانكحة وهذا النوع من الزواج العرفي هو الغالب عند أهل السودان لان اغلب أهل السودان قرويون وهذا الزواج صحيح شرعا .
2. زواج عرفي يتم بين رجل وامرأة فقط أو رجل وامرأة في حضور شاهدين ويعرف هذا بزوج السر حيث يتم دون علم أهل الزوج والزوجة وهذا حكمه باطل كما سنبين أدناه .
إن إطلاق عبارة زواج عرفي تأتي بسبب أن الزواج تم على مستند عادي فالزواجان المذكوران أعلاه يعتبران عرفيان – بيد – أنهما يختلفان رغم أن الزواجين يتمان بصيغتا الإيجاب والقبول بقول ( زوجتك .. وقول الآخر قبلت ) في حضور شاهدين ، إلا أن هناك خلافا حوهريا جعل الزواج الثاني محرم شرعا ويأتي هذه الخلاف كون أن زواج السر يخلو من ركن أساسي وهو قبول الولي واستئذانه قال تعالى : ( فانكحوهن بإذن أهلهن وءاتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) الآية 25 من سورة النساء ، وهذا أمر الهي يقضي بضرورة الحصول على إذن ولى البنت عند زواجها فإن لم يتم ذلك عُدّ الزواج سفاحا ، وروي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، بنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) ، وحديث ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) .
وبالتالي فإن ما يمارسه بعض الرجال بحق النساء من مكر وخداع وتحايل لإضفاء الشرعية على هذا الزواج بسبب جهل النساء بأحكام الدين الحنيف ومحاولة استغلالهن لحاجة لهن في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية يُعدّ من قبيل التغرير بهن للتفريط في اعز ما يملكن حتى إذا قضى وطرا منها تركها فماذا يرجي من رجل يخفي عن أهله وأصدقائه هذا الزواج إلا لعلمه بأنه باطل وعيب في حقه ، فمن باب أولى إذن أن تحتاط البنت لنفسها برفض مثل هذا الزواج ، كما يثور سؤال هام هو : هل يرضي مثل هذا الرجل أن تتزوج أخته أو بنته بمثل هذه الطريقة ؟ ويأتي الجواب حتما بالنفي فلماذا إذن الوقوع في براثن هذا الزواج المسمى زواج السر وبعض الناس يلطفون اسمه ويسمونه بزواج عرفي حتى يلبسون على الناس بين الزواج العرفي الصحيح والزواج العرفي الباطل .
ومن هنا نناشد كل أهلنا في السودان بأن يعوا حجم هذه المشكلة ويراقبوا بناتهم وأولادهم من باب ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) حتى يتم وضع حد لهذه الظاهرة كما أناشد كل وسائطنا الإعلامية من صحافة وتلفزيون وإذاعة ومواقع انترنت بأن تقوم بعمل منتديات وحلقات يتناول فيها الجميع هذه الظاهرة بالتحليل والنقاش وأن يشك في الحديث عن هذا الموضوع عدد من المهتمين والباحثين والخبراء وكبار الأعلام والمشايخ أمثال الشيخ الدكتور / عبد الحي يوسف وغيره ممن آتاهم الله فقها واسعا حتى يبصروا شعبنا الطيب بهذه الظاهرة التي أخذت تفتك بنا .. وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وختاما لا يسعنا إلا أن نقول ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
اترك تعليقاً