مهارات التحكيم في قضايا الإصلاح بين الزوجين
أن عملية الإصلاح بين الزوجين مسالة حساسة جدا فأنت تتعامل مع شخصين هما في الواقع كانا في يوم من الأيام حبيبين يربطهم الحب ويجمعهم المودة و إلا لما تم الزواج والاختيار وتحدث المشاكل بين الزوجين بعد الزواج لأسباب عديدة يسميها البعض عدم التفاهم وهذه كلمة عامة لا تؤدي إلى الحل لذلك يجب أن يكون الشخص المكلف بالإصلاح على دراية تامة بفهم الحياة الزوجية فلا يعقل أن تختار شخص غير متزوج أن يحكم بين زوجين لأنه لم يدخل بعد في تجارب خلافية أو متطلبات معيشية متعلقة بالزوجة قد يكون لديه العلم وبعض المعرفة لكن الخبرة ضرورية لذلك عندما يختار القاضي شخص معين للإصلاح بين الزوجين وخاصة في قضايا الشقاق والنزاع وقضايا الخلع بين الزوجين وهذا أمر إلزامي بنص القانوني وليس اختياري لذلك نجد القاضي يصف الحكم بأنه من أصحاب الخبرة ومن القادرين على الإصلاح وبحسب طبيعة عملي في المحاكم الشرعية وانتخابي لحل النزاعات الأسرية وجدت أن بعض قضايا التفريق بين الزوجين لا تستحق الوصول إلى المحاكم ولا تستحق أيضا إنها حياة زوجية حرص الإسلام على استمرارها أضع بين أيديكم بعض المهارات والإرشادات والتوجيهات لمن أراد أن يتدخل في الإصلاح بين الزوجين
1- يجب أن يعلم الوسيط انه أمام مهمة صعبة ويجب أن لا يدخل إلى نفسه الملل أو ن يشعر بالفشل من الحديث الأولي لان كلا الطرفين في بداية الأمر يحاول أن يضع اللوم على الطرف الأخر وانه السبب
2- يجب على الوسيط أن يحسن مهارة الاستماع لا الحديث في بداية الأمر لكي يقف على اكبر قدر من المعلومات من الطرفين
3- يستحسن أن لا يقاطع الوسيط المتحدث عند الحديث لان المتحدث كان بحاجة إلى من يسمعه ولقد أتت الفرصة إليه للحديث ويجب أن نسمعه يجب أن يفرغ جميع مافي جعبته من حديث وعلى رأيه هموم ومشاكل فبعد أن يفرغ ما بداخله من كلام وشكوى يرتاح ويأتي دوره ليسمع الحديث عنه
4- يجب أن يكون الوسيط من أصحاب الخبرة في الإصلاح والتحكيم وان يكون ملم بمهارات الاتصال كافة السمعية والبصرية فيجب علية أن ينظر إلى المتحدث ليشعره انه مهتم وان جلوس الوسيط يجب أن يكون بطريقة تجعل المتحدث يحترمه فلا يجوز تناول المأكولات أو الرد على الهاتف أثناء الاستماع إلى المتكلم لان ذلك يشتت فكر الوسيط والمتحدث وتنقطع قنوات الاتصال ويشعر أن الوسيط غير مهتم لمشكلته فلا يكمل حديثه لأنه يشعر أن الوسيط غبر مبال بالموضوع
5- يجب أن لا تستخف بكلام المتحدث مهما كان نوع الحديث لكن إذا أراد الخروج عن الموضوع الأساسي للمشكلة يجب التدخل بلطف وأشعار المتحدث بضرورة أكمال الموضوع وإذا كان لدينا الوقت سوف نسمع ما عندك وهذا لا يعتبر مقاطعة بل هو تعديل مسار جلسة الصلح
6- يجب أن يكون الوسيط حياديا فيما يعلق بموضوع الخلاف والتحكيم لذلك يجب أن لا يأخذ الوسيط بفكره أن الطرف الأول مصيب والأخر مخطىء فذلك يعيق مهمة التحكيم وكذلك يجب أن لا يشعر أي طرف من الإطراف أن الوسيط يقف مع احد الأطراف
7- حاول ضمن مهمتك أن تسيطر على جلسة التحكيم فلا تسمح لاحد أن يقاطع احد أو أن يتهجم عليه لأنك أنت من يسير الجلسة ويجب على الحضور احترامك و ذكرهم أن مهمتك هي الإصلاح فقط وانك لست مع زيد ولا عمر أنت مكلف بهمة الإصلاح فقط لذلك يجب أن يشعر الحضور أن شخصيتك هي المسيطرة على الجلسة دون مغالاة
8- قد يسود الجلسة شيء من الملل أو الرهبة حاول أن تكسر حاجز الصمت أحيانا وباعتدال بإدخال روح الدعابة أو نكته بسيطة أو مثل بسيط بمعنى أدق حاول تغير نمط الجلسة إذا شعرت أنها روتينيه أو بدا الأطراف بالملل لأنك بذلك تفقد الاتصال معهم ولا يصبح لكلامك ونصحك مكان
9- اعلم انك عامل مساعد في الصلح اسمح لإطراف الموضوع بالحديث والتعبير وتدخل إذا تطلب الأمر ذلك اشكر واثني على الطرفين معا وليس احدهم لأنك عندما تصف شخص ما بصفة طيبة يحاول أن يتقمصها ولو خلال الجلسة كان تقول ( انتم أحسن من غيركم انتم على قدر عال من الاحترام مشاء الله وأمثال ذلك من الكلام الطيب لان الكلمة الطيبة تصنع معجزة )
منقول
اترك تعليقاً