المرأة .. بيئة العمل والقوانين هل انصفت؟
مع تطور المجتمع و تغير احتياجاته وزيادة الأنشطة الاقتصادية من جهةو ارتفاع مستوى التعليم، ازدادت العوامل المؤثرة على سوق العمل وبالخصوص دخول العنصر النسائي في المملكة بقوة خلال السنوات القليلةالماضية.بيئة العمل والأنظمة ركزت بالأساس على افتراض هيمنة العنصر الرجالي بحيث شكل دخول المرأة على الخط حاجة مستمرة لتحسينها بما يتناسب مع المتغيرات.
على الأرض، هل هيئت بيئة العمل للمرأة من ناحية الأنظمة وطبيعة العمل ؟ ماهو وضع المرأة مقارنة بالدول الأخرى؟ ماذا نحتاج لجعل بيئة العمل أفضل ؟ هل أعطيت المرأة الفرصة لتقول كلمتها بشأن يخصها هي أولا؟ يمثل العنصر النسائي في المملكة أكثر بقليل من نصف عددالطلاب في مختلف المراحل ( بما فيها الجامعية) ولكن لاسباب تنظيمية تتركز تخصصاتهم في مساري التعليم والعلوم الطبية كونهما يوفران أكبر قطاعين للتوظيف.
لكن عندما نتجه لسوق العمل نجد أنه تمثيل المرأة يهبط الى 15% فقط. رفاهية الشعوب نتاج عملهم والناتج سيكون ضعيفا بالتأكيد اذا كانت نسبة كبيرة من نصف المجتمع معطل أو غير مستغل انتاجيا بشكل صحيح. طبيعة المجتمع، خصوصية الدين والعادات لم ولن تكون حاجز عن الدخول فلماذا نكبل أنفسنا بقيود ليس لها أساس. عملت المرأةالمسلمة في الجيش،الرعي،الزراعة والتجارة ولم يكن تواجدها غريبا.
التغير والتطور للأفضل مطلوب دائما مع حفاظنا على تقاليدنا. عادات المجتمع ونظرته للأمور تتغير باستمرار والتقبل يكون أصعب في البداية.
رغم التقدم الحاصل في ظروف العمل للمرأة بشكل عام في مايصنف بالدول المتقدمة (أوروبا،أمريكا واليابان) إال أن البيئة بشكل عام ليست مكتملة. مثلا، الفرق بين رواتب الرجال والنساء في بريطانيا سجل 20 % عام 2014 رغم تحسنه بشكل طفيف عن السنوات السابقة (فاينانشال تايمز). منظمة العمل الدولية قدرت المعدل العالمي لفرق الرواتب بحدود 23 %. في دراسة لجامعة ويسكونسن ميلووكي الأمريكية نشرت في جريدة الواشنطن بوست ، من بين 5,000 متخرجة خلال ال 60 سنة الأخيرة في تخصصات هندسية، 40% منهن لم يكملن مشوارهن الوظيفي أو لم يبدأوه أصلا.
الخريجات مثلن 20% من المجموع العام لكليات الهندسة ولكنهن يمثلن 11% فقط من سوق العمل. أهم الأسباب التي أدت لهذه النتيجة كانت : عدم اعطاءهم فرصة مساوية مقارنة بلرجال. النظرة للمرأة أنها ذات قدرات أقل. طبيعة أوقات العمل الطويلة للأعمال الهندسية (والتي تؤثر بدورها على الحياة العائلية للمرأة). في دراسة أخرى، ذكر أن نسبة اصابة المسئولات التنفيذيات بالإكتئاب تزيد ب 47 % عن نظرائهن الرجال بسبب الضغوط العملية والمراقبة التي يرون أنها تتركز عليهن كونهن إناث. ماسبق أمثلة بسيطة لما تعانيه المرأة العاملة خارج المملكة وسط مجتمع بظروف مختلفة ، تجربة أوسع وقوانين مساواه ونقابات عمال وغيرها.
أما بالنسبة لنا فالوضع مازال في بدايته ويمكن اختصار بعض مايفترض وجوده تسهيلا لعمل نسائنا وبناتنا بالنقاط التالية: تأسيس جمعية/إدارة حكومية تعنى بشئون المرأة يكون الدور الأكبر والفاعل فيها لسيدات سعوديات بحيث تكون قريبة من صانع القرار. فتح المجال التعليمي والوظيفي بشكل أكبر بحيث تعطى فرص متكافئة مع الرجل وخصوصا في الأعمال التي لاتتطلب العمل في الميدان (مثل حقول النفط ) توفير مواصلات عامة تتكفل بتنقلاتها وتكفيها الحاجة لسائق يقاسمها راتبها. تطبيق توصيات انشاء مراكز رعاية للامومة بحيث تطمئن الأم لوضع ابنائها وتتفرغ للانتاج تنظيم وتطبيق قوانين وعقوبات ضد التحرش بدون مجاملات أو محسوبيات لردع صاحب كل نفس مريضة من التعدي على السيدات.
أخيرا أحب أن أذكر أن عمل المرأة بمختلف المجالات هو الشئ الطبيعي للانسان والمجتمع وبدلا من حبسها او التضييق عليها ، يفترض حمايتها وتوفيرمايضمن لها كرامتها وانسانيتها. ولنجعل من قول رسولنا الكريم عليه السلام ” إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ” محور لتعاملنا مع من تمثل الأم،الزوجة،الأخت والإبنة.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً