مقال قانوني حول أساليب البحث في علم الاجرام
أ/ حنين نصار
اولا :- تعريف علم الإجرام :-
لا يمكن وضع تعريف جامع مانع لعلم الإجرام لانه علم حديث النشأة ومن ناحية أخرى فهو علم وثيق الصلة بغيره من العلوم التى سبقته فى الوجود والتى تسهم بأبحاثها ودراساتها الإنسانية والاجتماعية فى تقدم وازدهار علم الإجرام .
ونتعرض الان للتعريفات التى قيلت فى علم الإجرام :-
التعريف الاول :- يعرف ( نيسيفورو ) علم الإجرام بأنه ” العلم الذى يشمل جميع الأبحاث والدراسات المتعلقة بالجريمة والمجرم والبيئة و أسباب الإجرام والوقاية منها وقمعها .
التعريف الثانى :- يعرفه البعض بانه ” علم أسباب الجريمة ” .
التعريف الثالث :- يعرفه البعض بانه ” الدراسة العملية للجريمة من جانبيها الخارجى والداخلى .
ثانيا :- أساليب البحث فى علم الإجرام :-
تتنوع أساليب البحث المستخدمة فى الدراسات الإجرامية بحسب موضوعات الدراسة ووجهتها فاذا كنا بصدد دراسة جماعية للظاهرة الإجرامية فاننا نلتقى باسلوب ( الملاحظة – والاسلوب الاحصائى
– والمسح الاجتماعى ) اما عند دراسة الجريمة كظاهرة فردية فاننا نلتقى باسلوب ( المقابلة – والاستبيان – والفحص العلمى ” الاكلينيكى ” ) .
وسوف نتعرض لكل اسلوب من هذه الاساليب كما يلى :-
1- الملاحظة :-
يستخدم هذه الاسلوب لجمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة الإجرامية عن طريق تسجيل الباحث لكل ما يصل الى ادراكه من معلومات تمس العينة التى اتخذها موضوعا لبحثه سواء تعلقت العينه بأفراد معينين او بجرائم معينه وقد تكون الملاحظه ( بسيطه ) اى يستخدم الباحث فيها حواسه الطبيعية كالمشاهدة والاستماع ، وقد تكون الملاحظه ( منظمه ) وفيها يستعين الباحث بأدوات معينه تساعده فى جمع المعلومات مثل الاستمارات واجهزة التسجيل .
عيوب هذا الاسلوب :- النتائج التى يتوصل اليها الباحث تكون معبره عن وجهته الشخصية وتقديره الخاص بعيدة عن الموضوعية .
2- الاحصاءات الجنائية :-
تستخدم الاحصاءات الجنائية كاسلوب للتوصل الى الكشف عن روابط السببية التى تربط بين
الظاهرة الإجرامية وبين العديد من المؤثرات والعوامل الطبيعية والاجتماعية مثل ( الاصل والسن والجنس ) والطبيعية ( نوع الطقس وطبيعة الاقليم ) .
والاجتماعية ( الظروف الاقتصادية والثقافية والسياسية ) وتصنيف هذه الاسباب بحسب مدى وقوه تاثيرها على هذه الظاهرة .
عيوب هذا الاسلوب :-
1- النتائج التى تتوصل اليها الاحصاءات الجنائية لا تاتى معبرة تماما عن وضع الظاهرة الإجرامية بكامل ابعادها الحقيقية فى المجتمع .
2- عجزها عن تقديم تفسير واضح ومحدد لمسببات الظاهرة الإجرامية .
3- المسح الاجتماعى :-
يقصد بهذا الاسلوب تجميع البيانات والمعلومات الخاصة بالسلوك الإجرامى الذى تنتهجه فئه معينه من افراد المجتمع ( كالأحداث ومدمنى المخدرات والمتشردين والمشتبه فيهم ) او الخاصة بنوعية من الجرائم
( مثل جرائم الدعارة والمخدرات ) خلال فترة معينه او فى بيئة اجتماعية معينه ( مدينه – قرية – حى ) . ويوجد طريقتين للمسح الاجتماعى الإجرامى هما ( مسح الجريمة – المسح البيئى ) .
4- المقابلة :-
هذا الاسلوب قاصر على دراسه الجريمة كظاهرة فردية اى ان يقوم الباحث بتوجيه بعض الاسئلة التى يطرحها بطريقة معينه الى الفرد او الافراد محل الدراسة ليتوصل من خلال الاجابات المقدمه عن هذه الاسئلة الى الكشف عن المعتقدات والقيم والنزعات الطائفية فى نفس الشخص والتى تدفعه الى سلوك طريق الإجرام .
5- الاستبيان :-
لا يختلف الاستبيان عن المقابلة الا فى اسلوب توجيه الاسئلة00 التى يوجهها الباحث الى الفرد او مجموعه الافراد موضوع الدراسة فبينما توجه الاسئلة فى المقابلة الى الفرد او الافراد محل الدراسة مباشرة وبطريقة شفهيه فان الاستبيان تصاغ اسئلته فى استماره تسلم الى هؤلاء الافراد او ترسل اليهم بطريق البريد .
عيوب هذه الاسلوب :- انه يكون قاصر على من يعرفون القراءة والكتابة .
6- الفحص المعملى ( الاكلينيكى ) :-
يقصد بهذا الاسلوب دراسة شخص المجرم دراسة شامله من الناحيتين العضوية والنفسية عن طريق أخصائيين فى جميع المجالات التى تطلبها هذه الدراسة اى ان اسلوب الفحص المعلمى او الاكلينيكى مؤداه تشريح شخص المجرم من جميع الاوجه بواسطه اخصائيين فى كل ما يمس النفس البشرية للوقوف على نقاط الضعف فيه وتحديد اسلوب معاملته تهذيبيا وتقويميا .
اترك تعليقاً