جرائم الإبتزاز الإلكتروني تهدد الأمن المجتمعي بالاردن
عاملت وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام وفق مديرها الرائد رائد الرواشدة مع 3800 شكوى حول عمليات الإبتزاز الإلكتروني عبر مواقع التواصل الإجتماعي خلال العام 2016 ، في حين تلقت الوحدة عام 2015 مع 2200 شكوى ، مبيناً أن غالبية ضحايا هذه الجرائم من الفتيات .
وأكد الرواشدة أن 70% من هذه الشكاوى التي تتلقاها وحدة الجرائم الإلكترونية يتم كشف المتورطين فيها.
ولم تكن هذه الفتاة وحدها من وقعت فريسة في جحر أحد المبتزين، لكن ربما تكون من بين القليلات اللواتي قررن الخروج عن صمتهن والبوح بسر كان كالصخرة جاثما فوق صدورهن، فالكثير من قصص ابتزاز النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أغلقت قبل أن تكشف تفاصيلها، فمنهن من استسلمن وسلمن أنفسهن أو أموالهن للمجرمين طواعية خشية صورة قد ينشرها لهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأخريات قررن كسر حاجز الصمت والتبليغ عن هوية المبتز للأجهزة الامنية.
في الأردن لم تكن الفتيات بأمن من شر هؤلاء، فالعديد من الشكاوى تم تسجيلها لدى وحدة الجرائم الالكترونية التابعة لمديرية الأمن العام
فكيف تقع الفتاة ضحية لابتزاز الكتروني، وما هي الطرق التي يتبعها الجناة للايقاع بفرائسهم، وهل الاطفال والرجال بمأمن من شر هؤلاء ؟
الإبتزاز الإلكتروني هو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو فيديو أو تسريب معلوماتٍ خاصة وسرية تخص الضحية ، ومقابل عدم النشر على الضحية أن يقوم بعدة أمور أهمها :
دفع مبالغ مالية ، استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة ،وفي حال كانت الضحية فتاة قد يطلب المجرم منها علاقة جنسية وإن رفضت ذلك فعليها تحمل تبعات نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز وسائل الإبتزاز الإلكتروني هي موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك ، وتطبيق سكايب ، والبريد الإلكتروني والعديد من تطبيقات التواصل الإجتماعي التي تتيح لمستخدميها إجراء مكالمة فيديو وهي منتشرة بكثرة.
مراحل عملية الإبتزاز الإلكتروني تبدأ عندما يُنشئ المجرم صفحة له على مواقع التواصل الإجتماعي باسم فتاة بعدها يضع صور وهمية لفتاة حسناء، وخلال ذلك يحدد المجرم الشخص المستهدف ، عندها يقوم بإرسال طلب صداقة للشخص المستهدف ، ومن ثم يستدرجه لمحادثة مرئية ، وهنا يقوم المُجرم بتسجيل المحادثة الفاضحة بينهما .
وأخيراً يقوم المجرم يبدأ المجرم بتهديد الضحية بنشر الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومقابل عدم نشر الفيديو على الضحية تحويل مبلغ مالي أو تسريب معلوماتٍ سرية وربما تصل درجة التهديد للطلب من الضحية القيام بأعمالٍ مخلة بالشرف.
تشير الارقام الرسمية الى ان عدد حالات ابتزاز النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تم التبليغ عنها هي الأكبر مقارنة بجرائم إبتزاز الرجال أو الأطفال ، ففي عام 2016 سجلت وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام ما يزيد عن 3800 شكوى ، لكن الأرقام الحقيقية لحالات الابتزاز ربما تكون مضاعفة عشرات المرات، فكم من فتاة ابتزها صديقها وهددها بنشر صورها ان لم ترضخ لمطالبه فصمتت ولم تخبر احدا، واضطرت لان تقبل بأي شيء يطلبه منها.
ثمةَ من يرى أن القانون كان سبباً من بين أسبابِ كثيرة ساهمت في انتشار جرائم إبتزاز الأشخاص عبر الإنترنت فالكثيرون يرون أن القانون ليس رادعاً لمقترفي هذا الجرم، ما دفعنا لطرق باب مجلس النواب بيت التشريع الأردني.
سذاجة بعضهن ومكر ودهاء الجناة كانا سببين رئيسين في نجاح قصص الابتزاز، فبعض الفتياة وصل بهن الحال لمحاولة الانتحار هربا من الفضيحة، وقصص أخرى قد يطول الحديث عنها، لكن ثمة أشخاص مختصون قد يقدمون لهن المساعدة.
قد يعتقد الكثيرون ان الرجال بعيدون عن هذه القضايا، إلا ان الرجال باتوا ايضا مهددين للابتزاز من قبل مجرمين في الداخل والخارج، لكن هنا يستدرج الجاني ضحاياه على انه فتاة حسناء تطلب من الشخص إجراء محادثة جنسية بينهما ، لكن المجرم هنا سيقوم بتسجيل مكالمة الفيديو بينهم، وعلى الضحية ان يدفع او ينشر له الفيديو.
إن كنت تخشى الوقوع في فخ هؤلاء المُبتزين فعليك القيام بما يلي :
– تجنب قبول صداقات عبر مواقع التواصل الإجتماعي من أشخاص مجهولين
– لا تُجب على أي رسالة تصل من مصدرٍ مجهول
– تجنب مشاركة معلوماتك الشخصية مع الآخرين
– ارفض إجراء أي مكالمة مرئية مع أي شخصٍ مجهول الهوية
– لا تدع الصور المغرية التي يضعها المجرم على صفحته لاستدراجك تغريك
وفي حال تعرضت لعملية إبتزاز وقام المجرم بتسجيل فيديو خاص لك عليك القيام بما يلي :
– عدم التواصل مع الشخص الذي يبتزك مهما حاول الضغط عليك
– إحرص على أن لا ترسل له أي مبالغ مالية
– قم بعملية إلغاء الصداقة بينكما
– وتجنب الوقوع في أي مشادات كلامية مع المبتز أو تهديده
– على الفور عليك التوجه للأجهزة الأمنية وإبلاغهم بما حصل.
ابتزاز من نوع اخر قد يتعرض له كثيرون، وربما الجميع، لكنه هذا النوع يطغى عليه الصفة المؤسسية، اي ان القائمين عليه ليسوا افراد، انما مؤسسات دولية قد تعطي الحق لنفسها بأن تخترق كاميرا هاتفك او حتى تلفازك وتسجل لك ما تشاء وهذا ما اشارت له وثائق وكيلكس مؤخرا، أضف إلى ذلك كثرة التطبيقات التي يمكن من خلالها استعادة الصور الشخصية عن الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر المحمول، فنصيحة خبراء التكنولوجيا ” لا تضع صورك الخاصة على هاتفك أو أجهزتك الإلكترونية ، فمهما فعلت بإمكانهم استعادة صورك الخاصة.
العائلة بأكملها لم تعد في مأمن من هذه التطبيقات الذكية التي لا يحسن كثيرون استخدامها، فبات الاب والام مطالبان بحماية انفسهم وأطفالهم من هذا الشر المتربص لهم.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً