5 أسئلة تعرفك بكل شيء عن الجرائم الإلكترونية
يصف الإنتربول (الشرطة الدولية) الجرائم الإلكترونية بأنها الشكل الأكثر نموًا وانتشارًا من بين كافة أنواع الجرائم؛ لزيادة تنامي استخدام الوسائل الرقمية والتكنلوجية الحديثة وتمكين تلك الوسائل الأشخاص من التخفي ومسح أي أثار لأنشطتهم وذلك بكل سهولة ويسر.
ومع دخول المزيد من الجهات أفرادًا وشركات إلى الفضاء الرقمي المتمثل بالإنترنت، صارت تظهر الجرائم الإلكترونية على شكل سرقة البيانات، هجمات مضرة بأنظمة التشغيل أو الأجهزة الحاسوبية الخاصة بالشركات أو الأفراد، عمليات سرقة واختلاس للحسابات المصرفية والمالية، الابتزاز عبر الإنترنت، وحتى الإرهاب أحيانًا. هنا سنجيب عن خمسة أسئلة من خلالها ستعرف كل شيء عن الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية بأشكاله المختلفة.
1 – ما هي الجريمة الإلكترونية؟
لا يوجد تعريف محدد ومتعارف عليه فيما يخص الجريمة الإلكترونية، ولكن عادة ما يتم الإشارة إلى أي شكل من الأنشطة الإجرامية التي تستخدم الكمبيوتر أو الإنترنت والأنظمة الحاسوبية عمومًا للقيام بأي أنشطة وأعمال غير قانونية كجريمة إلكترونية. كذلك تشمل الأشخاص أفرادًا أو جهات الذين يقومون بأي أعمال غير شرعية في فضاء الإنترنت والعالم الرقمي.
وكما كل شيء في هذا العالم، تزداد الجرائم الإلكترونية تعقيدًا يومًا عن يوم ومع تطور الأدوات التي تستخدم لتنفيذها. إذ كانت بدايات ظهور الجرائم الإلكترونية تقتصر على عمليات اختراق عبر أكواد برمجية لحاسوب أو مجموعة بيانات على سيرفر، اليوم تكلف بعض الجرائم الإلكترونية ملايين الدولارات وتحتاج إلى مختصين وعباقرة أنظمة حاسوبية ومعلومات للقيام بها.
2 – ما هي أبرز أنواع الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية؟
يتفرع هذا الشكل من الجرائم إلى العديد من الأنواع لعل أبرزها التالي:
الاختراق أو “التهكير” والذي يعتمد على الوصول إلى البيانات والأجهزة الإلكترونية دون إذن مالكها والذي قد يكون فرد أو جهة ما، وتختلف الأهداف لهذا النوع من الجريمة، كأن تكون بهدف إتلاف البيانات أو تخريب الأجهزة أو الحصول على بيانات سرية منها.
الهجمات الفيروسية ويعتمد فيها المهاجم أو المجرم على إرسال برمجيات خبيثة تدعى الفيروسات إلى جهاز الضحية أو نظام التشغيل الذي يريد مهاجمته، ليقوم الفيروس بمهمة معينة صمم من أجلها مثل تخريب البيانات أو حذفها أو أرسالها إلى جهاز آخر.
التصيد، والذي يستهدف في الغالب أرقام الحسابات المصرفية أو بطاقات الائتمان أو كلمات السر الخاصة بشخص أو جهة معينة، وذلك عبر التنكر على هيئة موقع أو خادم قانوني، كأن يصل إلى الضحية بريد إلكتروني يحوي رابط معين فيقوم الضحية بفتحه معتقدًا بأنه موقع طبيعي فيتم اصطياده وتسجيل بياناته، ويكون الرابط ذاك غير قانوني وإنما تم تصميمه لارتكاب الجريمة.
جرائم الابتزاز الإلكتروني والتي تستهدف أما أفراد أو جهات مثل الشركات، كأن تستهدف موقع معين بهدف التخريب.
جرائم الاحتيال والتي قد تكون على شكل استخدام بيانات ومعلومات شخص آخر دون أذنه بهدف تشويه سمعته مثلًا، أو قد تكون على شكل سرقة أموال من شخص معين عبر التلاعب والاحتيال عليه.
جرائم التعقب والمطاردة وتتم بهدف ملاحقة شخص ما إلكترونيًا وتعقبه عبر الرسائل والبريد الإلكتروني وكل المواقع والخدمات الإلكترونية التي يستخدمها، وقد تكون لغايات مختلفة.
الإرهاب الإلكتروني وهو شكل من الجرائم الإلكترونية المنظمة التي تقوم بها عصابات أو مجموعات متخفية ويمكن أن تستهدف الجهات والشركات والمنظمات الدولية والحكومات حتى.
هذه أبرز الجرائم الإلكترونية المعروفة وأكثرها انتشارًا. معظم هذه الأشكال من الجرائم الإلكترونية تتطلب أشخاص محترفون في مجال البرمجة والحواسيب وأنظمة التشغيل حتى يتمكنون من القيام بها ولا يمكن لأي كان القيام بأي منها بسهولة.
3 – ما هي مخاطر الجرائم الإلكترونية؟
هناك العديد من المخاطر التي تنتج عن شيوع وانتشار الجرائم الإلكترونية بمختلف أنواعها، فهي تعد بمثابة تهديد لأمن المجتمع وسلامته، خاصة عندما تستهدف تلك الجرائم الأجهزة الحكومية في الدولة، مثل البنوك والمشافي والدوائر الرسمية والتي قد ينتج عنها تعطل لمصالح الشأن العام، أو السطو على الحسابات المصرفية والذي سينتج عنه خسارات فادحة لكل من الدولة وأفراد المجتمع على حد سواء.
كذلك يمكن أن ينتج عن الجرائم الإلكترونية انتهاك الخصوصيات وإساءة استخدام بيانات المواطنين أو عملاء الشركات في حال تم الوصول لتلك البيانات من قبل مرتكبي هذه الجرائم، فضلًا عن انتشار الجريمة المنظمة بصور وأشكال مختلفة مما يتيح للمجرمين أدوات أكثر لممارسة أعمالهم وأنشطتهم الغير قانونية.
يمكن أن يصل خطر الجرائم الإلكترونية إلى انتشار تجارة المخدرات وتعاطيه على سبيل المثال، كنتيجة لسهولة وصول المجرمين إلى بيانات الأفراد، وبالتالي التواصل معهم والاحتيال عليهم عبر العديد من الطرق والوسائل نظرًا لخبرة المجرمين في مثل هذه الأمور والوسائل.
باختصار يمكن أن تصل الجرائم الإلكترونية إلى إلحاق الضرر بكافة قطاعات المجتمع، حتى إلى الجهات والأفراد البعيدين كل البعد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية والإنترنت، وتزيد مخاطر الجرائم هذه مع تطور الوسائل والتقنيات المستخدمة فيها ومع ازدياد الأدوات التي يمكن للمجرمين استخدامها في أنشطتهم المسيئة تلك.
4 – كيف تتم مكافحة الجرائم الإلكترونية؟
الجهود المبذولة لمكافحة الجرائم الإلكترونية في الغالب تكون جهود حكومات وعلى مستوى دولي، بالإضافة إلى بعض الجهات والمنظمات الكبرى التي تسعى لحماية نفسها من أي شكل من الجريمة الإلكترونية عبر العديد من الوسائل مثل برامج الحماية المخصصة ذات الأمان العال والتي يتم تصميمها لمثل هذه الأغراض.
بالنسبة للجهود الحكومية تشمل القوانين التي عادة ما يتم فرضها في جميع البلدان على المرتكبين لهذه الجرائم بهدف الردع ومنع الأخرين من الإقدام عليها، كذلك تشمل خطوات المكافحة من الحكومات تحديث القوانين والتشريعات باستمرار لتلائم التطورات التقنية والتكنلوجية الحاصلة لتستوعب ما يستجد من هذه الأنواع الجرائم.
أيضًا نشر التوعية بهذه الجرائم تعد جزء من سياسة مكافحتها، إذ دائمًا ما تنشر الحكومات برامج توعوية بهذا الشأن بهدف زيادة اطلاع المجتمع على أشكال الجرائم الموجودة اليوم مما يساهم ذلك في زيادة الوعي وبالتالي الحد من انتشارها. هذا بالإضافة إلى إن معظم الحكومات اليوم صار لها دوائر خاصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية تتبع لجهاز الشرطة، وبالتالي يمكن للمواطنين التبليغ مباشرة عن أي شكل من هذه الجرائم.
5 – ما هو دورك كفرد في مكافحة الجرائم الإلكترونية؟
الوعي بمفهوم الجرائم الإلكترونية وأشكالها يعد أولى مسؤوليات الفرد تجاه هذا الشكل من الجرائم، وانطلاقًا من الوعي به يمكن عندها توسيع دور الفرد تجاه مكافحة الجرائم المعلوماتية والإلكترونية والذي قد يشمل التبليغ عن الأنشطة المشبوهة مثلًا، عدم المساهمة بأي شكل من الأشكال بدعم أو الترويج لأية أنشطة أو آراء غير موثقة المصدر، وعدم التعامل الإلكتروني أو منح البيانات الشخصية أو أي معلومات حساسة لأي جهات غير رسمية.
أما على صعيد الحماية الشخصية وحماية البيانات الخاصة بك في الإنترنت، فيمكن أن تكون حذر أكثر تجاه الإفصاح عن معلوماتك وبياناتك الشخصية والخاصة، وعدم السماح لأي برامج غير موثوقة بالوصول إلى أي من معلوماتك تلك، بالإضافة إلى الحد من الأنشطة الإلكترونية الغير ضرورية.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً