الهيئة السعودية للملكية الفكرية
بقلم: لمى الشهري
محامية متدربة
بدايةً وحتى يسهل على القارئ الكريم قمت بتعريف ماهي الملكية الفكرية بشكل عام والتي عرفها فقهاء القانون على أنها “مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والاصناف النباتية”
أما الجهات المختصة لحماية الملكية الفكرية في المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن هي: وزارة التجارة والاستثمار، وزارة الاعلام، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. أما الأنظمة المتعلقة بالملكية الفكرية هي: نظام العلامات التجارية ، نظام براءات الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية ، نظام حماية حقوق المؤلف، نظام الأسماء التجارية.
واستكمالاً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ورفع مستوى الوعي والمعرفة بأهمية الملكية الفكرية داخلياً وخارجياً والسعي المستمر لتطوير الأداء وفق أحدث التطورات التقنية صدر في تاريخ 14/09/1439هـ الموافق 28/04/2018م القرار القاضي بالموافقة على تنظيم “الهيئة السعودية للملكية الفكرية”
تعتبر الهيئة السعودية للملكية الفكرية ضمن منظومة وزارة التجارة والاستثمار وتهدف إلى تنظيم مجالات الملكية الفكرية في المملكة ودعمها وتنميتها ورعايتها وحمايتها وإنفاذها والارتقاء بها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية من خلال تسجيل حقوق الملكية الفكرية وتوفير كافة المعلومات المتعلقة بها وإتاحتها للجمهور والتوعية بها، إضافةً لبناء اقتصاد متقدم قائم على الاستفادة من حقوق الملكية الفكرية.
كما تتولى الهيئة تمثيل المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بحقوق الملكية الفكرية، والدفاع عن مصالحها، وإبداء الرأي في شأن الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الالتزامات المترتبة على انضمام المملكة إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالملكية الفكرية.
ومن أهم ما قامت به المملكة في هذا الشأن انضمامها إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) بتاريخ 22 مايو 1982، ثم الانضمام لاتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية واتفاقية بيرن لحماية المصنفات الأدبية والفنية بتاريخ 11 مارس 2004، وايضاً اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS Agreement)
فيما وعدت الهيئة السعودية للملكية الفكرية بانضمام المملكة مستقبلاً إلى عدة معاهدات ومنها: معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات، أتفاق لاهاي بشأن الإيداع الدولي للرسوم والنماذج الصناعية، تصنيف فيينا للعناصر التصويرية للعلامات، تصنيف نيس للسلع والخدمات، واتفاقية مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات، وهناك الكثير ايضًا من المعاهدات التي سيتم الانضمام اليها والتي من شأنها جعل المملكة شريكاً له مكانة عالمية.
وتأتي الاستراتيجية الخاصة بالهيئة بشكلها الحالي متناسقة ومتناغمة مع رؤية المملكة 2030 وهناك العديد من الاهداف الاستراتيجية للهيئة والموزعة على 7 برامج من برامج تحقيق الرؤية: برنامج التحول الوطني، برنامج تعزيز الشخصية الوطنية، برنامج الشراكات الاستراتيجية، برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، برنامج التعليم، برنامج ريادة الشركات الوطنية، برنامج جودة الحياة.
وكذلك اتبعت الهيئة نهجاً متعدد الابعاد لتعزيز الوعي ومنه تثقيف العاملين في مجال الملكية الفكرية وذلك بتكثيف الجهود سعياً لإعداد برنامج ماجستير متخصص في مجال الملكية الفكرية وتطوير اكاديمية الملكية الفكرية من اجل توسيع نطاق قدرات المتخصصين في مجال الملكية الفكرية من خارج الهيئة وايضاً يأتي نهج توسيع مدى وضوح المنظومة بزيادة العلاقات العامة عن طريق الاستفادة من اليوم العالمي للملكية الفكرية بشكل فعّال ومنح الجوائز وغيرها.
وقد قامت الهيئة بتنظيم ورش عمل عديدة حيث تُقدم هذه الورش تعريفاً بماهية الهيئة السعودية للملكية الفكرية وأعمالها وتطلعاتها القادمة ومناقشة لتطبيقات عملية داخل وخارج حدود المملكة العربية السعودية، كما اقدمت على تصميم وإطلاق برامج في سبيل تعزيز احترام الجمهور لحقوق الملكية الفكرية.
وأخيراً تتمثل الهيئة السعودية للملكية الفكرية في أن تكون هيئة متكاملة للملكية الفكرية ذات اعتبار عالمي, ومحوراً رئيسياً للملكية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً