مهنة المحاماة في الامارات
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
مقال نشر في كتاب كنوز المحامين للأستاذ أسامة توفيق أبو الفضل
يتحدث فيه صاحب المقال عن تجربة شخصية له في مرافعة أمام محكمة تجارة السين في باريس تعكس قدسية المحاماة وذوق السادة القضاة في تعاملهم مع المحامين , أردنا تسليط الضوء عليها لما فيها من أثر بالغ وموقف رائع يعكس مدى العلاقة بين السادة القضاة والمحامين ,
حيث يتحدث كاتب المقال قائلا:
لما كان يوم الجلسة التي أعدت للمرافعة رأيت أن أزور رئيس المحكمة زيارة المجاملة التقليدية, وأن أسأله عن موعد صدور الحكم, لأنظم سفري أو بقائي في ضوء جوابه.
وقد طلبت إلى المحامي الذي عهدت إليه بالدعوى أن يرافقني في هذه الزيارة,وإذا به يستأذنني في الانتظار قليلاً ريثما يحضر الزملاء الذين يمثلون جميع الأطراف في الدعوى.ففطنت إلى ما في هذا التصرف من ذوق مرهف, سواء أكان ذلك في تكريم الزميل الذي يود أن يقوم بزيارة المجاملة, أم كان ذلك في احترام القاضي الذي ستكون الزيارة له.
فلما اكتمل عددنا دخل أمامي المحامي الذي اخترته للمرافعة في دعوانا ثم دخلت أثره, وتبعني الباقون , فقدمت إلى رئيس المحكمة بالعبارات التي تنم عم آداب مسلكية عريقة …
وكان في جملة التعريف أنني نقيب سابق لنقابة دمشق
وقد لبثت عشرين دقيقة أحدثه وحدي ويحدثني , حتى إذا رأيت الزيارة قد انتهت استأذنت بالانصراف فانصرفنا جميعاً, وأجلسني زملائي في المقعد الأول من الصف الأول المخصص للمحامين,وجلسوا هم حول منضدة متقابلين, متهيئين للمرافعة .وكنت قد اتفقت مع الأستاذ وكيلنا على جميع النقاط سواء منها ما يتعلق بالوقائع أو بالقانون, وأعددنا مذكرة إضافية حول ما يدور في الدعوى, وكان وكيلنا آخر من رافع في الدعوى ,فما كاد ينتهي من كلامه حتى رأيت الرئيس يتوجه إلي ويقول: سيدي النقيب, الكلام لك :
كنت أعلم قبل هذا النداء أن القانون الفرنسي
يمنع على المحامي غير الفرنسي المرافعة أمام محاكمه ,ما لم يكن هناك اتفاق قضائي يجيز ذلك . وقد علمت أن دولتي بلجيكا وسويسرا وحدهما, هما اللتان قد اتفقتا مع فرنسا على حق تبادل مرافعة المحامين أمام المحاكم .فلما سمعت نداء الرئيس أصابتني الدهشة ,وكان ينعقد لساني من وقع المفاجأة, فما كنت انتظر أبداً أن أكلف بالكلام, أضف إلى ذلك أن الزميل الذي رافع عن قضيتنا لم يترك شاردة أو واردة إلا وقد أتى عليها, فلم يدع لي شيئاً أتلفظ به فنهضت من مكاني وهل علي من حرج إذا قلت أن العرق يتصبب مني؟ ثم جمعت نفسي ..
وحزمت أمري, وسرت بخطى ثابتة من مقعدي,
وتقدمت نحو المنضدة التي أعدت للمحامين المترافعين وقلت : سيدي الرئيس! ما كنت انتظر أن ادعى إلى الكلام لأنني أعلم أن القانون الفرنسي لا يعطيني هذا الحق .. وما كدت أصل إلى هذا الحد من كلامي حتى قاطعني بكثير من الرقة والأدب قائلاً:كلا ,كلا يا سيدي النقيب نحن هنا نبحث عن الحقيقة فتستطيع أن تقول كل ما تريد أن تقول. ثم أنك نقيب. وقد طويت آلاف الكيلومترات مهتماً بدعواك .
فهل يصح أن يمثل أمام المحكمة وأن لا تتكلم وأن لا ترافع , تفضل فأسمعنا , ونحن لك آذان مصغية !
زاد هذا الموقف شجاعتي ولكن ماذا أقول وخاصة بعد أن كان زميلي قد عرض موضوع القضية بكافة جوانبه ,فلم يكن مني إلا أن شكرت رئيس المحكمة على موقفه هذا وأكدت ناحية واحدة من نواحي الدعوى وانصرفت ……
هذا نموذج من العلاقة بين المحامي والقاضي والتي منبعها الاحترام والتقدير المتبادل أردنا الإشارة إليها متمنين أن تحذو العلاقة بين محامينا وقضاتنا حذوها أو بجانب من جوانبها….
مهنة المحاماة في الامارات شروط الحصول على رخصة المحاماة في الامارات شروط ممارسة مهنة المحاماة في الامارات قانون المحاماة الاماراتي الجديد قانون المحاماة الاماراتي 2017 شروط فتح مكتب محاماة في الامارات مرتبات المحامين المصريين فى الامارات رخصة المحاماة بوزارة العدل
اترك تعليقاً