مقال قانوني هام بعنوان انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشماليه
محمد مناور العبادي*
في الوقت الذي تسعى فيها جميع دول العالم للحفاظ على حقوق الانسان ، بل وتعظيمها والارتقاء بها ، يرفض حزب العمال الكوري الحاكم في كوريا الشماليه ، التجاوب مع اي من تقارير الامم المتحده المتعلقه بذلك ، ويصرعلى مواصلة سياسية العبوديه وانتهاكات حقوق الانسان في ظل صمت دولي ، من شانه تشجيع النظام ،على مواصلة سياساته القمعيه ضد مواطنيه .
ويبدو ان الامم المتحده وصلت الى قناعه مؤخرا ، بانه لم يعد من الممكن السكوت عن انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشماليه ، فدعت المجتمع الدولي ، على لسان مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي ، في تصريح لها الاسبوع الماضي ، الى “اجراء تحقيق أممي في سجل كوريا الشمالية بمجال حقوق الإنسان، لزيادة الضغط علي الحزب الحاكم ، واجباره على الاستماع لصوت العداله الدولية ، باحترام حقوق شعبه “، واصفة حقوق الانسان في هذه الدولة بانها ” يرثى لها . وان الشعب الكوري الشمالي محاصر ومقهور ولابد من تحريره “.
” وتؤكد الممارسات اليوميه للنظام الكوري الشمالي ، على ان الأمل قد تبدد في أن يعمل الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونج أون” على تحسين وضع حقوق الإنسان”. حسب مفوضةالامم المتحده الساميه لحقوق الانسان ، “مما يستدعي ان يلتفت العالم لمحنةالسجناء والاوضاع المترديه لحقوق الانسان في كوريا الشماليه ااكثر من تركيز دول العالم على البرنامج النووي وبرامج الصواريخ الكوري الشمالي” .
“ان نظام معسكرات الاعتقال “ينطوي على انتهاكات منتشرة من بينها، التعذيب، وأشكال عدة من المعاملة القاسية واللاإنسانية، الإعدام دون محاكمة، الاغتصاب، أعمال السخرة، أشكال العقاب الجماعي التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”. كما تقول المفوضة الدولية ” .
.
ويقدر عددالسجناء في كوريا الشماليه حسب تقارير الامم المتحده مابين 150-200 الفا، محتجزون في اربع معسكرات كبيره للاعتقال ، اضافة الى 189 مركز اعتقال. و تؤكد منظمة العفو الدولية ان ” معظم المعتقلين لم تتم محاكمتهم او سجنوا بموجب اعترافات ا نتزعت بالتعذيب “.
كما تؤكد تقارير محايده وفاة العشرات من السجناء بسبب الجوع اوالمرض او التعذيب فضلاعن وفاة عشرات المزارعين الذين اجبروا على التخلي عن محاصيلهم الزراعيه الى الجيش الكوري الشمالي الذي يحظى باولوية لدى النظام الكوري الشمالي
كونه اداة قمع يستخدمها ضد المناوئين والمعارضين لساساته
واستعرض اكثر من عشرين تقريرا للامم المتحده حول حقوق الانسان في كوريا الشماليه اانتهاكات حقوق الانسان التي وصفت بانه لامثيل لها عالميا .
وتضمنت هذه التقارير توصيات للسلطات الرسميه للاخذ بها،لانقاذ مواطنيها . الا ان الحزب الحاكم لم يلتفت الى اي من هذه التقارير ، بل اصر على مواصلة سياساته العدائيه ضد شعبه ، وعسكرة البلاد على حساب قوت هذا الشعب ، وصحته ، وسعادته ، وحريته ، ورفاهية ابنائه.
وممايدفع المجتمع الدولي الى التجاوب مع نداء الامم المتحده ، لوضع حد لانتهاكات كوريا الشماليه لحقوق الانسان ، الحقائق التي كشفهااكثرمن 25 الف كوري شمالي فروا الى كوريا الجنوبية ، مغامرين بحياتهم ،لان القوات الكوريه الشماليه تطلق النار على كل من يتحرك ،على الحدود الطويله بين البلدين
واكد تقرير صدر مؤخرا لمنظمة العفو الدولية ،ان السلطات في كوريا الشماليه قد أعدمت رمياً بالرصاص، أو قتلت في حوادث سير مدبّرة، 30 من الموظفين الحكوميين ، ممن شاركوا في المحادثات بين الكوريتين ، أو أشرفوا على الحوار الثنائي بينهما. اضافة الى عمليات اعدام تمت سرا وبدون محاكمات نم احصاء 37 حاله حتى الان
وفرضت الحكومه سيطره تامه على الاعلام ، اذ لايوجد وسائل اعلام خاصه مستقله، و تمنع الانظمه والقوانيين في كوريا الشماليه انتقاد الحكومه وقياداتها، تحت طائلة العقوبة بالاعتقال ، كما تمنع شبكة الإنترنت إلا لقلة منتقاة، وغالباً من خلال شبكة داخلية تخضع للمراقبة الحثيثة. وتطارد السلطات مستخدمي الهواتف المحمولة المهربه بينما يجرى اعتراض سبيل الاتصالات الهاتفية .
وهكذا فان جرائم النظام الكوري الشمالي ، وانتهاكات حقوق الانسان لم تقتصر على معارضيه السياسيين فقط ، بل انها شملت 16مليون من ابناء الشعب الكوري الشمالي ،من اصل25 مليونا، يعانون من انعدام الامن الغذائي ، وسوء التغذيه ،والامراض المرافقه لذلك ، مما اودى بحياة الالاف منهم حتى الان . اضافة الى اهمال القطاع الزراعي ،وافتقاره الى الاسس العصريه في الزراعه ،فضلا عن التخلف التقني للصناعه المدنيه السلميه ، بسبب تكريس الاهتمام الرسمي لبناء ترسانه نوويه ، على حساب جوع وفقرومرض وشقاء الكوريين
اترك تعليقاً