الفرق بين الحق الخاص والعام
ان الحق هو اسم من أسماء الله عز وجل ، والتي وصف نفسه بها وذلك في قوله سبحانه وتعالى : (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ)، و الله عز وجل قد خلق الناس وسن لهم حقوقا، وعرف كل انسان بها، كذلك وضع حدودا لرعايتها وحمايتها ، كما سن العقوبات الصارمة والرادعة التي تنفذ ضد كل من اعتدى عليها.
مفهوم الحقمفهوم الحق في اللغة
لفظ الحق قد ورد في اللغة بعدة معان ، فقد يستخدم في بعض المواضع باعتباره نقيض للباطل، كما جاء في قوله تعالى: “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق”.
و في مواضع أخرى قد يأتي للدلالة على الثبات ، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه في جوف الليل: “اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق…”.
وفي مواقع اخرى قد يأتي بمعنى النصيب، كما قال النبي صل الله عليه وسلم : “إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث”، كما يجيء لفظ الحق بمعنى العدل، قال تعالى: “والوزن يومئذٍ الحق”.
مفهوم الحق اصطلاحا
فهو كل ما يكون مختص به الشخص عن غيره، سواء كان مادة ومعنى، ويكون له قيمة، ومنه حق التأليف المعنوي وحق الملكية العادي، كذلك إنه كل اختصاص، الشرع يخول صاحبه بموجبه سلطة أو تكليف له.
مفهوم الحق في الإسلام
لمفهوم الحق في الإسلام دلالات واسعة، وتعريفات كثيرة حيث انه يطلق على ما يأتي:
– كل ما قد أوجبه الله عز وجل من الفروض، مثل الزكاة والتي هي تعتبر حق من حقوق الفقراء، وهي كذلك واجب على الأغنياء، وذلك لقوله عز وجل : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ*لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، ومن اهم الأمثلة على ذلك هي في زمن ابو بكر الصديق رضي الله عنه محاربة المرتدين ، وكذلك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة، لاها حق من حقوق الناس لا يجوز الاغفال او المهاودة فيه.
– او مثل الموت فهو حق على الجميع ، مهما قصر او طال عمر الإنسان، يأتي عليه وقت ولا بد أن ينتهي بالموت، لقوله عز وجل : (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ).
– كل ما ثبت حقه في الشرع، ومن الامثلة على ذلك حق الميراث للورثة وحق النفقة للمرأة المطلقة، وحق الإنسان في التحكم بما يملكه سواء من بيع أو شراء أو هبة أو وقف أو صدقة.
– اليقين الذي يكون مقرون بالحجج الطاهرة او بالأدلة الصحيحة، وكذلك الباطل الذي يتمثل بالزيف والشك الذي يكون مقرون بالحجج الناقصة والمريضة، فدعوى الأنبياء هي دعوى حق حيث تبرهن على ان الله موجود الله، فقال الله عز وجل :(ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كذلك يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) .
الفرق بين الحق العام والحق الخاص
الحق يتقسم إلى قسمين رئيسين، وهما
الحق العام
وهو ما يعرف بحق الإنسان، وهي عبارة عن حقوق يكتسبها الإنسان وذلك لمجرد كونه إنسانا فحسب. و تحت هذا الحق تندرج مجموعة من الحقوق العديدة ، الذي يكون منها له علاقة سواء بأمر مادي للإنسان يكون هدفه حمايته، أو ما يتعلق بأمر معنوي للإنسان، وايضا ما يكون يختص بالشخصية، سواء أكانت هذه الشخصية طبيعية أم اعتبارية.
1- الحقوق العامة التي تكون متعلقة بالأمور المادية للإنسان
ومن اهمها حق الإنسان في الحياة، وهو يعتبر من أسمى واعلا الحقوق التي يمكن ان يتمتع بها الإنسان، وان الإسلام رفع من شأنها، كما أوجب على البشرية كلها ، حمايتها وحفظها ، فقال تعالى: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”، وهنا يكون إشارة ذات أهمية بالغة لهذا الحق.
2- الحقوق العامة المتعلقة بالجانب المعنوي
وهي تتمثل في حق الإنسان في الحفاظ على شرفه وسمعته، وحقه في الاسم، وغيره.
3- الحقوق الشخصية
وهذه الحقوق تكون في متنوعة وعديدة، ومن هذه الحقوق : حق الإنسان في العمل ، وحقه في التملك، وحقه في التنقل ،وحقه في حرية المعتقد أو الدين، وحقه في الزواج.
وكل هذه الحقوق المجتمع يكفلها لجميع أفراده ، وذلك دون ادنى تمييز بينهم في ذلك، ويوجد لكل منها خصائصها وشروطها الخاصة بها.
الحق الخاص
الحقوق الخاصة تتميز بحيز ونطاق أصغر، وذلك عند مقارنتها بالحقوق العامة، و هي تنقسم الحقوق إلى قسمين، هما: الحقوق العائلية أو الأسرية، والحقوق المالية.
– الحقوق الأسرية
وهذه الحقوق تنتج عن طريق الزواج بين الزوجين، حيث تجد ان لكل من الزوجين والأبناء داخل هذا النظام لكل حقوقه الخاصة، حيث يكون للزوجة حسن التعامل والمعاشرة بينها وبين زوجها وحق النفقة ، ويكون للزوج الطاعة والاحترام، ويكون للأبناء حسن التعليم وحق التربية.
– الحقوق المالية
وتم تسميتها بالمالية لعلاقتها بكل الجوانب المتعلقة بالمالية بين أفراد المجتمع، حيث فيها الحق قائم على المال، ولأجلها تقتضي مصالح الناس، فلذلك يجب الاهتمام بها وحفظها ، فهي تكون تحت حماية القانون المدني بشكل مباشر وأساسي .
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً