عقوبة المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان وفقاً للنظام السعودي

المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان
يمتاز شهر رمضان في المجتمعات العربية بنكهة خاصة متمثلة بمجموعة من العادات والتقاليد المتنوعة، والتي تعطي الشارع العام شيئا من الروحانية والسكينة العامة، إضافة إلى أن الصيام الذي يمارس كعبادة مفروضة في هذا الشهر الكريم هو ركن من أركان الإسلام، ولذلك حرصت كافة القوانين العربية لصيانة هذه القدسية، وحماية السكينة العامة، وحرمة رمضان من أن تنتهك ممن ضعفت نفوسهم أمام رغباتهم وشهواتهم، ولم يمتثلوا للقيام بهذه الشعيرة المباركة.

وتعتبر المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان بالشارع العام جريمة يعاقب عليها القانون، فقد جاء في تحذير وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية بعدم ممارسة هذا السلوك بشكل علني في الشارع العام، سواء من المسلمين أو غير المسلمين، مراعاة لشعور الصائمين، وصيانة لحرمة شعيرة الصيام من أن تنتهك، وأن من يمارس هذا السلوك بشكل علني فإن العقوبة تناله وفق ما نصت عليه التعليمات والأنظمة.

أيضا جاء في القانون الكويتي رقم (44) لسنة 1968 «المعاقبة بغرامة لا تتجاوز مئة دينار وبالحبس مدة لا تتجاوز شهرا أو بإحدى هاتين العقوبتين على كل من جاهر في مكان عام بالإفطار في نهار رمضان، وكل من أجبر أو حرض أو ساعد على تلك المجاهرة، مع جواز إضافة عقوبة غلق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض لمدة لا تتجاوز شهرين». كما نصت المادة الثانية من القانون على أنه يجوز لوزير الداخلية إصدار قرار بإغلاق ما يرى ضرورة إغلاقه من المحال العامة في نهار رمضان تحقيقا لأغراض هذا القانون، ويعاقب المسؤول عن إدارة المحل العام إذا خالف قرار وزير الداخلية المذكور بالعقوبة المنصوص عليها في المادة السابقة.

كذلك جاء في القانون العماني رقم (7) لعام 1974 «يعاقب بالسجن كل من أقدم على نقض الصيام علنا في شهر رمضان من قبل المسلمين بدون عذر شرعي». وجاء في قانون العقوبات الاتحادي الإماراتي رقم 3 لعام 1987 في المادة 313 «يعاقب بالحبس أو الغرامة كل من يجاهر بفعل الإفطار في نهار رمضان أو يساعد عليه».

وما ذكرنا من قوانين تنص على عقوبات مشددة إنما هو على سبيل الرمز، وإلا فكل الدول العربية والإسلامية تنص على تجريم المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان دون مسوغ شرعي، لاعتبار أن انتشار مثل هذا السلوك غير الشرعي علنا في الشارع العام يحدث اضطرابا في المجتمع، وتختل السكينة العامة، وتجرح مشاعر الصائمين، والشريعة الإسلامية جاءت لصيانة الضروريات الخمس، وأولها الدين، من أن تنتهك حرماته. تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال.

عبدالله قاسم العنزي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

Share

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.