نقاش قانوني حول وظائف الجمعيات العامة
تحتل الجمعية العامة، والتي أنشئت في عام 1945 بموجب ميثاق الأمم المتحدة، موقعا مركزيا بصفتها جهاز الأمم المتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول وصنع السياسة العامة. والجمعية العامة، التي تتألف من جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 192، تمثل منتدى للمناقشات المتعددة الأطراف لكامل الطيف المتنوع للقضايا الدولية التي يشملها الميثاق. وهي تقوم أيضا بدور مهم في عملية وضع المعايير وتدوين القانون الدولي. وتنعقد الجمعية في دورة عادية مكثفة كل سنة من أيلول/سبتمبر إلى كانون الأول/ديسمبر، وتجتمع بعد ذلك بحسب الاقتضاء.
وظائف الجمعية العامة وسلطاتها
طبقا لميثاق الأمم المتحدة، يجوز للجمعية العامة القيام بما يلي:
أن تنظر في المبادئ العامة للتعاون في حفظ السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك نـزع السلاح، وأن تقدم توصيات بصدد هذه المبادئ؛
أن تناقش أي مسألة تكون لها صلة بحفظ السلام والأمن الدوليين وأن تقدم توصيات بشأنها، إلا إذا كان مجلس الأمن يناقش نزاعا أو وضعا يتعلق بتلك المسألة؛
أن تناقش، مع انطباق الاستثناء ذاته، أي مسائل تندرج ضمن نطاق الميثاق أو تؤثر على وظائف وسلطات جهاز من أجهزة الأمم المتحدة، وأن تقدم توصيات بشأن تلك المسائل؛
أن تشرع في إجراء دراسات وأن تضع توصيات لتعزيز التعاون السياسي الدولي وتطوير وتدوين القانون الدولي وإعمال حقوق الإنسان والحريات الأساسية والتعاون الدولي في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والتعليمية والصحية؛
أن تقدم توصيات لتسوية أي وضع قد يعكر صفو العلاقات الودية بين الدول تسوية سلمية؛
أن تتلقى تقارير من مجلس الأمن وأجهزة الأمم المتحدة الأخرى وأن تنظر فيها؛
أن تنظر في ميزانية الأمم المتحدة وتوافق عليها وتقرر الأنصبة المالية المقررة على الدول الأعضاء؛
أن تنتخب الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن وفي مجالس الأمم المتحدة وأجهزتها الأخرى وأن تعين الأمين العام بناء على توصية من مجلس الأمن.
ويجوز للجمعية العامة أيضا، عملا بقرارها المعنون ”متحدون من أجل السلام“ المتخذ في تشرين الثاني/نوفمبر 1950 (القرار 377 (د – 5))، أن تتخذ إجراءات، إذا لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، في حالة ما إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان. وعندئذ يمكن للجمعية أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين (انظر الدورات الاستثنائية والدورات الاستثنائية الطارئة أدناه).
ومع أن سلطة الجمعية العامة تقتصر على إصدار توصيات غير ملزمة إلى الدول بشأن القضايا الدولية التي تندرج ضمن نطاق اختصاصها، فقد اتخذت الجمعية العامة مع ذلك إجراءات – سياسية واقتصادية وإنسانية واجتماعية وقانونية – أثرت على حياة ملايين من البشر في جميع أرجاء العالم. والإعلان التاريخي بشأن الألفية الذي اعتمد في عام 2000، والوثيقة الختامية لاجتماع القمة العالمي للأمم المتحدة لعام 2005 يعبِّران عن التزام الدول الأعضاء ببلوغ أهداف محددة لتحقيق السلام والأمن ونزع السلاح جنبا إلى جنب مع التنمية والقضاء على الفقر، وحماية حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون وحماية بيئتنا المشتركة، وتلبية الاحتياجات الخاصة لأفريقيا، وتعزيز الأمم المتحدة.
السعي إلى توافق الآراء
لكل دولة عضو صوت واحد في الجمعية العامة. وتلزم في التصويت على قضايا هامة محددة، مثل التوصيات المتعلقة بالسلام والأمن وانتخاب أعضاء مجلس الأمن، موافقة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، أما المسائل الأخرى فتتقرر بأغلبية بسيطة.
وفي السنوات الأخيرة بُذلت جهود خاصة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا، بدلا من البت فيها بتصويت رسمي، وذلك تعزيزا لتأييد قرارات الجمعية. ولرئيس الجمعية العامة، بعد التشاور مع الوفود والتوصل إلى اتفاق معها، أن يقترح اعتماد قرار بدون تصويت.
اترك تعليقاً