هل يمكن للقانون قهر الارادة تجاة عدم الالتزام به ؟
الحصان ونبع الماء والقانون… اعداد / الدكتور : الكوني أعبوده …
يقول مثل إنجليزى يمكن أخذ الحصان الى النهر ، ولكن لا أحد يمكنه جعله يشرب!).
اذا كان الانسان ،على خلاف الحيوان ،هو من يتمتع بحرية الاختيار وحرية الارادة، فلا محل بالتالى لاستعمال هذا المثل فى دنيا القانون رغم ما يقال ان الانسان حيوان اجتماعى . نعم القانون لايخاطب لا الحيوان ولا الجماد، وهما فقط محلآ للحماية ، غير ان مضمون المثل الانجليزى مفيد لرجل القانون عندما يتأمل فى تنفيذ الالتزامات . فالاصل ان المدين ،الذى لا ينفذ التزامه طواعية ، يجبر على ذلك ،ولو باستعمال القوة ، ولكن ذلك يستبعد اذا كان هذا التنفيذ يؤدى الى المساس بحرية المدين أو اهدارها. ولهذا نظم القانون ما يسمى التنفيذ بمقابل ،أي ان الدائن يمنح مقابلا نقديا،عوضا عن الاداء الذى كان على المدين ان يقدمه لدائنه. فالمدين الذى التزم برسم لوحة او كتابة قصة اوالقيام بعمل فنى او علمى او بالعيش المشترك مع شريكه لامحل لارغامه على ذلك بالقوة، واذا لم تفلح وسائل الضغط التى نظمها القانون للوصول الى الغاية المنتظرة، فلا مناص من الاكتفاء بالتعويض ان كان له مقتضى. وهكذا تكون دلالة المثل موضوع الاستشهاد! فهل نتخيل حياة زوجية طبيعية إثر حمل الزوجة( الناشز)على الالتحاق ببيت الزوجية !!بالتأكيد لا وهكذا الشأن فى كل. موقف مطابق!
مما سبق يمكن استخلاص ان القانون لا يمكنه قهر الارادة، كما ان صاحب الحصان او غيره اعجز عن قهر غريزة الحصان وحمله على شرب الماء!!
اترك تعليقاً